> الغانم : نسعى إلى ترسيخ دولة المؤسسات وتكريس هيبة الدولة وسيادة القانون وتصحيح الاختلالات الاقتصادية
> المبارك : الوضع القائم في البلاد لا ينسجم مع طموحاتنا وتطلعاتنا وإمكاناتنا ولم يعد ممكنا قبول الاستمرار به
> حريصون على تجسيد تطلعات وطموح الشعب الكويتي ومعالجة القضايا التي تشكل أولويات عاجلة
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن الإصلاح هو الضمانة الحقيقية للاستقرار والتنمية «وأن تستوعب الحكومة المتغيرات وتكون بمستوى التحديات لتنجح في تحقيق أهداف الإصلاح المنشود وتستعيد ثقة المواطنين ويستعيد المواطنون ثقتهم بمستقبلهم».
وشدد الغانم خلال كلمته في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة أمس على ان «الإصلاح لابد أن ينطلق من الحكومة ومجلس الأمة ، بل ويبدأ بهما، ويكون هدفه ترسيخ دولة المؤسسات وتكريس هيبة الدولة وسيادة القانون والحكم الرشيد ، وتصحيح الاختلالات الاقتصادية ورفع القدرة التنافسية لاقتصادنا الوطني».
ودعا المؤسستين التشريعية والتنفيذية الى «وضع التخطيط الإنمائي على أسس سليمة وانتشال الإدارة العامة من أوضاعها المتردية وتشييد ثقافة وطنية جامعة ومواتية للتقدم والحداثة ، وقبل ذلك وبعده ترسيخ مبادئ الشفافية والعدالة وتكافؤ الفرص التي إن أصابها الإهمال والتراخي أصاب الوهن المجتمع كله».
واشار الى ان المعضلة «تكمن في إرادة التغيير المعطلة ، وفي قرارات الإصلاح المؤجلة ، وغياب الرؤية الوطنية الجامعة ، وفي الاختلاف الذي تحول إلى خلاف ومنازعة ، وفي الممارسة السياسية التي عطلت الأولويات ، وفي الاعتبارات الشخصية التي همشت الكفاءات ، وفي البرامج التنفيذية التي لا تنفذ وفي خطط التنمية التي تعد وتبقى حبرا على ورق».
من جهته اكد سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء حرص الحكومة على تجسيد تطلعات وطموح الشعب الكويتي ، عبر معالجة العديد من القضايا المجتمعية ومنها ما يشكل أولويات عاجلة.
وقال سمو رئيس الوزراء في كلمته في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني لمجلس الامة ، ان هذه الاولويات تتطلب من الجميع مواجهة جادة وحاسمة ، لتوفير الحلول الجذرية المطلوبة لها ، وفي مقدمتها القضية الإسكانية ، باعتبارها أهم مقومات الاستقرار للأسرة الكويتية وتطوير الخدمات الصحية والتعليمية.
اضاف ان تحقيق هذه الحلول الجذرية يتطلب إجراء تنفيذيا فعالا ، ينطلق من وضوح الرؤية في سلامة التشخيص وجرأة القرار وحسن التنفيذ وشفافيته ، وهو ما تحرص الحكومة على تجسيده في برنامج عملها ، ليكون نهجا جديدا في الممارسة التنفيذية ، وهذا النهج يتطلب بالمقابل ممارسة برلمانية متفهمة وسليمة وفعالة تنطلق من التنسيق المستمر والتشاور الايجابي.
وأوضح سموه أن «الوضع القائم في البلاد لا ينسجم مع طموحاتنا وتطلعاتنا وإمكاناتنا ، ولم يعد ممكنا قبول الاستمرار به ، وهو بلا شك نتيجة إرث متراكم عبر العديد من السنوات ، ولن يكون مجديا الاستغراق في الحديث عن تفاصيله وأسبابه ، وتقاذف المسؤولية عنه ، وكما أن أعباء الأمانة التي نحملها مجلسا وحكومة ، وحجم الآمال والطموحات التي يعلقها علينا أهل الكويت الأوفياء تقتضي منا وقفة جادة مع النفس للمكاشفة والمصارحة ، والاعتراف بالخلل والتعامل معه بوضوح وشجاعة ، لمواجهة المسؤولية في اتخاذ ما يلزم من خطوات جادة وإجراءات فاعلة لإصلاح الوضع ، وإعداد الأسس السليمة التي تكفل تجاوز الاخفاقات وتجنب تكرار الخلل وتضفي على مسيرة العمل الوطني المزيد من الجدية والثقة والمصداقية في تحقيق الأهداف المنشودة « .
وقال إن الحكومة ستتولى المبادرة إلى إعداد أدوات الإصلاح وآلياته الهادفة إلى الارتقاء بأداء الجهاز التنفيذي للدولة وضمان حسن تنفيذ هذه الأدوات والالتزام بها ، وتتمثل في المعايير الواضحة لقياس الأداء ، والآليات الفعالة للمتابعة والتقويم وأدوات المحاسبة الجادة التي تكرس الثواب والعقاب ، وتشجع الإبداع والانضباط وتكافؤ الفرص ، وبرامج عملية مدروسة للتدريب المستمر أثناء الخدمة لمختلف المستويات الإدارية وعلى الأخص المستويات القيادية التي تقود العمل ليكون اجتيازها شرطا للتعيين في تلك الوظائف والتجديد والترقية ، كما يجري العمل على اختصار الدورة المستندية لإعداد المشروعات وانجازها .
وأشار سموه إلى أن الحكومة أرسلت مؤخرا للمجلس برنامج عملها للفترة المقبلة ، متضمنا الخطوط العريضة والتوجهات والقضايا الرئيسية والأولويات التي تراها الحكومة ، «كما ستوافيكم الحكومة أيضا خلال الشهر القادم بمشروع قانون في شأن الخطة السنوية 2013/2014 ، شاملة الجوانب التفصيلية المتعلقة بتنفيذ مضامين برنامج عمل الحكومة والتفاصيل الإجرائية ومتطلباتها المالية والتشريعية وغيرها إلى جانب البرامج الزمنية للتنفيذ ، كما ستوافيكم الحكومة أيضا في وقت لاحق بمشروع قانون بشأن الخطة الإنمائية متوسطة الأجل .
واختتم المبارك كلمته بالقول : «ان الكويت هي أولا وهي أخيرا ، وهي الدرة المكنونة في وجدان كل منا ، وهي الأمانة التي سوف نسأل عنها أمام رب العالمين» .