
> الغربللي : «الصندوق الكويتي» قدم أكثر من 6.4 مليارات دولار لمشاريع التنمية في إفريقيا
> العجمي : ندعو إلى البدء فورا بإنشاء صك دولي شامل وملزم قانونا لمـنــع أي نــوع مــن التسلــح في الفضاء الخارجي
لندن – نيويورك – «كونا»: من لندن إلى نيويورك شهدت الدبلوماسية الكويتية خلال اليومين الماضيين حراكا قويا وفاعلا، لإيضاح رؤية الكويت تجاه معالجة مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية ، ففي لندن أشاد سفير دولة الكويت وعميد السلك الدبلوماسي في المملكة المتحدة خالد الدويسان بدور هيئة الامم المتحدة في حل النزاعات الدولية وإنهاء الحروب ، الأمر الذي أسهم في انقاذ أرواح الملايين من الاشخاص حول العالم على مدار عقود من الزمن.
واكد الدويسان في كلمة له خلال الحفل الذي أقيم في مقر سفارة دولة الكويت بالعاصمة البريطانية الليلة قبل الماضية ، بمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة ، ان الكويت تقدر كثيرا الدور الإيجابي الذي لعبته هيئة الامم المتحدة في إصدار القرار الذي ادى الى انهاء الاحتلال العراقي للكويت عام 1991.
ورأى ان تأثيرات العولمة والتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية في الوقت الراهن ، باتت تفرض على الامم المتحدة اعتماد إصلاحات على مجلس الامن الدولي ، معربا عن اعتقاده بأهمية توسعة عضوية مجلس الامن لتشمل عددا من الدول القادرة على المساهمة في مواجهة التحديات العالمية.
من جانبه اكد رئيس جمعية الامم المتحدة في بريطانيا سير جيريمي غرينستوك ، في كلمة له خلال الحفل ، على الدور الرائد الذي تؤديه هيئة الامم المتحدة في إرساء قواعد الامن والسلم العالميين.
كما لفت إلى أهمية ان تواكب هذه الهيئة المتغيرات الدولية الطارئة على جميع المستويات ، مؤكدا ان الأمم المتحدة تستحق ان تلقى الدعم والمساندة من جميع الاطراف ، من خلال التعريف بدورها وأنشطتها في شتى بلدان العالم.
وفي نيويورك اكدت دولة الكويت ايمانها الراسخ وقناعتها التامة ، بأهمية مد جسور التعاون في مجالات التطوير والتنمية ، مع مختلف الدول الافريقية والعربية ، حيث سارعت منذ انضمامها للامم المتحدة للوفاء بمساهماتها في جميع البرامج الدولية لخلق الشراكة العالمية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها الملحقة الدبلوماسية في بعثة دولة الكويت الدائمة لدى الامم المتحدة فرح الغربللي ، امام الدورة 68 لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ، لمناقشة بند «الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا» ، وقالت الغربللي : ان الكويت لم ولن تدخر جهدا في مواصلة ودعم وتقديم المساعدات للدول النامية عامة والدول الافريقية بشكل خاص وذلك عبر مؤسساتها الرسمية أو قطاعها الخاص.
واشارت الى ان ذلك نهج ثابت لسياسة الكويت الخارجية ، انطلاقا من قناعاتها بأن النهوض باقتصادات تلك الدول ومد يد العون لها لتحقيق أهدافها الإنمائية ، سيعود بالنفع على الجميع ، ويعزز آفاق الشراكة والتعاون ، ويزيد متانة النظام التجاري والاقتصادي العالميين.
أضافت ان «لدولة الكويت تاريخا حافلا في الشراكة مع الدول الافريقية ، ودعم عجلتها التنموية ، وجسدت دولة الكويت هذه الشراكة في جانبها السياسي ، من خلال علاقات ثنائية متميزة وفي جانبها الاقتصادي كذلك».
وقالت : «لعل المرتكز الأساسي والفاعل في هذا الجانب هو تواجد الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والعربية في 48 دولة ، من أصل 54 دولة في الاتحاد الافريقي».
ومضت الغربللي الى القول : «ادراكا من بلادي لأهمية العمل المشترك لما فيه صالح شعوب الدول النامية ، فان الصندوق الكويتي امتد نشاطه الى 102 دولة من بين دول العالم ، وساهم في تمويل عدة مشاريع في قطاعات مختلفة منها الزراعة والنقل والطاقة والمياه والبنى التحتية والصحة والتعليم وغيرها» ، لافتة الى ان اجمالي قيمة مساهمات الصندوق لمشاريع التنمية في افريقيا يزيد على 6.4 مليارات دولار.
واوضحت ان الصندوق شارك ايضا في مبادرة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عام 1996 ، لتخفيف عبء المديونية عن 24 دولة من الاتحاد الإفريقي.
ولفتت الى ان دولة الكويت اطلقت مبادرة إنشاء صندوق الحياة الكريمة برأسمال قدره مئة مليون دولار ، بهدف مساعدة الدول على مواجهة متطلباتها الأساسية في ظل الصعوبات التي افرزتها ازمة الغذاء العالمي التي نشبت عامي 2007 و2008.
اضافت ان الكويت ساهمت ايضا في الكثير من الصناديق التي انشئت في قارة افريقيا لمكافحة الجوع والفقر ، بمبالغ تتجاوز 300 مليون دولار ، كماالتزمت بمبلغ 500 مليون دولار في مؤتمر المانحين لشرق السودان.
وقالت : انه في ظل تعاظم وتزايد التحديات على كافة الصعد والمستويات ، وامتدادا للنهج التعاوني المبني على التنسيق وروح المبادرة ، سوف تستضيف الكويت خلال الفترة من 18 الى 20 نوفمبر المقبل القمة العربية - الأفريقية الثالثة تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار» ، معربة عن الامل في أن تتوج هذه القمة بنتائج تعمق أسس التعاون العربي - الأفريقي وتفتح آفاقا جديدة تخدم الاستقرار والتنمية والتعاون بين شعوب ودول هاتين المجموعتين.
وفي نيويورك أيضا دعت دولة الكويت الى البدء ، وبشكل جاد ، في التفاوض حول إنشاء صك دولي شامل وغير تمييزي وملزم قانونا ، لمنع وضع اي نوع من أنواع الاسلحة في الفضاء الخارجي ، مؤكدة دعمها لانشاء لجنة في اطار مؤتمر نزع السلاح لتناول هذا الموضوع ضمن برنامج عمل شامل ومتوازن.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السكرتير الثاني في البعثة الدائمة لدولة الكويت لدى الامم المتحدة عبدالعزيز عماش العجمي ، امام لجنة نزع السلاح والامن الدولي ، المتفرعة من الدورة الـ68 للجمعية العامة للامم المتحدة ، والتي ناقشت «الفضاء الخارجي.. الجوانب المتصلة بنزع السلاح» ،الليلة قبل الماضية.
ورأى العجمي ان القصور الفني المرافق للصكوك القانونية الدولية ، التي تتعامل مع انتشار الأسلحة في الفضاء الخارجي ، رغم دورها في تعزيز الاستخدامات السلمية ، وتنظيم الأنشطة في الفضاء ، كمعاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية لعام 1963 ، ومعاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 ، والاتفاق المنظم لأنشطة الدول على سطح القمر والإجرام السماوية الأخرى ، والموقع عام 1979 ، قد يؤدي في النهاية الى حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي.
وقال ان ذلك ينذر بخلق تحديات استثنائية متعاظمة الخطورة على مستقبل أنماط الحياة الحديثة ، وما قد ينسحب عليها من تداعيات سلبية ، تضرب وبشكل مباشر أوجه التنمية المتعددة ، وكذلك في إيجاد مناخ عالمي يفتقد للثقة.