
القاهرة – وكالات - انتقدت مصر أمس قرار الولايات المتحدة وقف بعض المساعدات العسكرية والاقتصادية للحكومة ، في أعقاب حملة على جماعة الإخوان المسلمين.
وقال المتحدث باسم وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في حديث مع محطة إذاعية خاصة ، إن القرار كان خاطئاً. وأضاف أن مصر لن تستسلم للضغط الأميركي وهي ماضية في طريقها نحو الديمقراطية كما هو محدد في خارطة الطريق.
وعزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي إثر احتجاجات شعبية مطالبة بتنحيته ، وتم تشكيل حكومة انتقالية ووضع خارطة طريق سياسية ، ووعد الجيش بأن تؤدي إلى إجراء انتخابات نزيهة.
ونقلت صحيفة «اليوم السابع» عن مصدر عسكري قوله إن قرار أميركا تعليق المعونة العسكرية جزئياً عن مصر ، هدفه الأول والأخير الانتقام وإضعاف قدراتها العسكرية والأمنية خلال الوقت الراهن ى، مؤكداً أن موقف الرئيس الأميركى باراك أوباما واضح في هذا الشأن.
وأوضح المصدر أن الولايات المتحدة الأميركية لم تراع علاقات التعاون العسكري الطويلة مع مصر خلال الفترة الماضية ، وتسرعت في قرار تعليق المعونة جزئياً ، حيث كان من الأولى أن تدعم استمرار التعاون العسكري والمعونات من أجل دعم مصر في حربها ضد الإرهاب وجماعات العنف المسلح .
وكشف المصدر عن أن أميركا تدير حرباً ضد مصر تحت المسمى المرن للديمقراطية من خلال محورين أساسيين ، أولهما تعليق المساعدات العسكرية عن مصر جزئياً ، والثاني من خلال دعم جماعات الإرهاب والتطرف والعنف المسلح في الاستمرار في استنزاف الاقتصاد المصري ، ومواجهة الجيش والشرطة في الشوارع ، وتدمير الموارد الاقتصادية الأساسية للدولة المصرية.
وقال المصدر: «حان الوقت للبحث عن بدائل وقوى دولية أكثر تأثيراً ودعماً لمصر في المرحلة الراهنة ، بعد العداء الأميركي الواضح ، الذي شارك فيه اللوبي الصهيوني، مما يدفع العلاقات مع الولايات المتحدة إلى «الفراغ»، الذي يجب أن يتم ملؤه من خلال قوى أخرى، تتعاون مع مصر في حربها ضد الإرهاب ، وتساندها في خطط التنمية المستقبلية ، التي وضعتها.
في سياق متصل أعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في قرارها تجميد بعض المساعدات التي تقدمها لمصر «في ضوء اداء الحكومة .
وادلى كيري بهذه التصريحات الخميس لدى وصوله الى ماليزيا للمشاركة في مؤتمر اقليمي ، لافتا إلى أن قرار تجميد المساعدات لا يعني ان واشنطن قررت قطع علاقاتها بالحكومة المصرية التي تسلمت الحكم عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي.
وقال كيري للصحفيين «إن الحكومة (المصرية) المؤقتة تعلم جيدا بالتزامنا بنجاحها. ان القرار الاخير لا يعني بأي حال من الاحوال اننا قررنا انهاء التزامنا الجدي بمساعدتها.»
وكانت واشنطن قد اعلنت امس الاربعاء انها قررت الامتناع عن تسليم مصر شحنات من الدبابات والطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر وصواريخ اضافة الى معونة مالية تبلغ 260 مليون دولار، وذلك فيما قالت إنها محاولة لضمان تقيد القاهرة «بخارطة الطريق» التي اعلنتها عقب عزل مرسي.
وقال وزير الخارجية الامريكي «نحن مصرون على ان تظل خارطة الطريق هي الهدف الاساسي للحكومة (المصرية) المؤقتة، وانا لعلى ثقة بأن هذه الحكومة ترغب في مواصلة علاقاتها الايجابية مع الولايات المتحدة.»
واضاف «نريد لهذه الحكومة النجاح، ولكننا نريد ايضا ان تكون حكومة يشعر الامريكيون بالراحة لمساندتها» ، موضحا أن استئناف المساعدات يعتمد على الخطوات التي تتخذها الحكومة المصرية باتجاه التغيير السياسي.