
القاهرة – «وكالات»: منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات خلال العرض العسكري الذي كان مقاما يوم السادس من أكتوبر عام 1981 ، احتفالا بذكرى انتصار مصر والعرب على إسرائيل في 1973 ، لم تشهد الاحتفالات بهذه المناسبة إراقة أي دماء باستثناء ما حدث أمس الأحد ، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن المصري وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ، بالعاصمة القاهرة وصعيد مصر.
وأكد مصدر طبي بمحافظة المنيا، في صعيد مصر، لـ «بي بي سي» مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين ، إثر مناوشات بين المشاركين في مسيرة مناهضة للحكومة المؤقتة ، وقوات الجيش والشرطة المتركزة في قرية دلجا، فيما وردت أنباء عن مقتل وإصابة عشرات غيرهم في القاهرة ومحافظات أخرى.
وقامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين في دلجا باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص ، بهدف منع اقتحامهم أماكن تمركز القوات ، كما استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في شارعي القصر العيني والتحرير ، بعد محاولات من متظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول اختراق الحاجز الأمني والوصول إلى ميدان التحرير.
وكان «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» – الذي يضم جماعة الإخوان المسلمين وأحزابا إسلامية أخرى - قد دعا المصريين للخروج إلى الشوارع والميادين في الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل.
وخرجت مسيرات الأحد في عدة مناطق بالعاصمة المصرية القاهرة شارك بها بضعة آلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة والرافضين لما أسموه «الانقلاب العسكري».
ورفع المتظاهرون إشارة رابعة العدوية في مناطق حلوان بجنوب القاهرة والمهندسين والجيزة و منطقة شبرا و الزيتون.
وكانت قوات الأمن المصرية قد عززت من إجراءاتها عند مداخل ميدان التحرير المختلفة ، ووضعت عناصر الشرطة المدنية المدعومة بوحدات من الجيش والشرطة العسكرية في حالة استنفار قصوى .
وتم تركيب بوابات إلكترونية لأول مرة على مداخل ميدان التحرير التي أغلقتها مدرعات الجيش تماما أمام حركة السيارات ، حيث يقوم أفراد الشرطة المدنية بتفتيش الداخلين إلى الميدان تفتيشا دقيقا، كما تفحص هويات من يشتبه فيهم.
وصعد على المنصة الوحيدة التي أقيمت عند مداخل مجمع التحرير ضابط ذو رتبة رفيعة ، ووجه بعض التعليمات الأمنية للمتواجدين في الميدان الذي مازالت تتوافد عليه مجموعات من المتظاهرين الذين يحملون أعلام مصر وصورا للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة.
كما قامت مجموعات من المقاتلات المصرية بعروض جوية في سماء الميدان و تكرر المشهد مع بدء الاحتفالات رسميا عصر أمس .
وكان نشطاء وسياسيون وأحزاب قد دعوا الجماهير للنزول الى الشارع للاحتفال بنصر أكتوبر، وذلك بالتزامن مع دعوات التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر ضد ما سمته الانقلاب العسكري. وأغلقت قوات الجيش والشرطة عددا من الميادين الرئيسة منها ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية وميدان النهضة وميدان مصطفى محمود أمام حركة السيارات.
وسمحت قوات الأمن لأعداد من المتظاهرين الذين توافدوا يحملون أعلام مصر وصورا الفريق عبدالفتاح السيسي بالدخول، بعد إخضاعهم للتفتيش الذاتي ومرورهم داخل البوابات الإلكترونية، خوفا من وجود أجسام غريبة أو معادن.
كما شهد محيط وزارة الدفاع والطرق المؤدية إليها و الطرق الرئيسة التي تربط العاصمة بالمحافظات كثافة أمنية وغلق جزئي أمام حركة المرور.
وكانت السلطات المصرية قد وجهت تحذيرا قويا من عواقب تنظيم مظاهرات احتجاج ضد الجيش أمس. وتوعدت «بالحزم» في مواجهة ما وصفتها بمحاولات إثارة الفتن والمؤامرات.
ونقل عن أحمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئيس المصري المؤقت اتهامه المتظاهرين الأحد بأنهم «يؤدون مهام العملاء» لدول أجنبية.
وكان الجيش المصري قد عزل مرسي، الرئيس المنتخب، في الثالث من يوليو الماضي بعد احتجاجات شعبية حاشدة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن المسلماني قوله إن «المتظاهرين ضد الجيش في ذكرى النصر يؤدون مهام العملاء لا النشطاء ... وأنه لا يليق أبدا الانتقال من الصراع على السلطة الى الصراع مع الوطن».
ويقول المعارضون إنهم يحترمون الجيش المصري لكنهم يعترضون على قيادته الحالية التي يتهمونها بالتدخل في السياسة.