القدس- «وكالات»: في الوقت الذي استمرت فيه اسرائيل بسياستها الممنهجة والمدروسة لتهويد القدس وتغيير طابعها العربي الاسلامي والمسيحي، وفرض وقائع جديدة عليها، أصبح اقتحام المسجد الأقصى شبه يومي بحماية الشرطة الاسرائيلية وسط اعتداءات كبيرة على المعتصمين الفلسطينيين الذين يدافعون عن المسجد ويحاولون حمايته من اقتحام اليهود، فيما تواصلت ردود الفعل الغاضبة والمستنكرة لجريمة الاعتداء على المسجد الاقصى، وسط مناشدات فلسطينية وعربية بضرورة وجود تدخل عالمي لمنع الاعتداء على المقدسات.
وأدانت قوى وشخصيات ومؤسسات رسمية وشعبية مخططات الاحتلال والمستوطنين الرامية للنيل من المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ومحاولة السيطر ة على أجزاء منها وتقسيمها.
وشددت بيانات وتصريحات رسمية صدرت عن هذه الجهات على ضرورة حماية الأقصى والمقدسات والدفاع عنها بالمهج والأرواح مناشدة دول العالم التدخل لوقف هذه الجرائم الاحتلالية ومطالبة العالمين العربي والاسلامي بنصرة المقدسات التي تشن عليها حرب تسعى لتهويدها.
وأشادت بالمرابطين الذين تصدوا لعملية الاقتحام والتدنيس ودورهم الذي أفشل ما خطط له المستوطنون والمساندون لهم في الحكومة المتطرفة.
وحذر عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع من توالي الهجمات الشرسة التي تقوم قطعان المستوطنين بحمايه سلطات الاحتلال الاسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين والمقدسيين من الدخول إليه والصلاة فيه وذلك لفتح الطريق لاعضاء كنيست حاليين ومستوطنين ورجال دين من اقتحام الاقصى وتدنيسه واقامة شعائرهم التلمودية فيه.
واعتبر قريع في تصريحات صحافية امس الأول الاربعاء،ان ما يحدث في المسجد الاقصى المبارك من سلسلة اقتحامات وانتهاكات واستباحة متواصلة من قبل عصابات المستوطنين المتطرفين تحت حماية وغطاء من شرطة الاحتلال والاعتداء على المصلين والمرابطين في المسجد الاقصى المبارك،تستدعي منا التصدي بكل ما لدينا من امكانيات لصد هذه الانتهاكات والخروقات من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية وقطعان المستوطنين الذين يعيثون في الاقصى فسادا.
بدوره، أصدر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريره الشهري حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر ايلول الماضي، مبينا أنه ارتقى الشهيد اسلام حسام طوباسي 22 عاماً من مخيم جنين برصاص جيش الاحتلال اثر مواجهات دارت في المخيم بعد اقتحامة بتاريخ 17-9-2013، وسقط شهيد آخر من قطاع غزة يدعى هويشل اسماعيل ابو هويشل بعد اطلاق النار عليه قرب الشريط الحدودي شرق بيت حانون يوم 30-9.
وأوضح المركز أنه جُرح نحو 250 مواطناً على ايدي قوات الاحتلال خلال الشهر الماضي من بينهم 60 مواطناً اثر اعتداءات جنود الاحتلال على المعتصمين داخل المسجد الاقصى و 30 طالباً اصيبوا خنقاً بالغاز في محيط جامعة القدس، بينما بلغ عدد المعتقلين نحو 300 معتقل في جميع محافظات الوطن من بينهم عشرات الاطفال.
وكشف التقرير عن ظهور نفقين جديدين- أحدهما رئيسي– ينطلق من عين سلوان ويمتد إلى البؤرة الاستيطانية – مركز الزوار مدينة داوود – مروراً بالزاوية الغربية الجنوبية للمسجد الاقصى وتم حديثاً استمرار الحفر فيه أسفل باب المغاربة، والنفق الثاني يسير بمحاذاته وينطلق من الزاوية الشمالية الجنوبية للمسجد الأقصى ويتجه شمالاً ، علماً ان النفق الرئيسي يلاصق ويكشف أساسات الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك.
وأدان الناطق باسم الحكومة، مدير المركز الإعلامي الحكومي د. ايهاب بسيسو إجراءات الاحتلال التصعيدية في المسجد الأقصى المبارك ومنع الشخصيات الدينية والوطنية من دخوله، ومحاصرة المصلين في المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة ما أدى لإصابة عدد منهم.
وأكد د.بسيسو أن حرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة حق انساني كفلته المواثيق والمعاهدات الدولية كافة.
وشدد بسيسو على أن الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة بحق أبناء شعبنا تمثل جزءا من سياسة الاحتلال الهادفة إلى عزل مدينة القدس المحتلة وتهويدها وتفريغها من أهلها المقدسيين.
وقالت وزارة الإعلام ان عدوان الاحتلال وعصابات اليمين المتطرف، على المسجد الأقصى بإغلاق بواباته ومحاصرة المتعبدين، وإطلاق قنابل الغاز نحوهم، هو محاولة أخرى لتقسيم الحرم القدسي.
وأكدت الوزارة ان ارتفاع وتيرة استهداف «الأقصى» وسعي الاحتلال المحموم لفرض الأمر الواقع، يطلقان النداء الأخير للمجتمع الدولي، وأطره القانونية، وبخاصة الأمم المتحدة ومجلس أمنها، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ولجنة القدس، للتحرك العاجل للجم إرهاب الاحتلال، وإنقاذ قبلة المسلمين الأولى من التهويد والتقسيم.