
«أربيل» – «إسلام أباد»: هزت عدة انفجارات أمس كلا من مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق ، ومدينة بيشاور شمال غربي باكستان ، وأوقعت في المدينتين عشرات القتلى والجرحى .
ففي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي ، وقعت عدة انفجارات ، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل . ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن التلفزيون الكردي أن عدد الجرحى بلغ نحو ثمانية أشخاص.
وأفاد مصدر أمني في أربيل لـ «بي بي سي» بأن مصدر الانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري وسيارتان مفخختان مركونتان وعبوة ناسفة. واستهدف الهجوم الانتحاري مبنى مديرية الأمن الكردي المعروف باسم «الأسايش»، في حين انفجرت السيارتان المفخختان والعبوة الناسفة بالقرب من مبنى وزارة داخلية الإقليم المجاور وسط المدينة.
وذكرت تقارير محلية بأنه سمع دوي اطلاق نار عقب الانفجارات. يذكر أن مدينة اربيل، بعكس المدن العراقية، تتمتع بقدر كبير من الاستقرار والأمن ويرتفع بها حجم الاستثمارات الأجنبية.
وتأتي التفجيرات بعد يوم فقط من اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الإقليمية التي تدفعت بحزب «غوران»، وهو حزب المعارضة الرئيس في كردستان العراق، إلى المرتبة الثانية متقدما حزب الرئيس جلال طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني الذي احتل المرتبة الثالثة في مقاعد البرلمان بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وجاءت الانتخابات في مرحلة حساسة، حيث سينتهي قريبا مد أنابيب النفط من كردستان إلى تركيا.
وفي إسلام أباد أعلن مسؤولون ان انفجارا هز سوقا في مدينة بيشاور شمال غربي باكستان، مما أسفر عن مقتل 31 شخصا واصابة العشرات.
وقالت الشرطة إن قنبلة انفجرت في سوق كيسا خواني مما تسبب في اضرام النيران في المتاجر والمركبات.
ويأتي الانفجار بعد اسبوع من تفجير انتحاري مزدوج تسبب في مقتل 80 شخصا في كنيسة في المدينة. ويوم الجمعة قتل 17 شخصا على الاقل في تفجير يقل موظفين حكوميين بالقرب من بيشاور.
ووقعت في بيشاور، المدينة الرئيسة في اقليم خيبر باختونخوا، في السنوات الاخيرة العديد من التفجيرات والهجمات المسلحة التي يتهم مسلحو طالبان بالمسؤولية عنها. وقالت الشرطة إنهم يشتبهون في أن التفجير ناجم عن انفجار سيارة ملغمة.
ونقلت صحيفة «الفجر» الباكستانية عن وزير الصحة قوله إن مركز الشرطة الرئيس في المدينة قد يكون الهدف الأساس للتفجير.
ولكن شفاقات مالك خبير ابطال المفرقعات قال إن الانفجار وقع على مسافة من مركز الشرطة. وذكر مالك لوكالة فرانس برس إن سيارة مركونة في الشارع «جرى تحويلها الى قنبلة تفجر عن بعد».
وتم اعلان حالة الطوارئ في مستشفى ليدي ريدينغ التي استقبلت المصابين، الذين كان الكثير منهم مصابين بحروق شديدة. وقال مسؤولون إن 78 شخصا أصيبوا. وأعاق تزايد أعمال العنف مساعي رئيس الوزراء الجديد نواز شريف لانهاء التمرد عن طريق المحادثات مع طالبان.
وترفض طالبان دستور باكستان وتطالب بتطبيق الشريعة.
وشريف في نيويورك حاليا لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، ومن المزمع يلتقي رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ يوم الاحد. وأدان شريف تفجير بيشاور في رسالة من نيويورك، وسماه هجوما على الانسانية.
وقبيل المحادثات، قال سينغ إن باكستان يجب أن تتوقف عن أن تكون «مركز ارهاب». وادى التفجير الذي وقع الاحد الماضي في كنيسة جميع القديسين التاريخية، والذي يعتقد انه اشد هجوم يتعرض له المسيحيون في باكستان، الى احتجاجات واسعة في باكستان. وقالت جماعتان اسلاميتان متصلتان بطالبان إنهما مسؤولتان عن الهجوم ردا على هجمات امريكية بطائرات من دون طيار. وقتل في الهجوم 120 شخصا .