موسكو – نيويورك – «وكالات»: نقلت وكالات أنباء امس عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن روسيا مستعدة للمساعدة في حراسة مواقع الأسلحة الكيماوية بسوريا، حينما يدمر الرئيس بشار الأسد المخزونات من هذه الأسلحة والمصانع المنتجة لها.
وجاء تصريح ريابكوف بينما كان مجلس الأمن الدولي يعمل على وضع قرار بشأن اتفاق يتعلق بالسلاح الكيماوي يكون مقبولاً لروسيا وللغرب.
هذا وأعلن دبلوماسيون أمس الأول أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ، حققت تقدماً مهماً بشأن نص مشروع قرار في الأمم المتحدة ، يضع إطاراً لبرنامج نزع الأسلحة الكيماوية السورية ، بينما أعلن دبلوماسي روسي لوكالة «فرانس برس» «أن المحادثات لم تنتهِ حول بعض النقاط الأساسية»، من دون إعطاء تفاصيل.
وتتعثر المفاوضات حتى الآن حول ورود أو عدم ورود إشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في النص، وذلك لأن روسيا ترفض أي إشارة إلى هذا الفصل الذي يسمح بإجبار بلد ما على الامتثال لقرار من مجلس الأمن.
وسيتعين طرح مشروع القرار أيضاً على الدول العشر الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي قبل التصويت عليه.
وكانت روسيا قد أقرت الثلاثاء بأن مشروع القرار الذي يجري بحثه حول سوريا يمكن أن يتضمن «إشارة» إلى الفصل السابع في حال انتهاك الاتفاق من قبل أي طرف في النزاع السوري، لكنها أكدت أن استخدام القوة لا يمكن أن يكون تلقائياً.
غير أن بشار الأسد علق على مثل هذا القرار قائلاً: «إن حديثهم عن الفصل السابع لا يقلقنا في سوريا، أولاً لأن سوريا ملتزمة بكل الاتفاقيات التي توقعها... ولأن هناك توازناً في مجلس الأمن لم يعد يسمح للولايات المتحدة كما كان الوضع سابقاً باستخدام مجلس الأمن كمطية أو كأداة من أجل تحقيق أجنداتها الخاصة».
من جهة أخرى أعلن المتحدث باسم رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، أن الأخير توجه إلى سوريا، أمس الخميس، لبحث الأزمة التي أثارتها تشكيلات مقاتلة مع الائتلاف.
وأضاف المتحدث لؤي صافي أن الائتلاف لن يتفاوض مع جماعات منفردة، وإنما سيضع هيكلاً أفضل لتنظيم القوات المقاتلة.
وكانت 13 مجموعة من مقاتلي المعارضة السورية أعلنت عدم اعترافها بأي تشكيلات معارضة في الخارج بما فيها الائتلاف الوطني السوري المعارض والحكومة المؤقتة.
وقالت هذه المجموعات ومعظمها في حلب، إن كل ما يتم من التشكيلات في الخارج من دون الرجوع الى الداخل، لا يمثلها ولا تعترف به.
ولم توقع على البيان أحد أكثر الجماعات تشدداً في سوريا وهي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك خيارها أو أن جماعات أخرى استبعدتها عمداً.
ومن بين الموقعين جماعات متشددة مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وكتائب أحرار الشام وكذلك جماعات إسلامية أكثر اعتدالاً مثل لواء التوحيد ولواء الإسلام.
وقال البيان الذي قرأه عبد العزيز سلامة الزعيم السياسي للواء التوحيد في تسجيل فيديو نشر عبر الإنترنت: «تعتبر هذه القوى أن كل ما يتم من التشكيلات في الخارج دون الرجوع الى الداخل لا يمثلها ولا تعترف به».
ويمثل القرار انتكاسة للزعماء الأجانب الذين يحاولون دعم جماعات المعارضة الأقرب للتيار المدني وطمأنة الناخبين المتخوفين من تورط أكبر في الحرب الأهلية السورية.
وبالنسبة لبشار الأسد الذي أسعده بالفعل الدعم الدبلوماسي من روسيا الذي أحبط خططاً أمريكية لقصف قواته بعد هجوم كيماوي فإن أي ائتلاف أقوى للمعارضة قد يتحدى تفوق جيشه في القتال.
وعلى الرغم من نفي بعض المقاتلين الاسلاميين المعتدلين أن تكون الخطوة تعني نهجاً أكثر طائفية وتشدداً فقد يعزز بروز الإسلاميين الأصوليين على حساب الائتلاف الوطني السوري حجة الأسد بأن البديل لحكمه هو أن يحكم تنظيم القاعدة سوريا .