
> روسيا: مشروع القرار الفرنسي «فخ» يفتح الباب أمام تدخل عسكري
> الدوما يرفض توجيه الضربة العسكرية لدمشق ويناشد الكونغرس بعدم التصويت لصالحها
عواصم - «وكالات»: فيما أعلن البيت الأبيض أمس أن ثماني دول بينها الكويت وقعت البيان المشترك حول سوريا الذي صدر في السادس من الشهر الجاري ويدين «بأشد العبارات استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية في الـ21 من أغسطس الماضي في ريف دمشق ويدعو الى رد دولي قوي».
وقالت فرنسا أمس إنها مازالت عازمة على معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على ما تقول انه هجوم بالاسلحة الكيماوية إذا ما فشلت المساعي الدبلوماسية وإن القيام بعمل عسكري مازال واردا.
وقدمت باريس مسودة قرار لمجلس الأمن التابع للامم المتحدة الثلاثاء يحدد شروطا لتدمير اسلحة سوريا الكيماوية ويحذر من «عواقب وخيمة» إذا قاومت ذلك وهو ما أشارت روسيا إلى انها لن توافق عليه.
ووصف السفير الروسي لدى فرنسا في حديث لراديو فرانس انتير مشروع القرار الفرنسي بأنه <فخ> يفتح الباب أمام تدخل عسكري.
وقال الكسندر أورلوف للراديو «نعتقد أن هذا المشروع قدم على عجل... نعتقد أن مشروع القرار يجب ان يضع تصورا لآلية للسيطرة ويعطي توجيهات للأمانة العامة للامم المتحدة ورئيس منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيماوية».
وأضاف أن موسكو على ثقة من أن الحكومة السورية صادقة في قبول الاقتراح الروسي لكن بلاده مستعدة لبحث اتخاذ إجراء أكثر صرامة بما في ذلك فرض عقوبات إذا لم تف دمشق بما تلتزم به.
وتابع «بالنسبة لنا الاسد مازال قائدا لدولة ذات سيادة انتخبه شعبه. لم تحمه روسيا قط ولا تربطنا به صداقة خاصة».
ناشد مجلس الدوما «البرلمان الروسي» أمس الكونغرس الامريكي عدم التصويت لصالح توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا.
وصوت مجلس الدوما بالاجماع لصالح بيان بثته وكالة انباء ايتار تاس يؤكد ان المجلس يرفض عزم الادارة الامريكية وغيرها من الدول الغربية توجيه ضربة عسكرية ضد دولة مستقلة وذات سيادة دون تفويض من مجلس الامن الدولي.
وحذر البيان من ان توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا يحمل في ثناياه مخاطر على الامن النووي والكيميائي في عموم المنطقة وسقوط الضحايا بين السكان المدنيين وحدوث مزيد من الدمار والكوارث الانسانية.
ودعا البرلمانيون الروس كل من يملك قرار اصدار الاوامر باستخدام القوة ادراك حقيقة انها تشكل انتهاكا فظا للقانون الدولي وتعتبر جريمة ضد الشعب السوري.
هذا وهدد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوجيه <ضربة محدودة> في الزمان والمكان تهدف إلى شل قدرات النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي الذي قال إنه استخدمه في 21 من الشهر الماضي «ضد شعبه وأدى لمقتل أكثر من ألف إنسان».
وفي خطابه الذي وجهه للشعب الأميركي مساء أمس «بالتوقيت الأميركي»، ركز أوباما على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب بذلك «جريمة ضد الإنسانية» باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين، «الأمر الذي يذكر بعمل النازية التي واجهتها أوروبا في القرن الماضي».
واعتبر أن الثورة في سوريا ضد حكم الأسد تحولت إلى حرب أهلية خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى إضافة إلى ملايين المشردين.
وأضاف أن مجرى هذه الحرب قد تغير مع الهجوم الكيميائي «المثير للاشمئزاز» الذي نفذه نظام بشار الأسد مؤخرا، و«أظهرت بشاعته» الصور التي تم تداولها وأظهرت «مأساة إنسانية حقيقية».
واعتبر أوباما أن استخدام هذا السلاح يشكل خطرا على أمن الولايات المتحدة وعلى أمن العالم.
وذكر أن اتخاذ إجراء حاسم ضد نظام الأسد سيحقق مصلحة أميركية، حيث سيكون ذلك رادعا للأسد أو لغيره إذا ما فكر في استخدام السلاح الكيميائي مستقبلا.
من جهة أخرى يتوقع أن تطرح فرنسا مسودة قرار في مجلس الأمن الدولي يمهل سوريا 15 يوما لتكشف بشكل كامل عن برنامجها للأسلحة الكيميائية، كما تقضي المسودة بأن تفتح دمشق على الفور جميع المواقع المرتبطة بهذه الأسلحة أمام مفتشي الأمم المتحدة تحت طائلة التعرض لإجراءات عقابية محتملة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وتقول مسودة القرار إن مجلس الأمن يعتزم <في حالة عدم تقيد السلطات السورية ببنود هذا القرار تبني مزيد من الإجراءات الضرورية بموجب الفصل السابع>. ويقول دبلوماسيون في المنظمة الدولية إن الإشارة إلى هذا الفصل جعلت موسكو تحجم عن مساندة المسودة الفرنسية.