
عواصم –«وكالات»: اعتبر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أن المبادرة الروسية الرامية إلى وضع الأسلحة الكيماوية السورية ، تحت إشراف دولي لن توقف نزيف الدماء السورية.
ودان الوزراء خلال اجتماعهم الدوري بجدة أمس ما سمّوه «الجريمة البشعة» باستخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، داعين مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤوليتهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لردع الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري.
وفي مستهل الاجتماع الخليجي دعا رئيس الدورة الحالية وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة المجتمع الدولي إلى اتخاذ «إجراءات رادعة ضد النظام السوري»، محملاً إياه المسؤولية كاملة عن الجريمة البشعة، بحسب وصفه.
ونفى وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة أي اتصالات خليجية مع أميركا من أجل التعجيل بهذه الضربة، وإنما هناك اتصالات مكثفة مع دول العالم لوقف نزيف الدم السوري بشكل عاجل.
وأوضح في تصريحات صحافية بعد ترؤسه للاجتماع الدوري لوزراء خارجية دول المجلس أن «سياسة دول الخليج لم تميل يوماً إلى أي خيار عسكري، نحن نسعى دائماً إلى السلام واستقرار المنطقة» .
من جهة أخرى يبدو أن أمريكا ركنت للحل السلمي إذ أكد الرئيس الامريكي باراك اوباما انه ناقش حلا دبلوماسيا محتملا للازمة في سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أمس إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيمضي قدما في خططه لطلب موافقة الكونغرس على استخدام القوة العسكرية في سوريا رغم موافقة دمشق على اقتراح روسي بالتخلي عن أسلحتها الكيماوية.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن وليد المعلم وزير الخارجية السوري قوله إن الحكومة السورية قبلت العرض الروسي بوضع أسلحتها الكيماوية تحت السيطرة الدولية لتفادي التعرض لضربة عسكرية أمريكية.
ومن جهته أعلن أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي تأييده للمبادرة الروسية بشأن الازمة السورية والتي تتضمن اخضاع الأسلحة الكيماوية بسوريا للاشراف الدولي.
وبدوره اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده تعكف حاليا على وضع خطة لاخضاع الاسلحة الكيميائية في سوريا للرقابة الدولية مشيرا الى ان الفكرة لم تكن مبادرة روسية بالكامل وانما تبلورت نتيجة لاتصالات مع الجانب الامريكي.
من جانبه رحب وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز بالمبادرة الروسية قائلا انها يمكن ان تؤدي الى نتائج ايجابية لافتا الى ان بلاده وقعت بالامس اتفاقية مع الولايات المتحدة الامريكية لاتلاف الاسلحة الكيميائية.
وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أمس عن تأييد دولة الكويت لما جاء في بيان مجموعة الدول الاحدى عشر في قمة مجموعة العشرين بشأن سوريا وبالاخص ما اشار اليه البيان بشأن التأكيد على ان عدم التصدي لاستخدام الاسلحة الكيميائية يترتب عليه خطر متزايد في التوسع في استخدامها وانتشارها.
وقالت بريطانيا أمس ان المقترح الروسي القاضي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية يمثل «خطوة كبيرة للأمام» لكن ينبغي على الحكومة الروسية ونظام الرئيس بشار الأسد ان يظهرا «جدية وواقعية».