عواصم- «وكالات»: فيما أعربت الكويت أمس عن تطلعها لإنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا بالطرق السياسية وكذلك من خلال تكاتف المجتمع الدولي والاستجابة لطموحات وتطلعات الشعب السورى ووقف العنف وجميع انتهاكات حقوق الانسان،قال وزير الخارجية الأمريكي إنه يمكن للأسد تفادي التعرض للضربة العسكرية إذا سلّم كل الأسلحة الكيماوية التي يملكها للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل.
وأكد كيري أن خطر عدم التصرف ضد الأسد أكبر من خطر مواجهته، وأشار إلى أن أمريكا بذلت جهوداً لسنوات من أجل جلب الطرفين «الأسد والمعارضة» إلى طاولة الحوار بلا جدوى، وأشار إلى أن أمريكا مقتنعة بأن الحل في سوريا سياسي وليس عسكرياً.
ونوَّه إلى أن إيران وسوريا اعترفتا بوقوع الهجوم الكيماوي في سوريا، وأكد أكثر من مرة أن أمريكا متأكدة تماماً أن النظام هو الذي استخدم السلاح الكيماوي ضد السوريين، وقال إنهم رصدوا مكان انطلاق الطائرات وأماكن هبوطها، وأكد أنها انطلقت من مناطق يسيطر عليها النظام سيطرة كاملة، وقال إنه «مستعد شخصياً أن يجول العالم لإقناعه بضرورة إيقاف الأسد عند حدّه، وبأن الأسد هو من استخدم السلاح الكيماوي».
وحول تهديدات الأسد بالرد على أي ضربة عسكرية ضده، كان رد الوزير هيغ قاسياً إذ قال: «يجب ألا نعطي المصداقية لكلمات الأسد، فالأسد الذي اشترك في العديد من الجرائم ضد الإنسانية وأظهر عدم الاهتمام بما يحدث لشعبه لا يمكن أن يحمل كلامه مصداقية لدينا، ودعونا لا نقع في فخ تصديق كل كلمة تخرج من فم شخص مثله».
وأكّد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لنظيره الأمريكي جون كيري «دعم بريطانيا الدبلوماسي التام» للولايات المتحدة في خطتها للتحرك عسكرياً ضد سوريا.
لكن هيغ شدّد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كيري في لندن على أن حكومته «ستحترم» رفض البرلمان البريطاني مشاركة البلاد في ضربات ضد دمشق في عملية تصويت جرت في نهاية أغسطس.
كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو ستحث سوريا على وضع الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية والتخلص منها، إذا كان ذلك سيمنع الضربات العسكرية.
وقال لافروف: «ندعو القادة السوريين ليس فقط إلى الموافقة على وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية، ثم التخلص منه، لكن أيضا إلى الانضمام بالكامل إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية».
إلا أن لافروف أقرّ أن موسكو تجهل إن كانت دمشق ستوافق على الاقتراح. وأضاف: «نأمل برد سريع وإيجابي» على اقتراح تدمير المخزون الكيماوي. وأعرب رئيس الخارجية الروسي في أن يسهم هذا الحل بتفادي الضربات ضد النظام السوري.
وكان لافروف قد التقى في وقت سابق من أمس نظيره السوري، وليد المعلم، في موسكو. وأكد لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع المعلم أن الضربة العسكرية على سوريا ستفجر الإرهاب في المنطقة.
وأكد لافروف أن وزير الخارجية السوري أبلغ روسيا استعداد النظام السوري للذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 دون شروط، ووجه حديثه إلى الإدارة الأمريكية طالباً منها التركيز على الأساليب السلمية في التحول السياسي، وطالب المعارضة بتصريح مماثل حول مؤتمر جنيف 2 للحوار.
وأشار لافروف إلى قلق روسيا على مصير المنطقة وعلى مصير مواطنيها.
وطالب بتحقيق محترف حول استخدام السلاح الكيماوي وتقديم النتائج إلى مجلس الأمن، وأكد ضرورة ذهاب لجنة تحقيق موضوعية إلى سوريا، وأشار إلى إصرار الحكومة السورية على وجود تلك اللجنة للتحقيق.
من جانبه قال وزير الخارجية السوري إن سوريا جاهزة لاستقبال لجنة التحقيق بشأن السلاح الكيماوي مرة أخرى، وللتعاون مع الأصدقاء في روسيا.
ووجه المعلم اتهاماً لأوباما بأنه يدعم الإرهابيين، وطالب الولايات المتحدة الأمريكية إلى التوجه للحل السلمي، وقال إن سوريا مقتنعة تماماً بأن ما من حل إلا الحل السياسي للخروج من هذه الأزمة.
ولم يصرح المعلم مباشرة عن ردة فعل سوريا تجاه الضربة العسكرية في حال وقعت، ولكنه قال إذا حدثت الضربة «فلنا تصرف آخر».
ونقل المعلم فور وصوله موسكو أمس رسالة شكر من الرئيس السوري بشار الأسد إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين لدعمه سوريا، على حد تعبيره.
وقال المعلم في بداية لقائه مع نظيره الروسي إن «الأسد كلفني أن أشكر الرئيس بوتين على موقفه» تجاه سوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن المحادثات «ستتمحور حول استعراض كامل لجميع أوجه الوضع الراهن في سوريا»، دون إعطاء أي تفاصيل إضافية.
وكان المعلم شكر روسيا علناً في 27 أغسطس على دعمها لبلاده، وقال المعلم: «نشكر لروسيا وقوفها إلى جانب سوريا ليس دفاعاً عن سوريا بل دفاعاً أيضاً عن روسيا».
وتأتي زيارة المعلم بعد قمة مجموعة العشرين التي عقدت في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا، ولم تسمح بتقريب وجهات النظر بين واشنطن وموسكو بشأن سوريا.
والتقى بوتين على هامش القمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكنه أفاد في ختام اللقاء بأن كلا منهما بقي على مواقفه.
وواصلت الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع في أوروبا حملتها الدبلوماسية المكثفة لإقناع شركائها بمبرراتها لشن ضربة عسكرية لسوريا.
واتخذ الرئيس باراك أوباما قراراً بشنّ عملية عسكرية ضد نظام دمشق لاتهامه بمسؤولية هجوم كيماوي أوقع بحسب أرقام واشنطن أكثر من 1400 قتيل في 21 أغسطس في ريف دمشق، غير أنه طلب موافقة الكونغرس الأميركي على هذا الخيار العسكري.
وروسيا التي تدعم نظام دمشق منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل سنتين ونصف السنة، عرقلت حتى الآن مع الصين أي قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى فرض عقوبات على الرئيس الأسد أو إدانته.
وتعود آخر زيارة للمعلم إلى دمشق إلى فبراير حين أعلن أن دمشق «جاهزة للحوار مع كل من يرغب بالحوار بما في ذلك من حمل السلاح».
وتعود العلاقات الوثيقة بين موسكو ودمشق إلى حقبة الاتحاد السوفييتي واستمر التعاون العسكري بينهما بالرغم من النزاع القائم في سوريا، ما أثار انتقادات لدى الغرب.
غير أن بوتين كشف الأسبوع الماضي أن بلاده علقت عمليات تسليم أنظمة صواريخ إس 300 إلى سوريا، وهي صواريخ متطورة توازي صاروخ باتريوت الأمريكي.