
عواصم – «وكالات»: أعلن الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسين في مؤتمر صحافي من بروكسل إنه لا يمكن تجاهل الهجوم الكيماوي ضد المدنيين في سوريا ، وقال : «يجب الرد بشكل حازم وقوي على تلك الجريمة حتى لا تتكرر»، مشيراً الى أن عدم الرد بقوة يعني السماح للأنظمة الديكتاتورية بالتمادي في قتل الشعوب.
واعتبر أن الوضع في سوريا معقد جداً وبالتالي الإجراءات فيها معقدة ، مشددا على أهمية تكثيف العمل الدولي لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية مستقبلاً ، وذكر أن هناك أدلة كافية تدين النظام السوري وتؤكد تورّطه في استخدام الغازات السامة في الغوطة بريف دمشق.
وأكد أنه على قناعة شخصية بأن الحكومة السورية مسؤولة عن الهجوم الكيماوي الذي راح ضحيته المئات من القتلى بينهم الكثير من النساء والأطفال.
واعتبر راسموسين أن الهجوم على أي دولة بحلف الناتو هو اعتداء على الحلف بأكمله.
من جهة أخرى كشف العقيد قاسم سعد الدين، وهو عضو القيادة العليا العسكرية في أركان الجيش الحر، لقناة «العربية» عن وجود خطة كاملة وشاملة للقيادة العسكرية العليا وقيادة الأركان على كافة الأصعدة، وأكد إعادة انتشار المقاتلين، وذلك بسبب تغيير قوات النظام للمواقع العسكرية والأمنية.
وتحدث عن أن معنويات قوات النظام منهارة بسبب الضربة العسكرية المرتقبة، وقال إن الضباط بدأوا بالانشقاق وهناك من الضباط من أكد انسحابه في حال وقوع الضربة العسكرية.
وقال سعد الدين متحدثاً من الحدود السورية التركية إن «قوات النظام انسحبت من بعض المواقع لتلجأ للمدارس والجامعات»، وأشار إلى أن النظام قام بتفخيخ الأبنية حتى يتم قتل المدنيين خلال الضربة العسكرية ليتم بعدها وضع اللوم على الغرب وأميركا.
في سياق متصل أعطى تأجيل الضربة العسكرية الأميركية لسوريا حتى تصويت الكونغرس سلباً أو إيجاباً عليها، مساحة من الوقت لنظام بشار الأسد بالتصعيد العسكري على كافة الجبهات، فكثفت قوات النظام القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطيران الحربي على أحياء في العاصمة دمشق وعلى مدن وبلدات الريف.
وأفادت شبكة «شام» الإخبارية بقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء التضامن ومخيم اليرموك والقابون وجوبر وبرزة، واشتباكات على مداخل حي مخيم اليرموك بين الجيش الحر وجيش النظام.
وفي ريف دمشق استهدف الطيران الحربي بالقصف بساتين مدينة النبك وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات الرحيبة ومعضمية الشام والزبداني وزملكا وبيت سحم، وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية ووقعت اشتباكات عنيفة على طريق مطار دمشق الدولي من جهة بلدة بيت سحم واشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على الجبهة الغربية من مدينة داريا.
وفي دير الزور شرقاً أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بقصف مدفعي عنيف جداً تقوم به قوات النظام يستهدف حي العرضي ومنطقة الحسينية في المدينة، وطال قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والهاون مدينة الرستن وقرية الزارة بريف حمص.
وقامت كتائب الجيش الحر في حلب باستهداف مواقع لما يسمى الجيش الشعبي التابع للنظام بالمدفعية وحققت إصابات مباشرة.
من جهته قصف جيش النظام بالمدفعية الثقيلة حي مساكن هنانو بالتزامن مع اشتباكات في حي بستان الباشا بين الجيش الحر وجيش النظام، وطالت اعتداءات قوات النظام وشبيحته مدينتي إنخل والشيخ مسكين في ريف درعا، ومدينة أريحا وجبل الأربعين بريف إدلب، وقرى ناحية ربيعة في جبل التركمان بريف اللاذقية، وبلدة كفر نبودة بريف حماة.
إلى ذلك أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على قراره توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض.
وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه إن الرئيس أوباما ونائب الرئيس جو بايدن وكبير موظفي البيت الأبيض ضاعفوا جميعا عدد المكالمات الهاتفية مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.
أضاف أنه «في كل المكالمات واجتماعات الإحاطة نكرر الحجة الأساسية نفسها: إذا لم نفعل شيئا ضد الأسد ستضعف قوة الردع للمعاهدة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية وهذا قد يشجع الأسد وحليفيه الأساسيين -حزب الله وإيران- الذين سيرون أن انتهاكا صارخاً إلى هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه أي تبعات».
وبعد ظهر الأحد عقدت جلسة إحاطة خاصة بأعضاء الكونغرس حصراً وقد شارك فيها حوالى 70 عضوا.
واستقبل أوباما في البيت الأبيض جون ماكين أمس السناتور الجمهوري النافذ الذي قال الأحد إنه غير واثق مما إذا كان سيدعم قرار توجيه ضربة محدودة إلى نظام الأسد ، علما بأنه يطالب بتدخل عسكري واسع النطاق.
أضاف المصدر أن البيت الأبيض سيجري سلسلة اتصالات هاتفية فردية بأعضاء في الكونغرس ، إضافة الى اجتماع مع برلمانيين ديموقراطيين.