دمشق – طهران – واشنطن – «وكالات»: شهدت الساعات الماضية تطورات حثيثة على صعيد الأزمة السورية ، واحتمالات قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ، وكذلك تجدد المواجهة بين واشنطن وطهران ، والتي تصاعدت إرهاصاتها على خلفية الموقف من سوريا أيضا .
في هذا السياق اعربت دولة الكويت أمس عن تأييدها لمبادرة طرحها الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تدعو مجلس الامن الدولي الى عقد جلسة طارئة لاستصدار قرار ملزم بوقف اطلاق النار في سوريا.
وجدد مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية السفير جمال الغنيم في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» رفض واستنكار دولة الكويت لاستخدام السلاح الكيماوي والغازات السامة ضد الشعب السوري.
ولفت الى مطالبة دولة الكويت للسكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون باجراء التحقيق في ما يثار من معلومات حول استخدام النظام السوري الغازات السامة ضد المدنيين بغوطة دمشق يوم الاربعاء الماضي، اضافة الى مطالبتها مجلس الامن بتحمل مسؤوليته التاريخية تجاه هذه الجريمة البشعة ودعوة المجتمع الدولي الى التحرك الفوري للتحقيق فيها.
وقال ان موقف الكويت ينسجم تماما مع المبادرة التي أطلقها الامين العام لجامعة الدول العربية ، والداعية كذلك الى تبني آلية عملية للاشراف على تنفيذ القرار باشراف الامم المتحدة ، ومن ثم السماح بدخول المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة في سوريا ، والبدء بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فيما يتعلق بعقد مؤتمر «جنيف 2» لايجاد حل سياسي للازمة السورية.
واعرب الغنيم في هذا السياق عن ترحيب دولة الكويت بدعوة الجامعة العربية لعقد جلسة طارئة على مستوى المندوبين الدائمين غدا لبحث الخطوات الواجب اتخاذها على المستوى الدولي للتعامل مع التطورات الخطيرة في سوريا.
من جهة أخرى اتفقت السلطات السورية والأمم المتحدة على السماح لفريق المنظمة الدولية الموجود في سوريا بالتحقيق في «الادعاءات» حول استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية السورية أمس .
ومن المقرر، حسب الاتفاق، أن يبدأ دخول الفريق إلى غوطة دمشق اليوم الاثنين. فيما أكدت الولايات المتحدة أن خطوة دمشق تفتقر إلى المصداقية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية تصريحاته عن تفاهم مشترك بين حكومة الجمهورية العربية السورية والأمم المتحدة ، «يدخل حيز التنفيذ على الفور حول السماح لفريق الأمم المتحدة برئاسة البروفسور آكي سيلستروم بالتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيماوية» في ريف دمشق.
وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما تلقى «عرضاً مفصلاً لمجموعة من الخيارات المحتملة» من كبار مستشاريه السبت بخصوص كيفية رد الولايات المتحدة وحلفائها على هجوم مزعوم بأسلحة كيماوية لقوات الحكومة السورية.
وذكر البيت الأبيض أن أوباما تحدث أيضاً مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول سوريا، واتفقا على التشاور بشأن «الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي».
ولم يكشف البيت الأبيض عن تفاصيل بخصوص الخيارات التي تجري دراستها، ولم يقدم أي إشارة إلى الإطار الزمني الذي قد يتخذ فيه أوباما قراراً بشأن هذه القضية.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعربا السبت خلال مكالمة هاتفية بينهما عن «قلقهما البالغ» من الاستخدام المفترض من جانب النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد سكان مدنيين.
وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن أوباما وكاميرون «سيواصلان التشاور عن كثب» بشأن الهجوم الكيماوي المفترض الذي شنته قوات النظام السوري على الغوطة في ريف دمشق الأربعاء، و»كذلك الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي على استخدام الأسلحة الكيماوية».
من جهة أخرى وصل سلطان عُمان قابوس بن سعيد سلطان، ، في زيارة رسمية على رأس وفد كبير إلى العاصمة الإيرانية طهران. وكان في استقباله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وعدد من المسؤولين الإيرانيين.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن العاهل العماني يعد أول زعيم أجنبي يحل ضيفا على حسن روحاني بعد انتخابه رئيسا للجمهورية الإيرانية في 14 يونيو الماضي.
وسبق أن أعلن مساعد الشؤون العربية والإفريقية في الخارجية الإيرانية، حسين عبداللهيان، في وقت سابق من الأسبوع الحالي، أن السلطان قابوس بن سعيد، سيقوم بزيارة لطهران بهدف «توطيد العلاقات الثنائية وبحث القضايا الإقليمية».
ومن ناحيتها، كشفت صحيفة «جمهوري إسلامي» القريبة من رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، في وقت سابق، عن قيام سلطان قابوس بالتوسط بين طهران وواشنطن.
وفي هذا الصدد، ذكرت الصحيفة أن مصادر غير رسمية أفادت أن سلطان عُمان ينوي التوسط بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين بغية حل الخلافات بين البلدين».
وزيارة سلطان عمان إلى إيران هي الثانية له بعد الثورة، وكان قد زار إيران في عام 2009، والتقى بالمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
وزار قابوس إيران في فترة حكم الشاه قبل ثورة عام 1979 التي أطاحت بالأخير.وقدم شاه إيران دعما عسكريا لسلطنة عمان خلال حرب ظفار.
كما نقلت قناة «برس تي في» التلفزيونية الإيرانية، الأحد، عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن الحكومة السورية أبلغت طهران بأنها ستسمح لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة المواقع التي تردد أنها تأثرت بأسلحة كيماوية.
واتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بشنّ هجوم كيماوي قرب دمشق أدى الى مقتل المئات.
وحثت قوى عالمية الرئيس السوري على السماح لمفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة الموجودين بالفعل في دمشق بفحص هذه المواقع.
ونقلت «برس تي في» عن الوزير قوله أمس السبت في حوار هاتفي مع وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو: «نحن على اتصال وثيق بالحكومة السورية، وأكدت لنا أنها لم تستخدم قط مثل هذه الأسلحة غير الإنسانية ، وستتعاون بشكل كامل مع خبراء الأمم المتحدة في زيارة الأماكن التي تأثرت».
واتهمت الحكومة السورية مقاتلي المعارضة بشنّ الهجمات الكيماوية لإثارة رد فعل دولي وهو ما أيدته إيران وروسيا حليفتا دمشق.
ونقل تقرير «برس تي في» الناطقة بالإنجليزية عن ظريف قوله: «يجب على المجتمع الدولي أن يبدي رداً جاداً على استخدام الإرهابيين في سوريا أسلحة كيماوية ويدين هذه الخطوة».
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد تحدث لأول مرة، السبت، عن استخدام «عناصر كيماوية» في سوريا.
وقال إن «الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل عدد من الأشخاص الأبرياء بسبب عناصر كيماوية أمر مؤلم جداً»، بحسب ما أورد موقع الحكومة ، مضيفاً أن إيران التي كانت ضحية أيضاً لهجمات كيماوية خلال حربها مع العراق «1980-1988» «تدين بشدة استخدام أسلحة كيماوية» .
بدوره أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن هناك مجموعة من الأدلة تشير إلى أن الهجوم الذي وقع في الـ21 من أغسطس ، في ريف دمشق كان «ذا طبيعة كيماوية» وأن كل شيء يقود الى الاعتقاد بأن النظام السوري مسؤول عنه.
وأفاد قصر الإليزيه في بيان أن هولاند بحث الملف السوري مع رئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد.
وشدد هولاند، على طبيعة التعاون مع أستراليا التي ستتسلم رئاسة مجلس الأمن الدولي في شهر سبتمبر 2013 وتصميم فرنسا على عدم ترك هذا العمل بدون عقاب.
وتتهم المعارضة السورية نظام دمشق باستخدام الغازات السامة في هجمات على ريف دمشق، الأربعاء، أوقعت بحسبها 1300 قتيل.
من جهته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يستند إلى شبكة من المصادر الطبية والناشطين المناهضين للنظام، عن سقوط 322 قتيلا بالغازات السامة منذ الأربعاء، بينهم 54 طفلاً.
كما أكدت منظمة أطباء بلا حدود السبت وفاة 355 شخصا من أصل 3600 نقلوا الى مستشفيات في ريف دمشق الأربعاء .
من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمس إن البنتاغون مستعدة لتنفيذ عمليات عسكرية على سوريا إذا اختار الرئيس باراك أوباما تنفيذ أي منها.
وقال هاغل للصحافيين خلال رحلة الى ماليزيا: «طلب الرئيس أوباما من وزارة الدفاع إعداد خيارات لجميع الحالات الطارئة، وقد فعلنا هذا ونحن مستعدون للقيام بأي خيار اذا قرر استخدام أي خيار من هذه الخيارات».
وكان البيت الأبيض قد أكد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تلقى «عرضاً مفصلاً لمجموعة من الخيارات المحتملة» من كبار مستشاريه بخصوص كيفية رد الولايات المتحدة وحلفائها على هجوم مزعوم بأسلحة كيماوية لقوات الحكومة السورية.