
القاهرة - «وكالات»: تواصل أمس مسلسل سقوط رؤوس جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، فبعد اعتقال مرشد الجماعة د. محمد بديع قبل يومين ، ألقت السلطات المصرية فجر أمس القبض على الداعية المتشدد صفوت حجازي، والمعروف بمواقفه الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين. وبحسب مصادر أمنية لصحيفة «اليوم السابع»، فإن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض عليه قبل مدخل واحة سيوة بمرسى مطروح في كمين نصبته القوات المسلحة. وجاء قرار ضبطه وإحضاره بعد توجيه تهم له بالتحريض على أعمال الشغب وقتل المتظاهرين.
وأفاد مصدر أمني بأن صفوت حجازي تم ضبطه قبل هروبه إلى ليبيا،
وتبين أنه كان مختبئًا بأحد الأماكن بصحبة محامٍ. وأشارت «اليوم السابع» إلى أن حجازي ظهر صابغاً شعره وحالقاً لحيته «دوغلاس».
وأضاف المصدر أن أحد الأكمنة التابعة للقوات المسلحة المتمركزة قبل مدخل واحة سيوة بمطروح، وتحديداً قبل مدخل واحة سيوة بـ21 كيلومتراً، قد اشتبه في سيارة، وبعد إيقافها لفحص هوية مستقليها تبين أن من بينهم الداعية صفوت حجازي .
وكانت مأمورية من قطاع الأمن العام، والأمن الوطني، استهدفت حجازي في عدة أماكن بمدينة نصر، إلا أن معلومات أكدت وجوده في منطقة سيوة بمطروح، وتم استهداف المكان وضبطه .
إلى ذلك، ألقت شرطة جوازات مطار القاهرة الدولي، فجر الأربعاء، القبض على مراد محمد علي، المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة، أثناء محاولته السفر إلى العاصمة الإيطالية روما، حسبما قال مصدر أمني .
وكان عضو حزب الحرية والعدالة مرتدياً ملابس غير رسمية »كاجوال« وسلسلة، حليق اللحية، لكن أجهزة الشرطة بالمطار نجحت في ضبطه، لورود اسمه على قوائم الممنوعين من السفر بتعليمات .
من جهة أخرى كشفت صحيفة »الشرق الأوسط« ما قالت إنها المكالمة التي أوقعت بالمرشد العام لجماعة الإخوان في مصر محمد بديع. وأشارت إلى أن سلطات الأمن ظلت تتابع مسار الاتصالات التي جرت على هاتف قيادي إخواني كان نائباً في البرلمان السابق عن دائرة شبرا في شمال القاهرة، عقب القبض عليه ومصادرة ما معه من أجهزة اتصالات وكمبيوتر. وبعد نحو يومين تمكنت من التعرف إلى صوت مرشد الجماعة، محمد بديع، على الرغم من أنه لم يفصح عن اسمه أبداً طوال عمليات الاتصال، التي جرت بينه وبين نائب شبرا. ولم يكن النائب السابق يجري الاتصالات على هاتف بديع، ولكن عبر رقم يخص إحدى قريباته التي تقيم في شقته الكائنة بجوار مقر الاعتصام الذي جرى فضه الأسبوع الماضي.
وقدم مصدر أمني في وزارة الداخلية رواية للصحيفة عن عمليات التتبع والمراقبة التي انتهت بالقبض على بديع في غرفة نومه في الشقة المملوكة لنائب شبرا، حيث كان يقيم معه عدد من مساعديه ومن أقارب النائب السابق. وقال المصدر الأمني، إن الشقة تم فتحها بمفتاح، دون أن يشير إلى ما إذا كان هذا المفتاح قد تم الحصول عليه من صاحب الشقة الأصلي بعد القبض عليه واحتجازه، أم أن سلطات الأمن فتحت الباب بمفتاح مصطنع، موضحاً أن القوات لم تلجأ إلى العنف أثناء فتح الباب.
ولفت إلى أن العملية جرت بعد منتصف ليلة أول من أمس، حيث كان يقف أمام الباب سبعة من أفراد القوات الخاصة، بينما كان العشرات من قوات المراقبة والتأمين يحيطون بموقع العمارة رقم 84 بشارع الطيران بالقرب من مسجد رابعة العدوية، وفي الشارع الخلفي اصطفت ست سيارات، بينها سيارة إسعاف، وأخرى للاتصالات، والباقي تابعة للشرطة، انتظاراً لتنفيذ عملية اصطياد بديع.
كما أوضح المصدر الأمني أن القبض على عدد من قيادات جماعة »الإخوان« خلال الأيام الماضية أسهم بشكل كبير في تحديد المكان الذي يمكن أن يوجد فيه بديع، وهو منطقة رابعة العدوية في مدينة نصر بشرق القاهرة، لكن القيادات الأمنية نجحت في تحديد موقع الشقة التي رجحت الاتصالات أنه يقيم فيها أو يتردد عليها، من خلال اتصالات جرت بالفعل على هاتف النائب المشار إليه خلال يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي.
إلى ذلك، قال المصدر: »قبل القبض على نائب شبرا يوم الخميس الماضي، اتضح من فحص هاتفه الجوال أنه تلقى اتصالات من سيدة من أقربائه تقيم مع نساء أخريات في الشقة المشار إليها، وأنه في أحد هذه الاتصالات على هاتف السيدة نفسها، ظهر صوت رجل يقدم الشكر والامتنان للنائب السابق على جهوده في تعضيد الجماعة، وتبين فيما بعد أنه صوت مرشد الإخوان«.
وأضاف المصدر أنه - ومنذ ظهيرة يوم الاثنين الماضي - بدأت تظهر علامات على أن بديع داخل الشقة، رغم أن رجال المراقبة لم يرصدوا صعوده إليها، وربما صعد إلى الشقة متخفياً. ومن خلال سيارة الاتصالات التي كانت تراقب وترصد الوضع خلف العمارة، جرى التأكد من وجود بديع وتحديد الغرفة التي يقيم فيها داخل الشقة. وبينما كان يقف نحو خمسة من رجال الأمن المدججين بالأسلحة وهم في ملابس مدنية على مدخل العمارة، كان أفراد القوات الخاصة السبعة على الباب، حيث وقفوا هناك لعدة دقائق قبل أن يتمكنوا من فتحه دون مقاومة والدخول في نحو الساعة الثانية فجر أمس.
وتقدمت القوة إلى غرفة بديع الذي كان نائماً وهو يرتدي قميصاً قطنياً أبيض وسروالاً أبيض أيضاً. وفتح الرجل البالغ من العمر سبعين عاماً، والمولود في مثل هذا الشهر من عام 1943، عينيه ووضع نظارته الطبية، ليتبين أن ثلاثة من رجال الأمن يحيطون بسرير نومه، بينما كان الأربعة الآخرون يفتشون الغرف الأخرى.
وقال المصدر إن بديع ظل يحدق في أفراد القوة دون أن تبدو عليه أي علامات من الدهشة، ولم يلق أي أسئلة أو يقول أي كلمة، وكأنه كان يتوقع هذه اللحظة. وبعد نحو دقيقة من الصمت طلب السماح له بارتداء ثوبه الأبيض الذي كان موضوعاً على كرسي عند طرف السرير، وخرج مع رجال الأمن إلى صالة الشقة وطلب بعض المياه للشرب.
وفي هذا التوقيت خرج اثنان من رجال الأمن الآخرين من غرفة على اليمين ومعهما سيدتان يبدو أنهما كانتا نائمتين. وخرج من غرفة تقع على اليسار رجلا الأمن الآخران ومعهما ثلاثة أشخاص يعتقد أنهم من حراس المرشد (أحدهم ابن شقيقة نائب شبرا)، وأجهزة تم ضبطها في الشقة بينها أجهزة كمبيوتر محمولة وعدد من الهواتف الجوالة، ودخل أحد رجال الأمن من خارج الشقة في هذا التوقيت بزجاجة مياه وأخرى تحوي عصير فاكهة ووضعهما على منضدة صغيرة كانت أمام المرشد أثناء وجوده في الصالة في جلبابه الأبيض ودون نظارته الطبية، وهو يحرك شفتيه بالأدعية والآيات القرآنية، وبدا بشكل عام مستسلماً لمصيره في مشهد سجلته كاميرات الأمن وجرى بثه على قنوات التلفزيون بعد ذلك .
واستغرق وجود بديع في صالة الشقة نحو 15 دقيقة، قامت خلالها قوات الأمن بمواصلة تفتيش الشقة، وطلبت مزيداً من الاستعدادات اللازمة، من بينها »مدرعة مصفحة« لنقل »الصيد الثمين« كما يقول المصدر الأمني، إلى سجن طرة في جنوب القاهرة الذي وصل إليه فجر أمس الأول ، ليودع في زنزانة انفرادية، وهو السجن المحتجز فيه عدد من قيادات »الإخوان« ممن تم القبض عليهم منذ يوم الأربعاء الماضي، وعدد من قيادات نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك من المحبوسين على ذمة التحقيق في قضايا فساد وقتل منذ ثورة 25 يناير ، حسبما ذكرت المصادر.
إلى ذلك أكد وزير المالية المصري الدكتور أحمد جلال أن بلاده تثمن غاليا مواقف الكويت والمملكة العربية السعودية والامارات الداعمة لمصر ليس فقط من خلال المساعدات المالية ولكن أيضا عبر الدعم المعنوي الذي تقدمه الدول الثلاث لها.
ووصف الوزير جلال خلال لقائه مع بعض مراسلي الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية اليوم الحكومة المصرية الحالية بأنها "انتقالية تأسيسية مهمتها مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة وفي ذات الوقت تهيئة الأجواء أمام الحكومات التي ستأتي بعدها".
وقال ان هناك تطابقا في الرؤى والأهداف بين أعضاء الحكومة الذين يعملون كفريق واحد لانجاز تلك المهمة التي تحتاج أيضا لمساعدات من الدول الصديقة لمصر.