
دمشق-«وكالات»: ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة مروعة وغير مسبوقة في الغوطة الشرقية بريف دمشق ، مستخدمة الغازات السامة تحت أعين المراقبين الدوليين وخلال وجودهم في سوريا للتحقيق في استخدام الكيماوي، ووصل عدد الضحايا إلى 1188 بحسب ما قاله الناطق باسم الجيش الحر، غالبيتهم أطفال ونساء لم تتسع المستشفيات لهم.
وأكد طبيب ميداني لـ «العربية» أن أعراض الإصابة بالكيماوي كانت واضحة على الضحايا، مشيراً إلى أن الحصيلة في ازدياد وقد تبلغ الألف قتيل، وذلك بسبب قلة الأدوية الطبية لعلاج المصابين.
وعمد النظام إثر ارتكاب المجزرة إلى قصف المناطق ذاتها بالطيران في الغوطة الشرقية والمعضمية وجوبر، إضافة إلى امتداد الغازات إلى زملكا في ريف دمشق بعد سقوط صاروخ آخر هناك يحمل الغازات السامة، بحسب ما أفاد ناشطون الذين أكدوا أن النظام ضرب الغوطة الشرقية بالكيماوي تحضيراً لاقتحامها.
وقالت »سانا الثورة« ان أعداد الجرحى في تزايد كبير، وبينهم أطفال، إثر تعرضهم للغازات السامة، حيث أفاد الأطباء في المشافي الميدانية كتقرير أولي بأن الغاز هو »السارين«.
من جانبه كذب التلفزيون السوري الأنباء عن القصف بالكيمياوي في الغوطة الشرقية.
وتظهر الفيديوهات التي نشرها ناشطون من زملكا وجوبر وعين ترما أطفالاً في حالات اختناق وإغماء، إلى جانب الرجال والنساء الذين تنشقوا من تلك الغازات السامة، ومن الجدير ذكره أن عين ترما وزملكا وجوبر تكاد تكون متلاصقة جغرافياً، حيث يفصل جوبر عن زملكا وعين ترما المتحلق الجنوبي الذي يصل طرفي مدينة دمشق.
وبحسب الناشط »ف.ع« فإن زملكا على أبواب كارثة إنسانية مع العدد الضخم الذي أصيب بحالات الإغماء والاختناق، ومع كثرة عدد الأطفال الذين سقطوا ضحية ذلك الغاز.
ويتابع الناشط أن المصابين جميعهم من المدنيين، والجثث لا تزال في الشوارع، والناس عاجزون عن سحبها.
وبحسب طبيب من مشفى ميداني في زملكا لـ«العربية.نت« فإن الإصابات في زملكا وحدها فاقت الـ200 إصابة، بحسب مشاهداته السريعة، وأن المنطقة لا تحوي إلا على مشفيين ميدانيين غير قادرين على إسعاف الكثيرين مع كثرة أعداد المصابين، وتبدو حالات الأطفال هي الأكثر صعوبة بسبب عدم قدرة الطفل على تنفيذ ما يطلبه منه الطبيب. وأشار إلى أن تضيق حدقة العين والعجز عن الرؤية هما أول أعراض استنشاق الغاز السام، لتتطور الحالة إلى الاختناق والاختلاج.
ويضيف الطبيب »م«: نعتقد أنه غاز السارين، ولا نملك الأدوية الكافية لإسعاف الجميع.
يذكر أنه وبحسب ناشطين فإن هذه هي المرة الثالثة التي يضرب فيها نظام الأسد مدمطالبات دولية لمفتشي الكيماوي بالتحقيق في مجزرة الغوطة
في غضون ذلك طالبت جامعة الدول العربية فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة في سوريا بالتوجه »فوراً« الى منطقة الغوطة والتحقيق في ملابسات »الجريمة« التي رأت أنه يتوجب تقديم مرتكبيها للعدالة »الجنائية الدولية«.
وقال بيان إن الأمين العام للجامعة، د. نبيل العربي، طالب »فريق المفتشين بالتوجه فوراً الى الغوطة الشرقية« والتحقيق حول ملابسات وقوع هذه الجريمة التي تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني ويتوجب تقديم مرتكبيها الى العدالة الجنائية الدولية.
وناشد الأمين العام الأجهزة والهيئات الطبية ومنظمات الإغاثة العربية والدولية، وفى مقدمتها أجهزة الأمم المتحدة المعنية بهذا الشأن، التدخل فوراً من أجل المساعدة على إنقاذ المصابين والاطلاع على حقيقة الأوضاع في المناطق المتضررة.
من جانبه قال رئيس فريق الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة إنه يجب التحقيق في الأنباء بوقوع هجوم بغاز الأعصاب في سوريا وفق وكالة الأنباء السويدية.
من جهة أخرى عبّرت بريطانيا عن قلقها البالغ إزاء أنباء عن هجوم بأسلحة كيماوية على الغوطة الشرقية بريف دمشق، وقالت إنها سترفع التقارير بوقوع هجوم بأسلحة كيماوية في سوريا إلى مجلس الأمن.
وحثت بريطانيا الحكومة السورية على السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول على الفور إلى المكان الذي تفيد أنباء بوقوع هجوم بأسلحة كيماوية فيه. وقالت إنه إذا تأكد استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا سيكون »ذلك تصعيداً صادماً«.
من جانبها طالبت فرنسا فريق التحقيق الأممي بالتوجه إلى الغوطة الشرقية.
وطالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أحمد الجربا، في اتصال مع »العربية«، مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع عاجل للبحث في المجزرة. وأضاف »أطلب من لجنة التحقيق الدولية حول الأسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا التوجه الى مكان المجزرة«.ينة زملكا بالغازات السامة.
من جهتها استنكرت دولة الكويت لجوء النظام في سوريا الى استخدام السلاح الكيماوي والغازات السامة ضد شعبه ، معربة عن ادانتها الشديدة لهذه المجزرة البشعة التي تناقلتها وسائل الاعلام الدولية المختلفة.
واعربت وزارة الخارجية الكويتية في بيان بهذا الشأن أمس عن بالغ الالم والحزن لسقوط المئات من الارواح البريئة في سوريا قضت نحبها ، جراء لجوء النظام الى استخدام السلاح الكيماوي ، معربا عن استنكار الكويت وادانتها الشديدة لهذه المجزرة البشعة.
وعبرت الخارجية عن الحزن الشديد للأرواح التي راحت ضحية هذا العمل المشين ، لافتة النظر الى المنحى الخطير جدا الذي وصلت اليه الحرب في سوريا.
وطالبت في هذا الصدد الامين العام لهيئة الامم المتحدة وفريقه الدولي المختص بالتفتيش عن المعلومات المتداولة بشان قيام النظام في سوريا باستخدام الغازات السامة ، بضرورة التحقق من هذه المسألة المستنكرة ، مشددة على وجوب قيام مجلس الامن بتحمل مسؤولياته التاريخية تجاه هذ الجريمة تحديدا ، وتجاه مجمل المأساة الانسانية التي يعيشها الشعب السوري.
ودعت الخارجية الكويتية المجتمع الدولي مجددا الى التحرك الفوري واتخاذ ما يلزم من اجراءات تكفل حقن الدماء وتحقق الأمن والاستقرار.
كما جددت التأكيد على موقف الكويت الثابت والمبدئي والداعي الى وقف الاقتتال واللجوء للحلول والتسويات السياسية حفظا لأمن الشعب وسلامته.
وشددت مجددا على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي من اجل منع استخدام وتداول كافة أنواع الأسلحة الكيماوية وكل تلك المحرمة والمجرمة دوليا .