
بعد يوم واحد من إغلاق باب الترشح لانتخابات مجلس الأمة التي ستجرى في السابع والعشرين من الشهر الجاري، بدأ المرشحون لهذه الانتخابات في استقبال ناخبيهم، كما تباروا في طرح رؤاهم للمرحلة القادمة، عبر تصريحات صحافية غطت معظم القضايا التي تهم الشارع الكويتي، فيما أكدت أنباء جرى تداولها أمس بأن كتلة الأغلبية المبطلة دخلت في صراع حاد بين أعضائها، وتبادل الاتهامات حول أسباب الفشل الذي منيت به أخيرا، والعزلة التي تعانيها على خلفية مقاطعتها الانتخابات القادمة.
في هذا الإطار طالب النائب السابق مرشح الدائرة الأولى فيصل الدويسان بـ«اختيار حكومة إصلاحية تنهض بالبلد وتكون على قدر المسؤولية، بعيداً عما يعرف بالمحاصصة التي أسست من أجل أرضاء المتأسلمين وفلسفتهم غير المنتهية في تشتيت عقول البلاد والعباد، مؤكداً على أن النظر إلى مصلحة الكويت وحدها كوطن يتسع الجميع هو القادر على إعادتها إلى مكانتها التي كانت تتباهى بها دول العالم كدرة الخليج».
وأشار الدويسان إلى أحداث الدول المجاورة، وقال: شكرا لله على انكشاف دولة المتأسلمين وسقوطها يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن الكويت تنعم بحكم رشيد نجح في ترسيخ الديمقراطية، كما نجح في توحيد كلمة الشعب، مطالباً القادة السياسيين بأخذ العبرة مما حدث في الدول التي سيطر عليها فكرهم الطاغي والاستعلائي بعد سقوطها.
وندد الدويسان بالطريقة التي يتبعها أتباعهم والمحسوبون عليهم في الكويت وتصارعهم في جر البلاد لمثل هذه الأمور، كما استذكر «موقفهم خلال أحداث الغزو العراقي الغاشم على الكويت، الرافض والمتصدي إلى فكرة الاستعانة بالقوات الأمريكية الصديقة مع قوات الدول العربية الشقيقة، من خلال تحالف موحد لنصرة الكويت ذلك الوقت، معللين ذلك بحق الشرعية في الكويت، الأمر الذي نراه متناقضاً من خلال استعانتهم في الحاضر والقريب بأمريكا ذاتها لإعادة ما يدعون أنه «الشرعية» في مصر، وعدم النظر إلى الملايين «مصدر الشرعيات» المطالبة برحيلهم بعد أن ذاقت من مرارة فشلهم الويلات».
من ناحيته أكد مرشح الدائرة الرابعة محمد العنزي ان المرحلة الحالية تتطلب تعزيز الهوية الاسلامية متمثلة في العقيدة السليمة، كما دعا اليها نبينا محمد،مبينا أنه سيعمل في حال وصوله الى مجلس الامة، على توافق القوانين التي يقرها المجلس مع أحكام الشريعة الاسلامية، التي يجب ان تكون المصدر الرئيسي للتشريع.
وبين العنزي انه في حال حصوله على ثقة الناخبين ووصوله الى مجلس الأمة، فانه سيكون همه الاول هو العمل على توافق القوانين التي يقرها مجلس الأمة مع أحكام الشريعة الاسلامية، التي يجب ان تكون المصدر الرئيسي للتشريع، وسيرفض اي قانون يخالف احكامها، فلا خير فينا ان لم نلتزم بشريعتنا التي هي صمام الأمان لمجتمعنا.
وأكد مرشح الدائرة الثالثة يعقوب الصانع أنه «رغم قصر مدة عمل المجلس المبطل الثاني، والتي لم تتجاوز 6 أشهر، فإنه تمكن من إعادة الاستقرار السياسي للبلاد، من خلال التعاون والتنسيق مع الحكومة، مع قيامه بدفع عجلة الإصلاح والتنمية بالبلاد، عبر قيام أعضائه بإقرار عدد كبير من القوانين وصلت لما يقارب من 48 قانونا».
وقال الصانع: إنه رغم أن يوم الاقتراع سيكون في احد أيام شهر رمضان المبارك وفي فصل الصيف المشهود له بارتفاع درجة الحرارة، ولكن شرائح كثيرة من الناخبين والناخبات بكل الدوائر الخمس عازمون على التصويت، خصوصا بعد تحصين المحكمة الدستورية لمرسوم الصوت الواحد، والذي حقق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين المرشحين.
بدوره ذكر النائب السابق سعدون حماد العتيبي أن انتقاله الى الدائرة الخامسة « ليس جديدا في الحياة البرلمانية في الكويت، فهناك نواب كثيرون قبلي غيروا دوائرهم، وهذا الامر لاسباب انتخابية ومصلحية، وأنا لدي في الدائرة الخامسة ارقام كبيرة، تجعلني انافس على المركز الاول».
من جهة أجرى أكد مرشح الدائرة الرابعة فراج العرادة على أن الكويت مقبلة على مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي الذي نأمل جميعا أن يتحقق، خاصة بعد حكم المحكمة الدستورية، بإقرار مرسوم الصوت الواحد الذي سيرسم خارطة طريق جديدة للعمل السياسي في الكويت.
ولفت الى أهمية استقرار الأوضاع السياسية في البلاد لارتباطها الحتمي بتنفيذ المشاريع التنموية المعطلة والنهوض بالكويت وتحويلها لمركز مالي وتجاري تماشيا مع الرغبة السامية لصاحب السمو أمير البلاد.
وناشد العرادة الحكومة والمجلس القادمين وضع خطط وبرامج للاستفادة من طاقات الشباب وإدماجهم في جميع المجالات، سواء السياسية او الاقتصادية، وتوفير فرص عمل مناسبة، إلى جانب الاهتمام بدعم المشروعات الصغيرة لهؤلاء الشباب، لافتا إلى أن الإمكانيات الكبيرة المتوافرة في البلاد يمكن ان تتيح للشباب المزيد من الفرص التي ينشدونها.
بدوره أوضح مرشح الدائرة الخامسة الأعلامي عمر فهد الرشيدي أنه سيركز على القضايا الأساسية، كالإسكان والصحة والتعليم، فالمرحلة المقبلة تتطلب أن يقف الجميع صفا واحدا بعيدا عن التسويف والتأزيم والبعد عن التجريح الشخصي والعمل على تنفيذ خطة التنمية.
وقال: نسعى إلى الاصلاح السياسي، وتحريك عجلة مشاريع التنمية التي فشلت في تنفيذها الحكومة، واصلاح السلطة التنفيذية بالرقابة وبتشريع القوانين في المجالات الخدماتية، سواء تعليمية او صحية ومواجهة الفساد بالحكمة وبتفعيل مواد الدستور، بالإضافة إلى اصلاح الفساد بكشف الارصدة والتنسيق مع المجاميع الشبابية المستقلة، والاستفادة في حماسهم لتحقيق الاستقلالية واسلمة القوانين ونشر الاخلاق الحميدة والمحافظة على تقاليد وعادات المجتمع الكويتي المسلم.
من جهته طالب مرشح الدائرة الانتخابية الخامسة خالد العلوش الحكومة الجديدة القادمة بمد يد التعاون مع مجلس الامة المقبل، وفتح صفحة جديدة من العلاقة عنوانها العمل والانجاز، مشيراًَ إلى ان المجلس الجديد لن يقبل بأقل من حكومه انجازات ووزراء يحملون رؤى وافكار متجددة لرفعة وتطوير الكويت
وقال العلوش: ان الحكومة الجديدة عليها ان تبدي حسن النية مع البرلمان من خلال عدم رد القوانين التي أقرها مجلس الامة المبطل الثاني مثل زياده العسكريين وعلاوة الاولاد وقوانين انصاف المرأه.
وأكد مرشح الدائرة الاولى خالد حسين الشطي ان نهج الملاحقات القضائية ضدي «لن يثنيني عن مبادئي ومواصلة مسيرتي المتمثلة في الحفاظ على الهوية المدنية واحترام حقوق الانسان وحرية الاعتقاد».
على صعيد آخر ترددت أنباء أمس حول لقاء جمع اعضاء في كتلة الغالبية المبطلة مع أطراف شبابية في الحراك، شهد عتبا وانتقادات لتعاطي الكتلة مع انتخابات مجلس الامة.
وذكرت هذه الأنباء أن شباب الحراك اثناء اللقاء عبروا عن استيائهم من نتائج اخطاء كتلة الغالبية التي وصلت الى مرحلة جعلتها معزولة في الشارع الكويتي وانقسام اعضائها واختلاف رؤاهم، فضلا عن مشاركة انتخابية كبيرة من جانب فئات المجتمع الكويتي، تجعل خطاب المقاطعين ضعيفا وغير مؤثر.
أضافت أن كتلة الغالبية شددت للشباب على ان المعارضة ستعيد الفعاليات الى الشارع من جديد في منتصف اغسطس المقبل، وستظل مستمرة إلى أن يتم اسقاط الصوت الواحد، وتحقيق المطالب التي تنادي بها الكتلة.