
القاهرة – «كونا»: فيما ينتظر أن تشهد مصر اليوم أحداث مظاهرات «30 يونيو» والمقررة اقامتها من جبهة الانقاذ وبعض القوى السياسية والتي تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة،بدا واضحا أن نتائج هذه المظاهرات قد سبقتها إذ أعلن وزير الصحة المصري د.محمد حامد أمس أن حصيلة الاصابات الناتجة عن المواجهات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي التي شهدتها البلاد أمس وأول أمس بلغت ثلاث حالات وفاة و236 مصابا.
وقال حامد في تصريح صحافي إن «حالتي وفاة وقعتا في محافظة الاسكندرية «شمالي البلاد» وحالة اخرى في محافظة بورسعيد «شرقي البلاد»».
وأضاف ان «185 من المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تحسن حالاتهم فيما لا يزال 51 مصاباً يتلقون العلاج بالمستشفيات».
ويشهد «ميدان التحرير» بوسط القاهرة اعتصاما من جانب قوى واحزاب سياسية ليبرالية دون التأثير على حركة مرور السيارات وذلك للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة قبل تظاهرات الغد المرتقبة.
في المقابل يشهد «ميدان رابعة العدوية» شرقي القاهرة اعتصاما لتيارات واحزاب ذات مرجعية دينية لتأكيد تمسكها بشرعية الرئيس مرسي ودعمها لاستمراره.
وطالب شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب أمس كافة سلطات الدولة والقوى الوطنية والأحزاب السياسية وكل المصريين بتحمل المسؤولية الكاملة في الحفاظ على الدم المصري وذلك قبيل تظاهرات مرتقبة اليوم.
وشدد الطيب في بيان صحافي»ان أحداث العنف والقتل والحرق واراقة الدماء التي شهدتها البلاد أمس هي أحداث مستنكرة ومستهجنة لا تليق بالتاريخ الحضاري للشعب المصري».
وجدد شيخ الأزهر موقفه بأن «التظاهر السلمي المشروع والمباح شرعا ودستوريا بريء تماما من ارتكاب أي صورة من صور العنف،مناشدا الجميع من «مؤيدين ومعارضين» الحذر الشديد من الانجراف الى حرب اهلية بدت ملامحها في الأفق وتنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين.
وأكد «ان الحوار العاجل والجاد بين كل الأطراف المحبة للوطن هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة البالغة الخطورة.
بدوره أكد وزير الطيران المدني المصري وائل المعداوي أمس ان مطار القاهرة الدولي مؤمن تماما على مدار 24 ساعة في ظل خطة امنية مشددة.
جاء ذلك في تصريح للمعداوي قال فيه ان جميع المطارات في جميع انحاء البلاد منتظمة في رحلات السفر والوصول كما ان هذه المطارات مؤمنة ومجهزة بخطط تأمين لمواجهة أي أحداث قد تطرأ خلال الفترة المقبلة.
وكانت عربات مدرعة ودبابات تابعة للقوات المسلحة انتشرت على مداخل ومخارج مطار القاهرة الدولي وأمام مقر وزارة الطيران المدني أمس في إطار عمليات التأمين استعدادا للتظاهرات المرتقبة.
هذا وقد أكدت دار الافتاء المصرية أن حمل السلاح في التظاهرات السلمية أيا كان نوعه حرام شرعا ويوقع حامله في اثم عظيم لأن فيه مظنة القتل وهلاك الأنفس.
وأكدت الدار في بيان صدر أمس على حرمة الدم المصري كله وشددت على رفضها التام للعنف بكل أشكاله والذي أدى الى اراقة دماء الأبرياء على اختلاف انتماءاتهم واستنكارها أيضا الاعتداء على المساجد والمنازل والممتلكات العامة والخاصة فى اليومين السابقين.
وسادت حالة من الهدوء أرجاء ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية صباح أمس بعد ساعات من مظاهرات أمس الأول.
ووفق وكالة أنباء الشرق الأوسط فان المتظاهرين قاموا باغلاق كافة المداخل المؤدية الى الميدان باستثناء مدخله من ناحية المتحف المصري فيما تزايدت أعداد الخيام المنصوبة فيه الى نحو 150 خيمة استعدادا لمظاهرات الغد 30 يونيو.
وأشارت الى غياب رجال الأمن عن الميدان وانتشار الباعة الجائلين وباعة الأعلام والكروت الحمراء المقرر استخدامها في مظاهرات 30 يونيو للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى.
ورفع عدد من اللافتات المناهضة لنظام الحكم وأخرى تطالب بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وانتشرت اللجان الشعبية على مداخل الميدان لتأمين المعتصمين والاطلاع على هويات الوافدين الى الميدان خشية من دخول عناصر مندسة خارجة على القانون بين صفوف المعتصمين.
وعلى صعيد متصل قام المعتصمون أمام قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة شرق القاهرة بنصب المزيد من الخيام حيث بلغ عدد الخيام المنصوبة 18 خيمة.
وقاموا بنصب منصة كبيرة بمواجهة الباب رقم «4» لقصر الاتحادية وتعليق العديد من اللافتات التى تعبر عن مطالبهم وتناهض جماعة الاخوان المسلمين. وواصل المتظاهرون اعتصامهم أمام مقر وزارة الدفاع بمنطقة العباسية شرق القاهرة لليوم السابع على التوالي وساد الهدوء التام محيط الاعتصام وسط سيولة طبيعية في حركة المرور.
في المقابل واصلت القوى والتيارات الاسلامية اعتصامها بمحيط ميدان ومسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر شرق القاهرة والذي أعلنته عقب انتهاء فاعليات مليونية «الشرعية خط أحمر» حتى انتهاء أحداث وفاعليات مظاهرات 30 يونيو حيث قام المتظاهرون بنصب عشرات الخيام بمحيط المسجد.