بيروت - أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان اطلاق صاروخين على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية ، واصفا من نفذوا العملية بـ "الإرهابيين المخربين".
وقال سليمان في بيان لرئاسة الجمهورية إن من قاموا بذلك "لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين" .
وأعلن الجيش اللبناني العثور على منصتي اطلاق صواريخ في محيط بلدة عيتات في جبل لبنان على بعد نحو 13 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من الضاحية الجنوبية.
وجرح ثلاثة عمال سوريين على الأقل إثر سقوط صاروخين من طراز غراد على الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل حزب الله الشيعي الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال وزير الداخلية مروان شربل في تصريحات صحفية خلال تفقده المنطقة إن الهدف من اطلاق الصاروخين "تخريبي"، مؤكدا أنه "لا يمكن أن نتهم أحدا في هذه المرحلة".
وأضاف شربل "آمل ألا تصبح الأحداث الجارية في سوريا عندنا في لبنان. وأن لبنان لا يتحمل المزيد"، في اشارة الى الحرب الاهلية اللبنانية بين 1975 و1992.
ولم يصدر حزب الله بيانا رسميا حول الواقعة حتى الأن.
وهذه هي المرة الاولى التي تسقط فيها صواريخ على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ حرب تموز/يوليو 2006 مع اسرائيل, في حادث يأتي غداة تعهد الأمين العام للحزب حسن نصر الله باستمرار حزبه في القتال إلى جانب القوات النظامية السورية في معاركها ضد المعارضة المسلحة.
ويأتي ذلك غداة خطاب لنصر الله في خطاب عبر شاشة عملاقة بمناسبة الذكرى ال' 13 للانسحاب الاسرائيلي الذي تعهد خلاله "بالنصر مجددا".
ورجح مصدر أمني أن يكون سقوط الصاروخين ذا صلة بالصراع في سوريا ، غير أن العضو في الكتلة النيابية لحزب الله علي عمار قال خلال تفقده مكان سقوط الصاروخين إن سكان الضاحية الجنوبية "لايخيفهم" مثل هذا الهجوم مؤكدا أن الموالين للحزب "مصممون على الحفاظ على المقاومة" وأن الحزب "لن يسمح على الاطلاق بتمرير مشروع الفتنة".
وشهد لبنان المنقسم بين مؤيدين لنظام الرئيس السوري ومتعاطفين مع المعارضين له سلسلة من أعمال العنف التي ادت الى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
من جهة أخرى أطلقت إسرائيل، الأحد أمس تدريباً للجبهة الداخلية ، حيث أكد الجيش أنه سيركز هذا العام على خطر الأسلحة غير التقليدية ، في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات الإقليمية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بداية الاجتماع الأسبوعي لحكومته ، "ازدادت التهديدات ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل كبير في السنوات الأخيرة".
وأضاف في تصريحات وزعها مكتبه أن "إسرائيل أكثر دولة مهددة في العالم. هي تقع تحت خطر الصواريخ ، ونحن مستعدون لأي سيناريو".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن التدريب السنوي ، وهو السابع من نوعه ، سيشمل قيادة الجبهة الداخلية في الجيش ووزارة الدفاع والحكومة الإسرائيلية ، بالإضافة إلى البلديات والسلطات المحلية ومنظمات الإنقاذ والمدارس .
وبحسب البيان، فإنه "في هذا العام، سيركز التدريب الوطني على تحضير الجبهة الداخلية للرد المطلوب حكوميا ومدنيا وعسكريا لسيناريو أسلحة غير تقليدية داخل الجبهة الداخلية" مؤكدا أن التدريب سينتهي الأربعاء.
وكررت إسرائيل مرارا أنها لن تسمح بنقل أسلحة متطورة أو أسلحة كيماوية من النظام السوري إلى حزب الله اللبناني وأي جماعات مسلحة أخرى وحذرت من البرنامج النووي الإيراني.
ومن جهته، قلل وزير الجبهة الداخلية جلعاد أردان من خطر هجوم كيماوي على الدولة العبرية خلال مقابلة مع القناة التلفزيونية الثانية.
وقال أردان للقناة إن "هذا سيناريو متوقع أكثر من السابق، ولكن استخدام الأسلحة الكيماوية ما زال احتمالا منخفضا حتى لو أخذنا في الاعتبار سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد" .