> الأذينة: دعوات العصيان المدني مجرد أمنيات وأوهام يريد البعض من ورائها الإضرار بالبلد
> وكلاء وزارات: جميع العاملين كانوا على رأس عملهم رافضين المساس باستقرار الوطن
> مصادر لـ الصبــاح : ما يحدث من أطراف الحراك لا يعدو كونه محاولات يائسة لإثبات الوجود
> الانتقادات اللاذعة التي وجهها الخطيب وآخرون للمعارضة أكدت افتقادها للرؤية الصحيحة
واجهت دعوة العصيان المدني التي دعت إليها بعض القوى السياسية أمس فشلا ذريعا، حيث لم يستجب لها إلا عدد محدود جدا من الموظفين المرتبطين بهذه القوى أصلا، فيما رفضت أغلبية العاملين بالدولة التجاوب مع هذه الدعوة، وانصرفوا لأداء أعمالهم وواجباتهم المنوطة بهم، ولم يستشعر المراجعون لجميع الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية أي وجود لشيء غير عادي فيها.
في هذا السياق وصف وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون الإسكان سالم الأذينة الدعوات المطالبة بالعصيان المدني بأنها «أمنيات للبعض يريدون إضرار البلد من خلال محاولة تفعيلها»، مؤكدا أن مثل هذه الدعوات غير مسموعة، ولا تعدو كونها مجرد أمنيات وأوهام لا تعود على الوطن باي نفع، بل على العكس توقع عليه الضرر.
كما أكد وكلاء وزارات ومسؤولو كبار آخرون في عدد من الوزارات والجهات الحكومية أن العاملين لديهم انتظموا في دواماتهم، باستثناءات قليلة تتمثل في الحاصلين على إجازات للسفر خارج البلاد خلال فترة الأعياد الوطنية.
وقالت الوكيل المساعد لقطاع الشؤون الإدارية في المواصلات بثينة السبيعي انَّ «جميع الدعوات التي دعا إليها البعض للعصيان المدني لموظفي الوزارات باءت بالفشل»، مؤكدة في الوقت ذاته أنَّ «جميع موظفي المواصلات كانوا علي رأس عملهم، ولم يلتفتوا لمثل هذه الدعوات التي لا تخدم البلاد في الأجواء الوطنية».
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الصباح» أن فشل الإضراب الذي دعت إليه تنسيقية الحراك، وكان محددا له ساعة واحدة تبدأ في الحادية عشرة صباحا وتنتهي في الثانية عشرة ظهرا، قد عمق من أزمة أغلبية المجلس المبطل والمعارضة عموما، والتي تواجه بعاصفة شديدة من النقد والهجوم اللاذعين، كان آخر تجلياتها ما صدر عن السياسي المخضرم الدكتور أحمد الخطيب الذي وصف الحراك الحالي بأنه «الأسوأ في تاريخ الكويت»، وخاطب القوى المشاركة في هذا الحراك بقوله: «عيب عليكم ان تكونوا في هذه الصورة.. وفشلتونا.. وهذا لعب يهال»، معتبرا أنهم «غير ديمقراطيين لأنهم لا يحترمون آراء من يختلف معهم، فكل مجموعة اختلفت تتفرّق، ومن ثم تُكّون أحزابا سياسية اخرى».
وأكدت المصادر أن انتقادات الخطيب تتفق مع رؤية كثيرين آخرين للحراك السياسي الحالي الذي يرون أنه يتسم بالانقسامات الشديدة، وسعى كل طرف من أطرافه للزعامة وتصدر المشهد ومحاولة إقصاء الآخرين، فضلا عن التورط في العنف والصدام مع رجال الأمن، وتخريب المنشآت والمرافق العامة.
أضافت أن ذلك يأتي أيضا في وقت تتفاقم فيه الانقسامات والخلافات بين قوى المعارضة، إلى حد أنه لم يعد أحد يعرف من يقود الحراك السياسي الحالي وينظم فعالياته، ووصل الأمر لدرجة حدوث انقسامات أيضا بين القوى السياسية القديمة والتي تعمل في الساحة المحلية منذ عشرات السنين، كما يحدث الآن بين التحالف الوطني و«حدس»، أو بين الأخيرة وكتلة العمل الشعبي، فضلا عن تحفظات التيار السلفي عموما على هذا الحراك، ورفضه الكثير من صوره وأشكاله.
المصادر ذاتها تساءلت عن مبررات التصعيد الذي تمارسه بعض أطراف المعارضة، وإصرارها على الدعوة للإضراب أو ما تسميه بـ«العصيان المدني»، مضيفة : هل يستحق الأمر كل هذا التصعيد وزيادة الاحتقان في الساحة المحلية، ولماذا لا يبدي الجميع احترامهم لأحكام القضاء وينتظرون الحكم الذي ستصدره المحكمة الدستورية، بشأن مرسوم الصوت الواحد، في شهر مارس المقبل، على الأرجح، كما صرحت بذلك مصادر قضائية رفيعة المستوى لإحدى الصحف المحلية أمس؟.
وقالت المصادر : إن هذه المظاهر المسيئة للوطن تحدث، بينما تتلقى الكويت كل يوم تقريبا إشادات دولية متتالية بسياستها الحكيمة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وآخرها ما صدر أمس عن دبلوماسي اسباني من تصريح أكد فيه ان دولة الكويت «تلعب دورا اساسيا في المنطقة، وتعد مثالا حيويا في المجالين الاقتصادي والسياسي»، مشددا على ان «سياستها الخارجية المعتدلة في مواجهة التطورات الاقليمية، تعد ضمانا للامن والاستقرار بالمنطقة».
الدبلوماسي الأسباني وهو خوان لوبيز دوريغا مدير الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من اجل التنمية اعتبر أيضا ان انعقاد المؤتمر الدولي للمانحين لسوريا في دولة الكويت «يعد دليلا على امتياز حضور الكويت واستعدادها التام لتقلد دور بناء واساسي في المنطقة عبر تنظيم ورعاية ذلك النوع من الاحداث الدولية وقدرتها على توجيه القوى الدولية الى المساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري».