> مساع لجمع مليار ونصف المليار دولار لمساعدة 4.5 ملايين من اللاجئين والنازحين
> صباح الخالد: هدفنا إنساني بحت ونعمل على حشد الجهود والطاقات لدعم الأشقاء وتلبية احتياجاتهم
> عدم مشاركة الائتلاف السوري المعارض مسؤولية الأمم المتحدة ولن نتعرض في هذا المؤتمر لقضية تسليحه
> المعتوق: تبرعات المنظمات الخيرية سيتم توجيهها لتوفير الدواء والغذاء وأماكن الإيواء للمشردين
> مسؤولون دوليون يؤكدون: الكويت صاحبة مبادرات سباقة في خدمة الإنسانية وإغاثة المنكوبين والمحتاجين
تستضيف الكويت اليوم المؤتمر الدولي للمانحين، لدعم الوضع الانساني في سوريا والذي يأتي استجابة من قبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، لعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ولفتة انسانية مهمة من قبل سموه لحشد الجهود والتعهدات الدولية لتقديم المزيد من المساعدات الانسانية.
وقد وجهت الدعوات لنحو 60 دولة قررت 59 منها الحضور بالفعل و20 منظمة دولية استجابت 13 منها للحضور، للمشاركة في المؤتمر الذي يسعى للوصول الى مليار ونصف المليار دولار كمنح ومساعدات للاجئين السوريين، سيتم تسليمها الى الأمم المتحدة التي بدورها ستسلمها للمعنيين عبر منظماتها، حيث تبين أن هذه الأخيرة في حاجة الى 1.5 مليار دولار لتوفير التمويل الكافي حتى يونيو المقبل، لمساعدة نحو مليون لاجئ سوري وأربعة ملايين آخرين تضرروا ازاء النزاع في بلادهم لكنهم لم يغادروا سوريا.
في هذا السياق أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان المؤتمر الدولي للمانحين يعتبر رسالة انسانية في المقام الاول، تسعى الى توفيرأكبر قدر ممكن من الدعم الانساني للاجئين السوريين.
وقال الخالد في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في المركز الاعلامي للمؤتمر، بحضور عدد من كبار المسؤولين والمستشارين في الديوان الاميري ووزارتي الخارجية والاعلام: ان الرسالة الانسانية للمؤتمر تسعى الى التخفيف من المعاناة المتفاقمة للاجئين السوريين، وتلبية الحد الادنى من احتياجاتهم الانسانية والخدمات الاساسية التي يفتقرون اليها، مضيفا ان تلك الرسالة تعتبر كذلك محفزا مهما لتوثيق الشراكة بين المنظمات الإقليمية والوكالات المتخصصة، وابراز ضرورة التضامن العالمي مع المتأثرين بالازمة الانسانية في سوريا.
وشدد على أن الهدف من هذا المؤتمر انساني بحت يحث على تعبئة الموارد المالية المطلوبة لتتمكن الامم المتحدة ومنظماتها من الاستجابة لتلك الاحتياجات الانسانية لسوريا والدول المجاورة لها وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها والعمل على تمكين وتعزيز الاستجابة الانسانية.
وقال: «نحن نقوم الان بحشد الجهود والطاقات الدولية والاقليمية اللازمة لتوفير الدعم اللازم»، معربا عن الامل في أن يتمكن المؤتمر من جمع المبلغ المستهدف لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين داخل وخارج سوريا.
وعن حجم ومستوى المشاركة في المؤتمر أفاد بمشاركة وفود رفيعة المستوى تمثل 59 دولة في العالم على مستوى رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء وعدد من كبار المسؤولين اضافة الى 13 منظمة ووكالة وهيئة متخصصة تابعة للامم المتحدة ومعنية بالشؤون الانسانية والاغاثة واللاجئين، مشيرا كذلك الى مشاركة اللجنة الدولية للصليب الاحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الاحمر الدوليين الى جانب أربع منظمات اقليمية و17 منظمة غير حكومية.
وردا على أسئلة الصحافيين حول الاسباب وراء عدم دعوة الائتلاف السوري لقوى التغيير والمعارضة في سوريا لحضور المؤتمر، قال الشيخ صباح الخالد ان الدعوات تم توجيهها من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مضيفا ان دولة الكويت أبدت استعدادها وترحيبها وموافقتها على استضافة المؤتمر، استجابة منها واتساقا مع موقفها في مساعدة الشعب السوري في النواحي الانسانية.
وعما اذا سيتم التنسيق مع الائتلاف السوري المعارض خصوصا عقب اعتراف بعض المنظمات ودول العالم به، أفاد الخالد بأن دول مجلس التعاون الخليجي «هي أول من اعترف بالائتلاف السوري لقوى التغيير والمعارضة، وفي هذا الشق السياسي نحن جزء من هذه المنظومة الخليجية وننسق ونتصل ونتواصل مع الائتلاف».
وردا على سؤال حول تنسيق لتوجيه بعض المساعدات المالية التي سيجمعها المؤتمر الى الاتئلاف السوري المعارض قال «ان هذا الامر متروك للدول المانحة لتقرر كيفية توجيه مساعداتها وايصالها الى الشعب السوري».
وسئل الشيخ صباح الخالد عن الموقف من طلب الائتلاف السوري المعارض خلال اجتماع عقد في فرنسا أخيرا بتزويده بالسلاح والمال ضد النظام السوري قال «هذا الشق السياسي له منابره التي يناقش بها وهذا الامر متروك للاجتماعات السياسية التي تناقش مثل هذه الموضوعات».
وردا على سؤال حول مشاركة ايران في المؤتمر الدولي للمانحين، أكد الشيخ صباح الخالد مشاركة طهران في المؤتمر على مستوى مساعد وزير الخارجية.
من جهة أخرى أكد مسؤولون أمميون ومراقبون سياسيون أن مبادرة سمو أمير البلاد باستضافة المؤتمر، تمثل تأكيدا للدور الانساني والاغاثي الذي تضطلع به الكويت وأهلها حول العالم، وخصوصا بالنسبة للشعب السوري في محنته الراهنة.
وشدد منسق الامم المتحدة لشؤون اللاجئين السوريين بانوس مومتزيس، في تصريح ادلى به على هامش مؤتمر المنظمات الخيرية غير الحكومية لدعم الشعب السوري، والذي استضافته الكويت أيضا أمس، على أهمية الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به دولة الكويت «قيادة وحكومة وشعبا» على المستوى الدولي لتلبية الاحتياجات العاجلة للاجئين السوريين، بالتنسيق والتعاون مع الحكومات والمنظمات الاهلية ومنظمات الأمم المتحدة.
وثمن مومتزيس عاليا الجهود التي تبذلها دولة الكويت بتوجيهات من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد لاغاثة اللاجئين السوريين، وكان آخرها اعلان دولة الكويت استضافة المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا المزمع اليوم.
وأوضح ان للمنظمات الأهلية الكويتية دورا بارزا في مختلف ميادين العمل الانساني، داعيا الى تحقيق اكبر قدر من التنسيق بين المنظمات الأهلية والدولية، لرسم خارطة طريق تحدد آلية توصيل المساعدات الإنسانية للاجئين.
أضاف ان ما بين ثلاثة وخمسة آلاف لاجئ سوري عبروا الحدود في الاسابيع الاخيرة باتجاه الاردن ولبنان، بشكل يومي أي بمعدل اكثر من 100 ألف لاجئ شهريا، ما يعتبر في اطار العمل الانساني رقما كبيرا جدا.
وذكر مومتزيس ان الامم المتحدة تبذل الى جانب عملها الانساني في دول الجوار السوري جهودا لمساعدة أكثر من أربعة ملايين نازح داخل سوريا، وتغطية مختلف احتياجاتهم الانسانية العاجلة، مبينا ان توصيل المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمات الامم المتحدة للاجئين السوريين في الداخل والخارج يتم بالتنسيق مع جميع المنظمات الأهلية والحكومية.
وأكد المسؤول الأممي أهمية توفير تمويل يتجاوز مبلغ المليار دولار، لدعم العمل الانساني الذي تؤديه مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات في الدول المجاورة لسوريا.
بدوره أكد المنسق العام لاتحاد الجمعيات الاغاثية لرعاية اللاجئين السوريين في لبنان حسام الغالي ان مؤتمر المنظمات الخيرية غير الحكومية المانحة للشعب السوري «يأتي تتويجا لجملة من الانشطة والفعاليات حول العالم وتعنى برعاية اللاجئين السوريين في محنتهم الراهنة».
وأكد الغالي «حرص الاتحاد الذي يضم أكثر من 80 جمعية لبنانية عاملة على التواصل مع جميع الجهات العاملة والمانحة الدولية وفي مقدمها الجهات الكويتية».
وأشاد بالدور الانساني والاغاثي الذي تقوم به الكويت حول العالم «والتي لطالما عودتنا على تقديم الخير ومساعدة الاخوان اللاجئين والمحرومين والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم الاسلامي».
وعن مدى تلبية احتياجات اللاجئين السوريين في لبنان أفاد بأن كل ما يتعلق باللاجئين السوريين في لبنان ملقى على عاتق المنظمات والجهات الاهلية «وهو حمل كبير تنوء به الدول فما بالك بالجمعيات الخيرية والاغاثية».
وأشار الى أن حاجة اللاجئين السوريين في الداخل السوري أكبر بكثير «ولا شك بان المأساة ستتكشف أكثر فأكثر تباعا وسنجد الحالات المروعة التي تحتاج مزيدا من الاهتمام والتخطيط والعمل».
وأفادت الامم المتحدة بأن نصف المدنيين المتضررين نتيجة الأزمة هم من الأطفال، في وقت سجلت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أكثر من 500 ألف لاجئ سوري وباتت تتوقع أن يصل عدد هؤلاء إلى مليون بحلول شهر يونيو المقبل.
وبلغ حجم التبرعات التي جمعتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لاغاثة الشعب السوري حتى الآن 23ر29 مليون دولار منذ اندلاع أحداث الأزمة السورية منتصف مارس 2011.
ومع حجم المأساة الكارثي في سوريا بكل المقاييس يحتاج ضحاياها الى قرابة 400 مليون دولار شهريا حسب بعض التقديرات وازدادت معاناتهم حدة بفعل سوء الأحوال الجوية حتى تجاوز عددهم في دول الجوار أكثر من 600 ألف نازح وبتدفق يومي يتجاوز ثلاثة آلاف لاجئ.
وكانت االهيئة الخيرية أطلقت حملة تبرعات شعبية لإغاثة اللاجئين السوريين بتوجيهات من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مع بداية شهر فبراير 2012 تحت شعار «النخوة يا أهل الكويت.. سوريا تناديكم».
وأعرب رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق في كلمته الافتتاحية لمؤتمر المنظمات الخيرية، عن الامل في أن تضطلع هذه المنظمات بدور فاعل في تدعيم البرامج والمشاريع التي تساعد في اغاثة الشعب السوري.
وقال المعتوق ان ذلك الدور يتم من خلال مساهمات الدول المشاركة في المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي تستضيفه دولة الكويت اليوم «الأربعاء» برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وبالتعاون مع منظمة الامم المتحدة.
أضاف ان الاموال التي سيتم جمعها والتعهد بها «لن تذهب إلا الى ضحايا الأزمة السورية من النازحين والمشردين والمصابين بغية توفير أماكن الايواء والدواء والغذاء للمنكوبين».
وذكر ان استجابة دولة الكويت لدعوة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون من خلال اطلاق سمو أمير البلاد هذه المبادرة السامية «تضيف اسهاما جديدا لسجلها الانساني الحافل بالمبادرات والمشاريع والبرامج الاغاثية الموجهة لمساعدة الاشقاء».
ونوه بالدور الفاعل الذي تضطلع به المنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري، للحد من آثار النكبات والمحن ودرء المخاطر المحدقة بالشرائح والفئات الضعيفة، وتقديم البرامج التي تساعد على مواجهة الجوع والفقر والجهل والمرض.
وأشار الدكتور المعتوق الى اطلاق العديد من الحملات الشعبية الاعلامية الواسعة لجمع التبرعات لاغاثة الشعب السوري تم خلالها جمع حوالي 30 مليون دولار، وقامت الهيئة بتنفيذ عشرة برامج ومشاريع اجتماعية وصحية وتعليمية في مناطق تواجد اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان وتركيا.
يذكر ان مجلس الوزراء الكويتي سبق وخصص 20 مليون دولار لاغاثة سوريا بتوجيهات سامية بحيث توزع خمسة ملايين منها عبر الهيئة الخيرية وخمسة ملايين أخرى عبر الهلال الأحمر وعشرة ملايين للمنظمات الدولية المعنية بتقديم المساعدات الانسانية للاجئين السوريين.
في سياق متصل أفاد مدير مكتب وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى «اونروا» في نيويورك ريتشارد رايت في تصريح سابق بأن «اونروا» تسعى الى جمع ما نسبته 17 في المئة من المبلغ المتوقع أن يحصله مؤتمر المانحين، «نظرا الى أن هذه الارقام الضخمة غير المسبوقة تتطلب استجابة استثنائية من الجهات المانحة».
وقال رايت ان «اونروا» تحتاج الى نحو 91 مليون دولار للأشهر الستة المقبلة لرعاية مجتمع اللاجئين في سورية حيث سيتم تخصيص 75 مليون دولار من هذا المبلغ للاجئين الفلسطينيين في سورية و16 مليون دولار للاجئين الفلسطينيين في لبنان والأردن مبينا ان «اونروا» حصلت حتى الآن على نسبة خمسة في المئة من المبلغ المطلوب.