برزت مؤشرات عديدة أمس تؤكد أن تيار مقاطعة الانتخابات يواجه أزمة كبيرة، وأنه يستشعر فشلا مبكرا في تحقيق أهدافه، خصوصا بعدما قررت الحكومة «تحمير العين» تجاه أي تجاوزات تخالف قانون الانتخاب، وتؤدي إلى التأثير سلبا في مسار العملية الانتخابية، إضافة إلى ما رشح أمس أيضا إلى توجه وزارة الداخلية بعدم الترخيص للتجمع الذي تعتزم أغلبية مجلس 2012 إقامته عشية الأول من ديسمبر، نظرا لانشغال منتسبي وزارة الداخلية بالإعداد لترتيبات يوم الانتخابات.
في هذا الإطار أكد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله ان «من يريد ان يمارس حقه في المقاطعة فله ان يستعمل ذلك ولكن القانون واضح في الحدود المفروضة لممارسة هذا الحق وستكون الحكومة راصدة لكل خروج على القوانين».
وأوضح العبدالله في تصريح للصحافيين خلال افتتاح المركز الاعلامي للانتخابات ان التعبير عن الرأي وآلية التعامل فيما يخص الانتخابات منظمان في قانون الانتخاب الصادر سنة 1962 والذي تنص الفقرة الثانية من المادة 45 منه على أنه «يعاقب كل من اخل بحرية الانتخاب او بنظامه باستعمال القوة او التهديد او بالاشتراك في تجمهر او صياح او مظاهرات»، مشيرا كذلك إلى ان الفقرة الاولى من المادة 44 من ذات القانون تنص على معاقبة «كل من استعمل القوة او التهديد لمنع ناخب من استعمال حقه لغيره ليحمله على التصويت على وجه معين او على الامتناع عن التصويت».
وردا على سؤال حول موقف الحكومة في حال حكمت المحكمة بعدم دستورية مرسوم الصوت الواحد قال ان «موقفنا سيكون كقائدنا وأميرنا صاحب السمو امير البلاد الذي اكد بقبوله للحكم وهذا امر طبيعي وليس مستغربا من سموه».
وتوقع وزير الإعلام أن يتسم سير الانتخابات القادمة بمستوى نزاهة يفوق الانتخابات السابقة، بسبب اشراف مشاركين من جمعية الشفافية الكويتية الى جانب مراقبين دوليين.
وقال الشيخ ان الوزارة بدأت بإطلاق حملة اعلامية تشجع على استخدام المواطن حقه في التصويت، مؤكدا في الوثت نفسه ان «هدف وزارة الاعلام ليس توجيه التصويت لعنصر معين او حجبه من عنصر اخر، ولكن التوعية بأهمية الادلاء بالصوت، وهذا لم يختلف كثيرا عما قمنا به في الانتخابات السابقة».
من جهة أخرى أوضح العبد الله أن المركز الاعلامي في مبنى وزارة الاعلام يستضيف اكثر من 70 مؤسسة اعلامية على مستوى العالم تشارك في التغطية الاعلامية للانتخابات البرلمانية الخامسة عشرة والاطلاع على سيرها من خلال زيارة مقرات الاقتراع.
ان من بين هذه المؤسسات المدعوة هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» و«فوكس نيوز» الأمريكية وكذلك مؤسسة اعلامية يابانية.
وأوضح ان المركز يعد مركزا معلوماتيا متكاملا يوفر في هذا العام «بنك الصور المركزية» وهي مكتبة توزع صورا للاعلاميين بشكل رسمي حول كل ما يتعلق بالانتخابات.
وشدد على أن قطاع الإعلام الخارجي حرص على اتمام الاستعدادات على مدى شهر واحد لاستضافة ضيوف الكويت والإعلاميين من أجل تسهيل مهمتهم لتغطية العملية الانتخابية مشيرا الى تشكيل لجنة رئاسية في الوزارة مؤلفة من نحو 750 إعلاميا موزعين على كل مراكز الاقتراع ولجان الانتخابات.