جبل عرفات «السعودية» - «ا. ف. ب»: توافد حوالي مليوني حاج منذ فجر الامس على صعيد عرفات لاداء الركن الاعظم من هذه الفريضة بعد انتهاء تصعيدهم من مشعر منى اثر قضاء يوم التروية.
وتوجه الحجاج الذين ارتدى الرجال منهم لباس الاحرام الابيض الى جبل عرفات مرددين «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك».
وقد اعلن الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية «نجاح واكتمال تصعيد ضيوف الرحمن ليوم التروية بمشعر منى وسط منظومة من الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية المشاركة في اعمال الحج».
وقال خلال مؤتمر صحافي ان «عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة بلغ مليونا و752 ألفا يمثلون 189 جنسية من مختلف دول العالم».
واعتذر الفيصل عن تقديم احصاءات عن حجاج الداخل قائلا «لا استطيع ان اخبركم عن عددهم لانه وللاسف هناك الكثير ممن يدخلون المشاعر دون تصريح او اذن».
وينتشر اكثر من مئة الف من قوى الامن والدفاع المدني لضمان امن وسلامة الحجاج.
وتوقعت الرئاسة العامة للارصاد ان «تكون السماء غائمة جزئيا على منطقة مكة المكرمة ولا يستبعد أن تكون السحب الركامية على الاجزاء الشرقية والمرتفعات.
الى ذلك، اوضح خالد مرغلاني المتحدث باسم وزارة الصحة ان «الوزارة قدمت الخدمة الطبية منذ بداية الحج حتى الاربعاء لحوالي 153 الف حاج من خلال الخدمات الاسعافية او مراجعة العيادات».
من جهة اخرى، قال فهد ابو طربوش مدير عام مشروع قطار المشاعر لفرانس برس ان «القطار يعمل هذا العام بطاقته الكاملة 17 قطارا ذهابا وايابا». مبينا ان «القطار بدأ منذ التاسعة من مساء الاربعاء خطة تصعيد الحجاج الى عرفات دون توقف في مزدلفة واستمر حتى العاشرة من صباح أمس».
واضاف «القطار توقف في الثالثة والنصف بعد الظهر ليتم تهيئته لنفرة الحجيج من عرفات الى مزدلفة التي تبدأ حوالي السادسة عصرا سينقل الحجيج من محطات عرفات باتجاه مزدلفة وتستمر العملية حتى منتصف الليل ننقل خلالها 540 الف حاج».
ولفت ابو طربوش الى ان «قطار المشاعر سيخدم الساكنين بجوار محطاته هذا العام وهم حجاج الداخل مقيمين وسعوديين ودول الخليج وجزء من حجاج تركيا وعدد كبير من حجاج جنوب اسيا».
وتوقع ان «ينقل القطار اكثر من مليون ونصف حاج خلال ايام التشريق حيث سيكون مفتوحا لجميع الحجاج لرمي الجمرات».
وقال الحاج محمد الليثي من مدينة حلوان في مصر «43 عاما» «انها المرة الاولى التي احج فيها نرجوك ربنا تقبل ضعفنا وانصر المسلمين في كل مكان، مصر اليوم على خير، ام الدنيا هي الاسلام».
وكان النبي محمد القى من جبل الرحمة خطبة الوداع في مثل هذا اليوم التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، الموافق 632 ميلادي، اي قبل حوالي شهرين من وفاته.
وفور غروب الشمس، بدأ الحجاج النزول في وقت واحد من جبل عرفات الى مشعر مزدلفة حيث يمضون قسما من الليل قبل العودة مجددا الى منى حيث يقومون يوم عيد الاضحى برجم الجمرة الكبرى «العقبة».
ومن ثم يحتفلون بالعيد ويؤدون طواف الافاضة ويسعون بين الصفا والمروة.
وقال الحاج عبدالرحمن زلابي «60 عاما» من بنغازي في ليبيا لفرانس برس «انها المرة الاولى التي احج تاخرت كثيرا لكن المثل الليبي يقول لما يغاديك الحج تمشي ليه نواجه صعوبات كبيرة للمجيء للحج لان ذلك يحصل عن طريق القرعة».
وتابع «ذاهبون الى جبل الرحمة، لقد اوصاني اولادي وهم اربعة من حفظة القرآن بالذهاب للجبل والدعاء لهم ولنفسي».
من جهتها، قالت زوجته التي تقف الى جواره الحاجة رقية محمد الفيتوري «58 عاما» «لا استطيع ان اصف مدى سعادتي بوجودي هنا».
واضافت ان «ليبيا بخير وتسير نحو الافضل رغم وجود بعض المشاكل «ندعو الله لليبيا بالامن والامان ولجميع الاقطار العربية والاسلامية».
وينتقل الحجاج فور وصولهم الى مشعر عرفات الى خيامهم التي اعطيت ارقاما وعلامات مميزة لبعثة كل دولة.
وفي اعلى مكان على جبل الرحمة، لهج الحاج السوري احمد المحمد «30 عاما» بالدعاء «يا الله اهلك الطاغية بشار».
واضاف لفرانس برس فيما كانت والدته تنهره ألا يصرح «انا من ادلب المحررة، مقيم في المملكة وجلبت اسرتي قبل ثلاثة اشهر بعد سماح السلطات السعودية باعطائها تأشيرة زيارة».