
>سموه تجاوز بحكمته كل المعوقات التي وضعها بعض المزايدين لعرقلة قمة الحوار الآسيوي
> زعماء آسيا شهدوا بأهمية القمة ودورها المرتقب في النهوض بدول وشعوب القارة
> حلم تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري سيصل إلى هدفه مهما واجه من صعوبات وعراقيل
> أبناء القارة الآسيوية تابعوا باهتمام كبير فعاليات قمة الحوار أملا في تحقيق أحلامهم بالانطلاق إلى المكانة المستحقة لهم
> لقاءات القادة شكلت نقلة نوعية في تاريخ العلاقات بين الدول الصديقة وإزالة الحواجز المعيقة لتعاونها وتكاملها
> البيان الختامي أشاد بالدور الكويتي البارز في رعاية القمة منذ كانت فكرة حتى صارت واقعاً متجسداً ومبشراً بالخير للجميع
قدم مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي دليلاً جديداً ومهماً على أن الكويت هي صاحبة المبادرات الدبلوماسية الأكثر جرأة وقدرة على تحقيق نجاحات متوالية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكما وصفها عدد من زعماء الدول المشاركة، فقد شكلت القمة «نقلة نوعية في تاريخ العلاقات بين دول القارة الآسيوية، ومرتكزاً بالغ الأهمية للانطلاق نحو تعزيز التعاون المستقبلي بينها»، وتأكيد البيان الختامي أيضاً على «مواصلة العمل من أجل إزالة الحواجز بين دول آسيا، لتحقيق التكامل الاقتصادي المنشود»، والسعي لإنجاز حلم ابناء القارة بأن تحتل قارتهم المكانة اللائقة بها على المستوى الدولي، كما أشاد الزعماء والبيان الختامي بجهود الكويت قيادة وحكومة وشعباً في تنظيم القمة وتوفير الظروف المناسبة لنجاحها.
ويرى كثير من المراقبين والخبراء العرب والآسيويين أن القمة تؤكد أيضاً أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، كما أنه «أمير الدبلوماسية»، فإنه كذلك «أمير المبادرات السياسية والدبلوماسية الناجحة»، وقد رصد هؤلاء المراقبون الذين تابعوا فعاليات القمة كيف استطاع سموه بحكمته المعهودة إنجاح القمة الأولى للحوار الآسيوي، وإتمام فعالياتها، من دون أن تتأثر من قريب أو بعيد بالتجمعات والاعتصامات التي أصر بعض النواب السابقين على اقامتها، بالرغم من ان صاحب السمو دعاهم عبر اثنين من مستشاري الديوان الأميري، وهما د.عبدالله المعتوق ومحمد ضيف الله شرار، إلى تقدير الظرف الذي تمر به البلاد، وحرصها على إخراج القمة في أفضل صورة ممكنة، وضرورة إشعار ضيوف القمة بأنهم في بلد يسوده الأمن والاستقرار، لكن أعضاء الأغلبية لم يتحولوا عن نهجهم البائس والتعيس في مساومة الحكومة، فأبدوا للمستشارين استعدادهم لتأجيل التجمعات، بشرط أن تتعهد الحكومة بعدم تعديل قانون الانتخاب، خارج مجلس الأمة.
وتصور هؤلاء «التعساء» أنهم بذلك يعرضون الدولة لـ«الإحراج» أمام ضيوفها، وأن هذا الأمر سيدفع الحكومة دفعاً لتقديم تنازلات سياسية، حرصاً على سمعة الكويت أمام الدول الصديقة، وهو نهج شديد الخطورة، ويدل على أن المعارضة السياسية لدينا لم تبلغ بعد سن النضج، وتفتقد بدرجة كبيرة إلى «الحس الوطني»، وتحتاج إلى أن تتعلم الكثير من دروس السياسة، على أيدي معارضات عديدة في الدول عريقة الديمقراطية، والتي تستجيب على الفور لأي دعوات أو نداءات توجه إليها من أجل المصلحة العليا للبلاد.
بالطبع لم تستجب الحكومة لهذا «الابتزاز الرخيص»، ومضت فعاليات القمة على أفضل ما يكون، وأكدت مؤسسات الدولة المعنية أنها أكبر وأقوى من «ألاعيب الصغار»، وأن هناك من يحب الكويت بحق، ومن هو على استعداد لخدمتها بكل صدق، والتضحية في سبيلها بكل المصالح والمنافع الشخصية والحزبية والفئوية.. وأن أبناء الكويت المخلصين يرفضون أن يكون وطنهم نهباً للأطماع الشخصية، ولمغامرات - أو «مقامرات» بعض السياسيين الذين لا يبالون بـ«حرق» البلد، من أجل تلك الأطماع، وأنهم سيتصدون لكل من يتربض بالكويت وأهلها سوءاً.
نجحت القمة إذن نجاحاً لافتاً أكده صاحب السمو الأمير بقوله في الجلسة الختامية: «إن ما تحقق في القمة من تفاهم حول قضايانا المشتركة سيسهم في الارتقاء بمستوى التنسيق بيننا، واللقاءات المشتركة عكست إدراكاً لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وتشخيصاً دقيقاً للمشاكل التي تعترض طريق تطورنا»، وأكد - كما أشرنا - الكثير من القادة الآسيويين الذين بدت سعادتهم بهذه القمة واضحة جداً، وأشادوا برعاية سمو الأمير لها، منذ كانت فكرة طرحها سموه، حتى صارت حقيقة واقعة، وفرت لها الكويت كل سبل النجاح.
وهكذا تمضي مسيرة الكويت التي يقودها صاحب السمو الأمير من نجاح إلى نجاح، لا تحفل بتلك «الصغائر» التي يقترفها البعض، ممن يصرون على ألا يروا في بلادهم إلا كل ما هو سيئ، ويرفضون أن يعترفوا بتلك النجاحات، بل إنهم يتعامون عنها، ويحاولون التشويش عليها، ونخشى أن نقول - حتى لا نحاسب النيات - إنهم يتمنون لبلدهم «الفشل»، لكي يثبتوا صحة مواقفهم، ولذلك يثيرون الغبار من حول العاملين الجادين المخلصين، ويضعون العراقيل أمام كل مشروع ناجح، وكل فكرة لامعة، وكل مبادرة كفيلة بأن تأتي بالخير لبلادنا.
تمضي المسيرة وستظل تمضي، وسيتحقق حلم سمو الأمير بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي، وسيدرك أولئك «المعوٍّقون المعطِّلون» لمسيرتنا يوماً أنهم كانوا مخطئين، وستواصل الكويت ازدهارها وتقدمها بقيادة أمير الدبلوماسية والحكمة الذي لم يعبأ بممارسات من لم يرتقوا بعد إلى قامات وهامات الكبار، برغم كل ما يدعونه من خبرة، وما يحملونه على ظهورهم من عمر لم يزدهم إلا حماقة وحقداً، حتى على الوطن الذي أعطاهم كل شيء، وبخلوا عليه بكل شيء، حتى بلحظات سلام وصفاء نفسي، في وقت يحتاج إلى ذلك أثناء ظرف غير عادي.