
في إطار احتفالات الكويت كعاصمة للثقافة والاعلام العربي 2025 تشهد الديرة مجموعة من الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية التي تعبر عن التراث الزاخر والهوية الوطنية الكويتية بامتياز وتأتي الاحتفالية التي أقامتها سفارة دولة الإمارات العربية لدى الكويت، بعنوان «ليالي الإمارات الثقافية في الكويت» ضمن هذه الأنشطة الفعالية احتضنتها قاعة الشيخ جابر العلي في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين والفنانين والدبلوماسيين، تقدمهم وكيل وزارة الثقافة الإماراتية مبارك الناخي، إلى جانب السفير الإماراتي مطر النيادي، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، والأمين المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني مساعد الزامل، ومدير عام مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك الشيخ مبارك الصباح، بالإضافة إلى مدير إدارة الاتصال والإعلام في المجلس الوطني يوسف الجمعان، والفنانين جاسم النبهان وأحمد العونان وغيرهم
شهدت الاحتفالية مجموعة من الأنشطة والفعاليات، التي استُهلت بمعرض فني تشكيلي بمشاركة فنانين من الإمارات، تخلّلته صور تاريخية للقيادات السياسية في الكويت والإمارات والتي تعكس عمق العلاقة الوثيقة بين الأشقاء من آل الصباح وآل نهيان على مر السنين.
كما تضمن المعرض رُكنَيْن للحِرف الشعبية، على وقع المعزوفات الحيّة لعازفين من أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، حيث تعانقت قطع التراث مع الموسيقى، ليبثا البهجة في المكان.
لتنطلق بعد ذلك «ليالي الإمارات» بعرض فيلم قصير عن العلاقات بين البلدين الشقيقين، قبل أن يُلقي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى دولة الكويت مطر النيادي، كلمة الافتتاح، معرباً خلالها عن سعادته الغامرة بإقامة هذه الفعالية على أرض المحبة والسلام.
وقال: سلامٌ على من حملوا التراث أمانة.... ونقلوا العادات والتقاليد ميراثاً يفخر به الأجيال. وزاد أتينا اليوم من قلب الخليج، من دار زايد إلى دار الصباح حاملين معنا نبض الفن، ونقش الحكاية، وهمس التراث
وذكر أن هذه الاحتفالية تكتسب بُعداً خاصاً، إذ تُقام بالتزامن مع اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة العربية لعام 2025، وهو اختيار مستحق، يُجسد المكانة العريقة التي تحتلها على خارطة الثقافة العربية، بما قدمته من رموز أدبية ومسرحية وفنية، وما رسّخته من دور ريادي في رعاية الحركة الثقافية في الخليج والعالم العربي.
وتابع بالقول: إن فعاليات ليالي الإمارات الثقافية في الكويت تعد دعوة مفتوحة لاكتشاف روح دولة الإمارات، والتعرف على مكوناتها الثقافية الأصيلة التي تنبض بالكرم والتسامح والتعايش والحب والمودة، وتعكس التلاقي الخلّاق بين التراث والحداثة
ومضى النيادي على مدى ثلاثة أيام، وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي نعرب له عن بالغ الشكر والتقدير على شراكته ودعمه وتعاونه المثمر، سنحتفي معاً بجمال وروعة الفن التشكيلي، وعراقة التراث، وثراء الحكاية الإماراتية، من خلال عروض تراثية، ومعارض فنية، ومسرح إماراتي، يجسد ملامح الهوية الوطنية، ويعكس تنوع المشهد الثقافي في دولة الإمارات
وختم كلمته بأن الثقافة جسر يصل الشعوب ببعضها، ومنصةٌ تعبّر عن هوية الأمم وروحها، وتجسّد رؤية دولة الإمارات بأن الثقافة جسرٌ دائم للحوار والتقارب والتفاهم، وأداة لتعزيز السلام، وبناء المجتمعات الواعية وترسيخ الهويات.
مظلة الإبداع
ثم ألقى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار كلمة ترحيبية، جاء فيها: يطيب لنا في هذا المساء الثقافي المميز أن أرحب بكم جميعاً في افتتاح فعاليات الأيام الثقافية الإماراتية في دولة الكويت هذه المناسبة التي تجمعنا تحت مظلة الإبداع والتواصل بين شعبين شقيقين تربطهما أواصر التاريخ والمصير المشترك
وأضاف الجسار لقد ارتبطت دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ القدم بعلاقات أخوية متينة، عززتها روابط القُربى، ووحدة اللغة والدين، والمصالح المشتركة
واسترسل بالقول: لم تقتصر هذه العلاقات على الجانب السياسي فحسب، بل امتدت لتشمل مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ما جعلها نموذجاً يُحتذى به في التعاون الخليجي والعربي
كما تضمن الحفل وصلة غنائية للفنان طالب المري، تلتها فقرة شعرية للشاعر عبيد المزروعي، ليأتي دور الفنون الشعبية مع فن «العيالة» وموسيقى الهبّان
من جهته، أضاء الأديب الكاتب هيثم بودي في فقرة أدبية أدارتها الإعلامية أسرار الأنصاري على روايته «الدرة... ملحمة الحب والوفاء» والتي توثق أحداثاً مهمة في تاريخ مهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ بين الكويت والإمارات ومِنْ ثَمّ بدأت وصلة عن فن الأهازيج البحرية، لتلامس مشاعر الحاضرين بقوة.
وكان مسك الختام مع عزف أخاذ على العود والقانون والإيقاعات لأكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، أعقبها فقرة شعبية إماراتية عن فن الأهاله
تقدّم النيادي بالشكر إلى مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على استضافته لحفل الافتتاح واحتضانه لهذا الحدث الإماراتي، بما يعكس مكانة هذا الصرح الرائد كمركز فني ثقافي داعم للفعاليات الثقافية على أرض وطن النهار
في لمسة وفاء تُعبّر عن عمق المشاعر الإنسانية من قبل القائمين على الفاعلية تم الاحتفاء بالأديب والكاتب المغفور له عبدالرحمن الصالح الحمادي .