
انطلقت أمس الاحد أعمال الندوة الفكرية (الثقافة في الكويت قبل النفط) في إطار احتفالية (الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025) برعاية وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري لتسلط الضوء على الجذور التاريخية للكويت في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط.
وقال أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار في كلمته خلال افتتاح أعمال الندوة في فندق موفنبيك البدع ان اختيار موضوع المؤتمر ينبع من إيماننا الراسخ بأن فهم حاضرنا الثقافي لا يتم إلا بالعودة إلى جذوره الأصيلة التي تشكلت في مرحلة بالغة الأهمية من تاريخنا الوطني.
وأكد ان تسليط الضوء على حقبة ما قبل النفط جاء لأهميتها حيث تمثل المرحلة التأسيسية التي شهدت ولادة الملامح الأولى للهوية الثقافية الكويتية بكل أبعادها اضافة الى كونها العصر الذهبي للتفاعل المجتمعي الذي أبدع أشكالا ثقافية أصيلة من ديوانيات ومجالس وأندية علمية وأدبية.
واكد الدكتور الجسار ان تلك الفترة جسدت قدرة الإنسان الكويتي على الإبداع رغم شح الموارد مما يؤكد أن «الثقافة كانت ولا تزال ثروتنا الحقيقية».
كما بين ان دراسة هذه الحقبة التاريخية تكتسب أهمية مضاعفة اليوم لأنها توثق الذاكرة الثقافية الوطنية وتقدم نموذجا للتواصل الحضاري وتسهم في تعزيز الانتماء لدى الأجيال الجديدة وتثري الحوار حول دور الثقافة في التنمية المستدامة.
وأضاف «إننا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب نؤمن بأن الثقافة هي الضامن الحقيقي لاستمرارية التنمية المستدامة وأن الاهتمام بتراثنا ما قبل النفط ليس اجترارا للماضي بل هو استشراف للمستقبل من خلال فهم أسس نهضتنا الحديثة».
وأكد الجسار ان احتفال الكويت هذا العام بلقب عاصمة الثقافة العربية ليس مجرد حدث عابر بل هو «اعتراف بدورنا الريادي في المشهد الثقافي العربي» مبينا ان هذه الندوة تأتي لتؤكد أن اختيار الكويت لم يأت من فراغ بل هو تتويج لمسار ثقافي عريق بدأ قبل عقود من اكتشاف النفط.
من جهتها قالت الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس عائشة المحمود في تصريح صحفي إن الندوة تمثل منصة حوارية مهمة مشيرة إلى أن أعمال الندوة سوف يصدرها المجلس لاحقا بكتاب توثيقي.
ويشمل برنامج الندوة ست جلسات فكرية صباحية ومسائية على مدى يومين بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمفكرين من الكويت والوطن العربي الذين سيتناولون محاور متكاملة تشمل التاريخ الثقافي والدور الاجتماعي والاقتصاد والتعليم والهوية وغيرها من العوامل التي شكلت ثقافة الكويت قبل التحول الاقتصادي الكبير.
كما يصاحب الندوة الفكرية معرض مصغر للحرف اليدوية التقليدية لفترة ما قبل النفط مثل حرفة السدو وحرفة القلاف (صناعة السفن) وركن لمطبوعات المجلس الدورية ومجلة العربي