
لاشك أن الزيتون من الأطعمة المحببة إلى الشعوب العربية خاصة زيت الزيتون ويزداد استخدام الزيتون وزيوته في شهر رمضان الكريم مع السلطات وفول السحور وإذا كنا جميعا نتخلص من نوى وبذور الزيتون بعد أكلها إلا أن الفنان السوري مازن الشيباني الذي خسر منزله ومحله خلال سنوات الحرب قرر عدم التخلص منها وتحويلها إلى لوحات فنية ثلاثية الأبعاد فراح يجمع نوى الزيتون من كل مكان من الجيران والأصدقاء والشوارع وهو يطمح للوصول إلى العالمية من خلال رسم معالم شهيرة حول العالم فماذا يقول الشيباني عن لوحاته ؟
لماذا اتجهت للرسم بنوى الزيتون رغم صعوبته ووجود أدوات وخامات أكثر سهولة ؟
- عانينا كثيرا ولازلنا نعاني ومن ويلات الحروب خاصة في بلدي سورية والزيتون يرمز للمحبة والسلام فقمت باستخدامه كنوع من التعبير عن حاجتنا الضرورية للسلام والأمان بعد سنوات طويلة من الحرب إلى جانت أنها طريقة مختلفة ومميزة للتعبير عن فنك بأسلوب مبتكر .
الشكل الجمالي للوحة
ماهي المواد والمستلزمات الأخرى التى تدخل مع نوى الزيتون في صناعة لوحاتك؟
- هناك مواد كثيرة أخرى لابد من وجودها مثل الخشب والكرتون المقوى والخشب الناعم والغراء الذي يساعد على تماسك ومتانة اللوحة لفترة طويلة وكذلك ألياف القطن حتى لا تتأثر اللوحة بالماء والزجاج المعشق الملون لإضافة الشكل الجمالي وغيرها من المواد التى تساعد على متانه اللوحة وإظهار جمالياتها .
صعوبات ومعوقات
هل هناك صعوبات تواجهك أثناء تنفيذ لوحاتك وكيف تتغلب عليها؟
- بداية الصعوبة الشديدة في الحصول على عشرات الالاف من نوى الزيتون لتنفيذ لوحاتي وربما تصل إحدى اللوحات إلى مايقرب من تسعين ألف حبة خاصة في ظل ارتفاع سعر النفط ونقصه في السوق وهذا يدفع الأهالي لاستخدم النوى في التدفئة المنزلية لتزداد معاناتي ولو وجدت الكميات التى أحتاجها فكل بذرة تكون في حالتها العادية لولبية الشكل فنقوم بنحتها خمس مرات لتأخذ شكل الحجر حتى تكون صالحة للاستخدام كحجر بناء قابل للتركيب وهذا يسبب الألم في الأصابع بسبب الاحتكاك كما أعاني من عدم وجود مكان مناسب أعمل به بشكل دائم الى جانب ارتفاع أسعار الخامات مما يضطرني إلى التوقف أحيانا .
المحبة والسلام
كيف تختار موضوعات لوحاتك وهل تهدف من ورائها إلى توصيل رسالة معينة لجمهور المتابعين والمشاهدين لأعمالك ؟
- عندما أبدأ في اللوحة أكون قد حددت موضوعها فأقدم لوحات تستعرض الحضارات الدمشقية والأيوبية والفاطمية والعثمانية والمغربية وأجمع مابين المساجد والكنائس لإظهار تنوع الثقافات التي مرت على دمشق والعيش المشترك في محبة وسلام كما رسمت لوحة قصر الثقافة بالكرملين واستخدمت فيها 15 ألف بذرة زيتون واستغرق العمل فيها مايقرب من ثلاثة أشهر وقمت أيضا بتنفيذ لوحة أخرى تجسد سور الصين العظيم والتي كانت من أصعب اللوحات ثلاثية الأبعاد واستغرقت حوالي أربعة أشهر واستخدمت فيها 80 الف حبة .
أسلوب مبتكر
ماهو الوقت الذي تستخدمه في تنفيذ إحدى لوحاتك خاصة إذا كانت لوحة كبيرة ؟
- تحتاج كل لوحة إلى وقت طويل خاصة إذا كان المجسم كبيرا ولابد في البداية تحضير كمية النوى التى تحتاجها اللوحة قبل أن تبدأ فيها ثم تتسلح بالصبر الشديد وأنت تبذل هذا الجهد لأن أقل لوحة قد تستغرق شهرين ويزداد الوقت مع زيادة حجم اللوحة .
معارض دولية
هل شاركت بأعمالك في معارض وهل هناك جهة رسمية تدعمك لاستكمال مسيرتك وعدم التوقف ؟
- شاركت في العديد من المعارض منها معرض دمشق الدولي ومعرض في خان أسعد باشا وكذلك في المراكز الثقافية والجامعة وهنا أتوجه بالشكر لوزارة الثقافة على دعمها لي وعلى احتضان لوحاتي في المركز الثقافي بمنطقة الميدان في دمشق وأتمنى المشاركة في معارض دولية وإقليمية لانتشار هذا اللون الفني .
ماالهدف من رسم مواقع ومعالم عالمية هل يعنى هذا طموحك للوصول الى العالمية؟
- من حق كل فنان أن يحلم بالوصول إلى العالمية وهذا حلمي وطموحي وأول لوحة عالمية صنعتها كانت عن سور الصين العظيم وكنت محترفا في تصميمها لأن سور الصين العظيم كان نقطة مهمة بالنسبة لي والآن أي معلم عالمي قادر على رسمه بعون الله وأتمنى أن أهدي هذه اللوحة إلى الشعب الصيني الصديق .
وماذا عن تسويق أعمالك وهل تدر دخلا عليك ؟
- على العكس أنا من أقوم بالصرف عليها وكان أولادى متحمسون لمساعدتي في البداية لكن عندما رأوا أنه لا يدر أى دخل في ظل ظروفنا الصعبة وأولادي انصرفوا عنى وطالبونى بالتوقف واضطر للعمل في بيع الملابس لتدبير نفقاتي المعيشية .
ماهى طموحاتك ؟
أتمنى تدريب مجموعة من الفنانين الشباب عليها حتى تستمر وتنتشر لكنها تحتاج الى صبر شديد فلابد أن يتسلح المشاركين في الورشة والتدريب بالصبر وطول البال .