لاشك في أن الكثيرين يعرفون الفنان القدير فؤاد الشطي لما له من انجازات ليس على مستوى الكويت والخليج فقط وإنما تجاوزت القطرية لآفاق العالمية فقد وصل بالكويت الى عضوية المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح وترأس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي لسنوات طويلة قفز بها الى افاق رحبة الحقيقة تاريخ كبير وحافل لا يمكن أن تحيط به هذه الصفحات لأنك أذا اردت أن تتحدث عنه كانسان متواضع وبسيط رغم عظمته كفنان فأنت سوف تسرد عشرات وربما مئات المواقف النبيلة والكريمة التي وقفها مع القاصي والداني وقد كنت أحد الذين أغدق عليهم بانسانيته وشهامته ورجولته فرغم ملامحه الجادة والصارمة الا أنك عندما تقترب منه تكتشف قلبا كبيرا حنونا وعطوفا يطبطب عليك في المواقف الصعبة ولا أنسى ماحييت جملته الشهيرة لي أنت بين إخوانك وأهلك محتاج أى شيء لا تتردد فبدد وحشة الغربة شخصية فريدة من نوعها واستثنائية عن أى شيء تتحدث وأى جانب تتناول من سيرته الممتدة والعريضة وانجازاته في الداخل والخارج إن مثل فؤاد الشطي لا يرحل الا بجسده فقط لكن أعماله ستظل شاهدة على صدق موهبته واخلاصه خاصة أنه ترك أسرة فنية تذكرنا به على الدوام بداية من الكاتب أسامة الشطي والفنان أوس الشطي والمخرج أحمد الشطي الذي تولي قيادة فرقة المسرح العربي في عهدها الجديد وفيما يلي نتناول جوانب من سيرته وانجازاته .
سيرته الذاتيّة
الشطي من مواليد الكويت عام 1951، حاصل على دبلوم معهد الدراسات المسرحية في الكويت عام 1969، خريج جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة عام 1974 ، متخصّص في الإعلام، وشارك في دورة متقدّمة في الإخراج التلفزيوني في براغ.
التحق بفرقة المسرح العربي عام 1963، عمل مخرجاً في تلفزيون الكويت، ثم مستشاراً لوكيل الوزارة حتى تقاعده عام 2002، عضو مجلس إدارة الفرقة الوطنية وأحد مؤسسيها ومستشار الفرقة للشؤون الفنية وعضو فخري في فرقة مسرح الخليج العربي وفي فرقة مسرح الشارقة الوطني.
تولى الشطي مهام فنية وإدارية كثيرة في فرقة المسرح العربي فكان عضواً في مجلس إدارة الفرقة منذ عام 1968، ثم أميناً للسر، ثم رئيساً لمجلس الإدارة منذ عام وأصبح من ابرز قياداتها .
اخرج لفرقة المسرح العربى الكثير من المسرحيات منها مسرحية «سلطان للبيع» تأليف توفيق الحكيم ومسرحية «خروف نيام نيام» من تأليف حمد عيسى الرجيب ومسرحية «احذروا» من تأليف محفوظ عبدالرحن و«القضية خارج الملف» من تأليف مصطفى الحلاج وقدم الكثير من البرامج والمسلسلات التلفزيونية في أواخر الستينات وعرضت مسرحياته في الكثير من الدول العربية.
ساهم في تأسيس كل من الاتحاد العام للفنانين العرب واتحاد المسرحيين العرب واللجنة الدائمة للفرق المسرحية الاهلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وانتخب من قبل المسرحيين الكويتيين ليمثلهم في اللجنة العليا للمسرح بالكويت في بادرة هي الأولى من نوعها وصاحب فكرة ومؤسس الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية والمساهم الرئيسي في اشعاره وشغل منصب امين سر ورئيساً للاتحاد في عدة دورات ومؤسس المركز الكويتي والإقليمي للهيئة العالمية للمسرح ورئيس لمجلس ادارته منذ تأسيسه وانتخب كأول عربي عضوا في المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح «ITI» لثلاث دورات متتالية .
ويقول عنه المخرج العراقي يوسف العماني استطاع فؤاد الشطي ان يحتل مكانه متميزة ومتفرده في عالم الإبداع الفني في المسرح والتلفزيون ليس فقط في الكويت ولكن في اقطار الخليج العربي ولعل اعماله في المسرح وفي الدراما التلفزيونية تؤكد نضجه وسيطرته على عصا الريادة بين اقطاب الابداع الفني في العالم العربي.
وقال عنه المخرج الكبير الراحل سعد اردش: فؤاد الشطي كائن مسرحي لو قدر له ان يخرج من المسرح لاختنق كما يختنق السمك حين يخرج من الماء.
جوائز و تكريمات
حصد الشطي جائزة الدولة التشجيعية في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية لعام 1989 والتي كانت تُمنح للمرة الأولى في الكويت. كُرّم في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي (الدورة الرابعة) عام 1992 ومهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورته السادسة عام 1993 لإسهاماته البارزة في مجال المسرح. كذلك، كُرّم في مدينة بيشليا الإيطالية عام 1998م وفي مهرجان المسرح الأردني، ومن جهات علمية وثقافية وفنية عدة في الكويت ودول عربية بشهادات تقدير. كُرم أيضاً في الدورة السادسة للمهرجان المسرحي للفرق المسرحية الأهلية في دول مجلس التعاون الذي أقيم في سلطنة عمان في مايو 1999م، ببادرة هي الأولى من نوعها في دول المجلس، وذلك بإجماع من فرق هذه الدول ومسرحييها.
كُرِّم في مهرجان أيام الشارقة المسرحية في أكثر من دورة، وفي إمارة الفجيرة عام 2002م في دولة الإمارات العربية المتحدة.
قدم له حاكم ولاية تامبيكو المكسيكية شهادة تقدير ومواطنة شرفية أثناء المؤتمر الدولى العام للهيئة العالمية للمسرح بالمكسيك عام 2004.
رحم الله فؤاد الشطي الفنان والانسان .
