
إبراهيم صلاح صعيدي من مدينة ملوي بمحافظة المنيا يعيش حاليا في أحد أحياء الجيزة لم يستطع إكمال تعليمه لكنه اكتشف موهبته وعشقه لفن النحت وصناعة التماثيل منذ طفولته فقرر أن يكمل في هذا الطريق بعد أن ازداد شغفه بزياراته للمتاحف الفرعونية وقرأ على النت وحرص على تطوير ذاته وأدواته فنفذ أعمالا فنية من الحديد والخردة والكاوتش والملاعق والجنازير والشوك والسكاكين ووجد صدى كبيرا على مواقع التواصل وأصبح مطلوبا لمكاتب الديكور ومراكز التسوق التقينا ابراهيم صلاح فكان هذا الحوار.
كيف كانت البداية ولماذا اتجهت إلى هذا الشكل الفني دون غيره؟
- منذ طفولتي وأنا أشعر بانجذاب ناحية فن النحت وتبهرني رؤية التماثيل في المتاحف خاصة الحضارة الفرعونية وبدأت أقرأ على النت عن هذا الفن فعشقته وتعلقت به وبدأت أمارسه باستخدام خامات الأسمنت والجبس لمجسمات وصخور صناعية وجداريات حوائط ثم درست بكلية الفنون الجميلة قسم» دراسات حرة» فترة قصيرة لم تتجاوز الـ 3 شهور لتطوير أفكاري وفني لكن الظروف المادية منعتني من الاستمرار فتابعت دراستي عبر الانترنت وانتقلت إلى تماثيل من الخردة والحديد كانت تلقى في الشوارع أحيانا وتباع بالكيلو في أحيان أخرى أو من فوائض ورش تقطيع الحديد والخردة فكنت أعمل على تحويلها إلى قطع فنية مختلفة الأحجام .
ما هي المراحل المختلفة لتنفيذ التماثيل والمنحوتات ؟
- أقوم بداية بتصميم الشكل ورسمه على الورق ثم نحته على الجبس أو الطين الأسواني لمعرفة تفاصيله وأبعاده ثم أبدأ في تجميع الخردة والحديد والخامات المختلفة الخاصة به وتحضير أدوات التقطيع كالصاروخ وما شابه لكى أبدأ التنفيذ ويكون ما صممته ورسمته أمام عيني كخريطة أسير عليها حتى انتهى من العمل ويأخذ صورته النهائية.
لماذا اتجهت إلى عمل تماثيل فرعونية من الخردة ألا تعد هذا تشويها للحضارة المصرية أم تعتقد أنه إضافة جديدة وترويج لحضارتنا أم طمعا في العائد المادي؟
- بداية ليست لدى أطماعا مادية وجاء اتجاهي لانجاز تماثيل فرعونية لكثرة ترددي على المتاحف والأماكن الأثرية والتي تعتبر من أهم مصادر إلهامي فهي مصدر مهم للتغذية البصرية لذلك قررت أن أستخدم بقايا الحاضر لإحياء الماضي وليس تشويهه وأن أستغل الخردة التي لم تعد مفيدة في صناعة تماثيل فرعونية رائعة وقطع فنية تساهم في الترويج لحضارتنا وتعريف العالم بها وكنوع من التجديد في الدعاية لها فاستوحيت التراث الفرعوني في كثير من أعمالي ويعد تمثال القط باستيت إله الوداعة عند الفراعنة هو أول أعمالي فقد صنعته من التروس الحديد بارتفاع 6 أمتار ووزن نصف طن واستغرقت صناعته شهر تقريبا وبعد النتيجة المشجعة التي حصلت عليها من صناعة التمثال الأول قررت الاستمرار في هذا الاتجاه فصنعت تمثال آخر للملكة كليوباترا ثم قناع توت عنخ آمون وبعض المجسمات الصغيرة الأخرى إلى أن حققت رقما قياسيا بصناعة أكبر تمثال لعام 2021 بارتفاع 6 أمتار ونصف ووزن 550 ك وهذا التمثال هو تمثال حورس إله الشمس والقط الفرعوني «باستيت» تم انجازه بـ 4100 قطعة خردة بوزن 400 كيلو من الحديد وطول ستة أمتار خلال 30 يوما .
ما هو الوقت المستغرق لتنفيذ تماثيلك وهل هناك صعوبات تواجهك ؟
- بحسب حجم التمثال فهناك تماثيل عملاقة تستغرق حوالي شهرين أو أكثر وبحسب الخامات المستخدمة ومدى توفرها في الأسواق فخامة الحديد صعبة جدا وتستغرق وقتا كما استخدم الدوائر الحديدية والملاعق والجنازير والشوك .
كيف فكرت في صناعة تمثال المتحولون بهذا الحجم الضخم وما الهدف من صناعته؟
- تمثال المتحولون من التماثيل الشهيرة وبطل سلسلة من الأفلام الأمريكية فهو معروف للجميع تقريبا وقررت أن أنفذه بارتفاع سبعة أمتار وكان ذلك بناء على طلب من أحد مراكز التسوق والملاهي في محافظة الإسكندرية ليلفت الأنظار إلى السوق خاصة أنه سينفذ من الحديد والخردة وشرعت في تنفيذه خلال شهر تقريبا وأصبت عدة مرات إصابات خفيفة أثناء العمل خلال تقطيع الخامات بعد أن رسمت النسب والأبعاد له بدقة لأن أي خطأ يصعب تصحيحه وبالفعل تم بنجاح ونقل إلى السوق بالإسكندرية ووجدت صدى طيبا.
الغوريللا وجودزيلا
تحرص على تنفيذ أعمالا فنية من إطارات السيارات القديمة والتي تلوث البيئة بحرقها مثلا في مقابر بالصحراء كيف واتتك الفكرة ؟
- إطارات السيارات القديمة مهملة ولا يوجد نحات اشتغل عليها ويمكن تطويعها لتنفيذ أعمالا فنية وهكذا نضرب عصفورين بحجر واحد نتخلص من الإطارات القديمة دون تلويث البيئة ونحولها إلى قطع فنية ونفذت بها الغوريللا بحجم ضخم حوالي 7 أمتار ووزن بلغ 1500 كيلو واستخدمت فيها 250 كاوتش وكذلك جودزيلا الشهيرة في الأفلام واستخدمت فيها أكثر من 200 كاوتش .
بمن تأثرت في صناعة أعمالك على المستويين المحلي والعالمي؟
-بالطبع لست الأول في هذا المجال بل هناك أعمالا رائعة لفنانين مصريين سبقوني وعلى رأسهم الدكتور صلاح عبد الكريم الذي كان له السبق في إدخال هذا الفن مصر وأيضا قرأت كثيرا عن فنانين عالميين أخذوا نفس الاتجاه وشاهدت أعمالهم وتأثرت بهم جميعا .
ما هي طموحاتك المستقبلية ؟
- أن يكون لي تمثال في كل محافظة مصرية كما أتمنى أن يكون لتلك الأعمال الفنية مكان يليق بها لذلك أسعى لعمل متحف لفن الخردة الحديد المُجسِدة للحضارة المصرية القديمة وكذلك من إطارات السيارات ليرى العالم حضارتنا في شكل جديد.