
استطاع الاعلامي الكبير والمؤرخ الفني صالح الغريب أن يلعب دورا غاية في الأهمية في تاريخ الفن الكويتي لأكثر من خمسين عاما كان فيها الحارس الأمين على هذا التاريخ الذي كان من الممكن أن ينثدر ويضيع في زوايا النسيان لولا حرص هذا الرجل الذى أصدر مايربو على تسعين كتابا تؤرخ لشخصيات وأحداث مهمة ومهرجانات وملتقيات ومؤتمرات وندوات شملت كل مناحي الفنون والثقافة ففي معظم المهرجانات المسرحية والموسيقية والثقافية تجده حاضرا يساهم بنجاحها بعمل دليل المهرجان وكتب عن الشخصيات التي يتم تكريمها تتضمن السير الذاتية والاراء التي قيلت في الشخصية ولقاءات وحوارات مع هذه الشخصيات متضمنة صور نادرة يعود بعضها لعدة عقود من خلال أرشيف فني هو وحده من يمتلكه وتم جمعه على مدى عدة عقود ليسجل اسمه بحروف من نور على خارطة الفن الكويتي عير عشرات الاصدارات المتخصصة حول المطربون القدامي والشعراء والملحنون والمسرحيون ورجال الثقافة والفكر ليس في الكويت وحدها أو منطقة الخليج بل يتعدى دوره الي الوطن العربي فقد أجرى الكثير من اللقاءات مع رموز الفن العربي منهم على سبيل المثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كما مثل الكويت في المشاركة مع حمد النشمي في جنازة كوكب الشرق أم كلثوم وغير ذلك من النشاطات الفنية بما يجعله موسوعة تمشي على قدمين وفي هذه الصفحات الرمضانية نكشف جوانب من شخصية الاعلامي الكبير والمؤرخ الفني صالح الغريب ونستعيد معه جانب يسير من هذه الذكريات والمواقف حول الفن الخليجي والعربي والشخصيات المهمة في حياته .
بداية نود أن نتعرف على جوانب من اللقاء الذي جمعك بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كيف استقبلكم وأهم ماورد في هذا اللقاء ؟
- طبعا موسيقار الأجيال قامة فنية كبيرة وعلامة فارقة في تاريخ الفن العربي وكنت اعمل سكرتيرا لتحرير مجلة عالم الفن قبل أن أكون مديرها وهذه الصورة التذكارية التي تجمعني بالموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب في العام 1974 من اللقاء الصحفي معه حيث سعى الدكتور خليفة الصقعبي الذي كان يدرس الطب آنذاك في القاهرة للحصول على موافقته مشكوراً لعمل حوار خاص لمجلة «عالم الفن» الكويتية ومن المعروف أن وكيل شركة (صوت الفن )التي يمتلكها المرحوم الموسيقارمحمد عبدالوهاب والفنان القدير المطرب عبدالحليم حافظ في الكويت هي مؤسسة بوزيدفون لعائلة الصقعبي وفعلاً وبدعم من شركة «صوت الفن «في القاهرة ..حصل على الموافقة وذهبنا إلى منزل محمد عبدالوهاب ومعنا مصور المجلة وطلبت منه تصوير كل الفيلم لحرصنا على أن نضمن إختيار صورة جيدة للنشر في المجلة طبعا قبل ظهور كاميرات الديجتال المطورة حاليا .
وكان المصور جاهز للتصويروبمجرد أن دخل الموسيقار محمد عبدالوهاب صالون الضيوف وجلس معنا أستعد المصور لأخذ صورة تذكارية تجمعني معه وهنا قال محمد عبدالوهاب للمصور كيف تصورني وأنا لابس روب البيجامة فرد المصور الجماعة طلبوا مني ذلك فقال له إجلس يا أبني في مكانك لما أقولك صور (تصور) كان محمد عبدالوهاب الله يرحمه لابس الروب على البدلة وهنا أصبحت في موقف محرج وقلت في نفسي ماذا لو استمر محمد عبدالوهاب عند موقفه ؟ يا ترى من يصدق إني حاورته خاصة في تلك الفترة وأنا شاب جديد في مهنة الصحافة أكيد سوف يستغربون كيف استطعت محاورة عملاق وقامة عربية كبير مثل محمد عبدالوهاب والحمدلله في منتصف اللقاء الظاهر أنه اقتنع من نوعية الأسئلة فطلب من المصور أن يأخذ لناصور تذكارية وكنت طبعاً سعيد بذلك والمصوركذلك ما قصر شغل الكاميرا وصور كل صور الفيلم مستعين بالبطارية الجافة المشحونة دائماً .
هذه هى كواليس اللقاء لكن ماذا دار بينكم من حوار وأهم ماورد فيه ؟
قال لي الموسيقار القدير الراحل محمد عبدالوهاب:
- لا يمكن لأي فنانة عربية أن تحل محل الفنانة الكبيرة السيدة أم كلثوم بتاتا.. فالموهبة التي أعطاها سبحانه وتعالى للفنانة أم كلثوم لم يعطها لمغنية أخرى وفي اعتقادي أن السيدة أم كلثوم.. لو .. لو اعتزلت لن تسد هذا الفراغ الذي وصلت إليه أي فنانة أخرى.
وقال عبد الوهاب أنه خلال السنتين الماضيتين.. «مفيش» غير المطرب هاني شاكر كصوت غنائي لمع بقوة ولو تخلص من تقليده للأستاذ عبدالحليم حافظ سيكون له شأن يذكر وكان يتحدث في ذلك الوقت منتصف السبعينيات قبل أن يلمع اسم هاني شاكر بقوة ويصبح أمير الطرب العربي كما لقبوه .
من الذكريات المهمة أنك شاركت في جنازة وتشييع كوكب الشرق أم كلثوم هل تحدثنا عن هذه المشاركة وكيف تمت ؟
- في يوم الأثنين الموافق 3 فبراير عام 1975 وفي تمام الساعة الرابعة مساء توفيت الفنانة القديرة أم كلثوم عن عمر يناهز 76 عاما وكنت آنذاك سكرتير تحرير مجلة ( عالم آلفن) اتصل بي عبدالعزيز خالد المفرج «شادي الخليج « الذي كان آنذاك أمين سر جمعية الفنانين الكويتيين والمدير المالي والأداري للمجلة وقال لي جهز نفسك للسفر غدا إلى القاهرة مع رئيس الجمعية ورئيس تحرير المجلة محمد النشمي لتمثيل الجمعية في تقديم واجب العزاء وحضور الجنازة وفعلا وصلنا القاهرة يوم الثلاثاء الموافق 4/2/1975 وسكنا في فندق البرج وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 1975/2/5م ذهبنا الي السرادق لمكان المخصص لكبار المعزين وذلك في سيارة سفارة دولة الكويت المرسيدس الدبلوماسية ثم إلى مكان دفن الجثمان وهنا تواجد معنا عدد من الفنانين الذين يدرسون في مصر منهم الدكتور يوسف الدوخي ومرزوق المرزوق ويوسف الرشيد و الفنان عبدالمحسن الخلفان وآخرين والصوره المنشورة هنا لكبار الشخصيات ويظهر في الصف الأول من اليمين الإعلامي صالح الغريب ومن ثم رئيس مجلس إدارة الجمعية الفنان الرائد المرحوم محمد النشمي .
ماهي الرسالة التي تعتز بها ؟
- سؤال جميل.. بالفعل هناك العديد من الرسائل التي أعتز بها ومنها رسالة الأديب والكاتب المسرحي الكبير عبدالعزيز السريع الله يحفظه) والتي أعتز بها كثيرًا لسببين الأول، لأنها من أخ عزيز وثانياً لأنها جاءت من شخصية لها مكانة مرموقة بين أدباء وفناني الكويت والوطن العربي والتي قال فيها:
«روعة والله يا بوطارق لازم تسجل لتلفزيون الكويت لأن لديك ذخيرة عن الفن والأدب والإعلام في الكويت لا يتوفر لغيرك.. بإمكانك التعاون مع محرر محترف ممن تثق به لاصدار موسوعتك الخاصة عن الثقافة والفنون والآداب، أرجوك يا بوطارق ترانا كبرنا ولازم ذخيرتنا كشهود عيان شاهدنا كل شيئ من البدايات ثم الإزدهار ثم الركود. حرام تذهب جهودك هباء وكأنك لم تسهر الليل في جمع هذه المادة النادرة وتبويبها ووضعها في مغلفات أو فايلات تأمل في الموضوع جاءت هذه الرسالة تعقيباً بعد أن شاهد تصوير الفيديو الذي تضمن الحوار الذي صوره لي مشكوراً المؤرخ الأخ الفنان القطري فيصل التميمي.
السيرة الذاتية
الاعلامي والناقد والمؤرخ صالح الغريب
صالح علي الغريب مواليد الكويت 1946
دبلوم معهد المعلمين.
مدرس بوزارة التربية (متقاعد).
عضو جمعية الفنانين وجمعية المعلمين وجمعية الصحفيين ورابطة الأدباءالكويتيين.
بدأ العمل الصحفي هاوياً عام 1965م عبر مجلات أضواء الكويت، الهدف، اليقظة، النهضة، الطليعة، أجيال، الرائد
مشرف الصفحة الفنية في مرآة الأمة ثم اليقظة ثم الهدف ثم السياسة 1976م-2002م.
مدير تحرير مجلة عالم الفن منذ عام 1994 حتى الآن.
صدر له أكثر من تسعين كتاباً وكتيباً منها «حولية الثقافة والفنون» أعوام 1989م و 1990 و1991 و 1992.. وعن حياة وإنجازات عدد كبير من الفنانين منهم عايشة إبراهيم وأمير عبدالرضا وعبدالرحمن الضويحي وعبدالله خريبط ويوسف الدوخي وفاضل مقامس وحسين الصالح الحداد ومريم الغضبان وعبدالله فضالة وعبداللطيف الكويتي وسالم الفقعان وعدنان حامد وطيبة الفرج وحسين الصالح الدوسري وسعود الراشد ومحمود الكويتي ويوسف المهنا وفايق عبدالجليل وعبدالكريم عبد القادر ومصطفى أحمد وعبداللطيف البناي وعبدالله غيث وعبدالمحسن المهنا وعبدالرحمن البعيجان وحمد خليفة وخالد الزايد وخليفة بدر وراشد الخضر ومنصور المنصور وخالد النفيسي وغانم الصالح وسليمان الملا ومبارك الحديبي والشاعر ياسين الحساوي و أحمد الزنجباري وعن الملحن والموسيقارأنور عبدالله والشاعر الغنائي يوسف ناصر وغيرهم ..
<أعد الكثير من البرامج للتلفزيون وللإذاعة
شارك في معظم المهرجانات الفنية في عدد من الدول (قرطاج تونس، القاهرة التجريبي، دمشق المسرحي، بغداد المسرحي، الجنادرية، حفل توزيع جوائز العويس «دبي»، وحضر وتابع مهرجان الفرق المسرحية الأهلية التابعة لدول مجلس التعاون منذ دورته الأولى علاوة على المهرجانات المسرحية والفنية في الكويت
تم تكريمه مؤخرا في مهرجان الكويت المسرحي ومن الفرق المسرحية الاهلية الخليجية تقديرا لعطائه الفني الزاخر بعشرات المؤلفات علاوة على عدد من التكريمات الاقليمية والعربية خلال مشواره الاعلامي والفني