
في ليالي رمضان الساهرة تحلو استعادة الذكريات الطريفة ويروي عدد من نجماتنا القدامى الراحلات بعض الذكريات التي احتفظت بها مخيلتهن منذ أيام صباهن حول رمضان وتدبير بعض المقالب الطريفة نتناول بعض منها مع هؤلاء النجمات. في التقرير التالي
كانت ماجدة طالبة بالقسم الداخلي بأحدي المدارس الفرنسية وكان والدها قد حصل لها علي إذن من المدرسة أن تعود إلي البيت كل يوم بعد الدراسة لتحضر الإفطار مع الأسرة وكانت ماجدة تنصرف مع طالبات القسم الخارجي ولكنها كانت تقف دائما خارج السور الكبير لتلهو مداعبة زميلاتها في القسم الداخلي من وقت لآخر كل يوم وذات يوم شاهدت ماجدة جنازة قادمة في أول الشارع وكانت احدي « فراشات « المدرسة غائبة لمرض الم بها منذ أسبوعين ووجدت ماجدة الفرصة سانحة لدعابة كبيرة فأخرجت منديل يدها وأخذت تتصنع الحزن والبكاء وتجمهرت الطالبات علي صوت نحيبها وسألنها وهن خلف الباب الحديدي عن سبب بكائها فأخبرتهن أن الفراشة المريضة قد توفيت وبعد دقائق قليلة انخرطت كل الطالبات في البكاء والجنازة تمر أمام المدرسة وبعد دقائق قليلة انطلقت ماجدة تضحك وتجري منصرفة وفهمت الطالبات المقلب وقدمن شكوى إلي مديرة المدرسة ألا تخرج ماجدة من المدرسة إلا إذا جاء ولي أمرها ليصطحبها .
هدى سلطان
اعتادت الأسرة الكبيرة في طنطا أن تقيم المآدب في رمضان وتدعو الآهالي إليها وكانت هدي سلطان تعرف أن رب أسرة كبيرة يتميز بالبخل الشديد حتى انه يغلق أبواب قصره في رمضان مدعيا المرض ليتفادى إقامة مأدبة للناس وجمعت هدي سلطان بعض زميلاتها واتفقن على أن ينشرن إشاعة بين الناس أن هذا الثري البخيل سيقيم حفلا يحييه المرحوم الشيخ محمد رفعت في يوم حددنه وهن يطلقن الإشاعة وفي اليوم المحدد تجمهر الأهل حول قصر الثري البخيل لسماع الشيخ محمد رفعت وانتاب الرعب الرجل وظن أن الأهالي يريدون اغتياله وعندما عرف ضابط البوليس حقيقة الأمر أعلن أن الشيخ محمد رفعت لن يحضر وإزاء هذا اضطر البخيل أن يعلن بالفعل انه سيقيم مأدبة في الأسبوع القادم يحضرها الشيخ محمد رفعت وحاول الرجل أن يصل إلي مصدر الشائعة ولكنه لم يوفق .
سامية جمال
قالت الفنانة سامية جمال لإحدى الصحف إنه من أسوأ السنوات التي مرت عليها في حياتها هي تلك السنة التي دخل عليها رمضان وأصيبت بانفجار الزائدة وأجرت عملية جراحية في نفس الشهر.
وأشارت جمال إلى أن أول مرة صامت بها في حياتها شعرت بالموت بسبب العطش، فسألت والدتها ما إذا كان الماء يفطّر لتجيبها بالنفي ومن ثم أكملت صيامها
في يوم آخر قالت لها أمها إن الصوم يعني الامتناع عن الطعام والشراب وفي اليوم الثالث استطاعت أن تصوم حتى أذان المغرب
الأمر الذي دفع بوالدتها إلى مكافأتها بهدية عبارة عن فانوس ومنذ ذلك الوقت وهي تتذكر تلك المواقف كلما اقترب شهر رمضان.
وبعد وفاة والدتها كانت سامية جمال تقيم مع زوجة أب بخيلة تقسو عليها بسبب وبغير سبب وفي شهر رمضان اشترت زوجة الأب الفوانيس الملونة لأطفالها ولم تشتر لسامية معهم وذات يوم عادت سامية من السوق لتخبر زوجة أبيها أن النقود التي كانت تحملها فقدت وتحملت العلقة الساخنة وصبرت ثم خرجت لتشتري الفانوس كما كانت تحمله وتلهو به ثم كانت تتركه عند بائع السجاير ولم تكتشف زوجة الأب الفانوس إلا يوم الوقفة وأعطتها العلقة القاسية .
إفطار أم كلثوم
أم كلثوم تعودت أن تصوم منذ كانت في التاسعة من عمرها فقد تربت تربية دينية وسط أسرة متدينة وفي نفس كوكب الشرق عقيدة تؤمن بها أن من أفطر رمضان يجب ألا يغادر بيته حتي لايراه الناس مفطراً وإذا ما غادر بيته فحتماً سيصاب في حادث ومنذ سنوات اضطرتها ظروفها الصحية أن تفطر حيث كان يتعين عليها أن تتناول بعض الأدوية في مواعيد محددة خلال النهار وكانت تحرص على ألا تغادر بيتها أبداً وكانت أم كلثوم وقتها نقيبة الموسييقين وتشاء الظروف أن يقع صدام في سياراتها وسيارة أخرى في الطريق وتشاءمت أم كلثوم وعادت فوراً إلى بيتها وقررت أن تؤجل العلاج لكي تصوم رمضان.
حبس الهام شاهين
روت الفنانة الهام شاهين أن لها تجربة وحيدة في التصوير داخل الاستوديوهات في رمضان وكان ذلك في مسلسل (أخو البنات) ففي يوم من أيام التصوير قررت أن تاخذ قسط من الراحة وتنام في الأستوديو فأغلقت عليها إحدى الغرف وراحت في سبات عميق بعدما تم غلق الباب عليها وحبسها حتى اليوم التالي، حيث استيقظت وجدت نفسها في مكان غريب فصرخت وأصيبت بفزع رهيب لتخيلها إنها فارقت الحياة بعدما وجدت الأستوديو مظلم إلى أن جاء مساعد المخرج الذي ظن إنها ذهبت مبكرا للأستوديو، وأوضحت الهام إنها منذ هذا اليوم قررت أن لا تنام خارج المنزل أبدا.
وعن ذكريات الشهر الكريم تقول النجمة نبيلة عبيد إن رونق شهر رمضان يشعرها بأن عيون الناس تسكنها الفرحة والسعادة وتشعر بأن أيامه هي الأحب إلي قلبها. رمضان يذكرني بالفوانيس والزينة التي تعلق بالشوارع، وكنت أنتظر ليلة ثبوت الرؤية بفارغ الصبر.. وكنت أشتري كيس (بُمب) وأضربه على الأرض مع أصحابي وكنت أختار الفانوس بزجاج ملون وشمعة لعدم وجود فانوس الكهرباء والبطارية قديما وكنت أطلب من ماما وبابا أن أصوم مثلهما ولابد أن أصحى وقت السحور ولكنهما كانا يتركاني نائمة لأني كنت صغيرة وفي إحدى المرات ربطت ضفائر شعري الطويلة في الكرسي حتي لا أنام ولكن غلبني النعاس وفجأة استيقظت على صوت الحركة وأذان الفجر وحاولت فك ضفائري من الكرسي ولكنها تعقدت وضرب مدفع الإمساك وظللت أبكي وأشد شعري حتي جاءوا وفكوه من الكرسي ورغم هذا فقد صممت على الصيام بدون سحور رغم صغر سني.. ومن وقتها تعلمت معنى العزيمة والقدرة على التحمل.