
يعد فاروق شوشة من أهم الشخصيات الإعلامية والأدبية والشعرية الشهيرة في مصر والوطن العربي قدم الكثير من الإبداعات الأدبية في مجالات الشعر والنقد خاصة في مجال الشعرفله الكثير من الدواوين الشعرية التى تركت بصمات خالد على خارطة الشعر العربي مكرسا حياته للدفاع عن اللغة العربية وخدمتها وكان يرى أن الإعلام يجب أن يكون في خدمة المجتمع والحفاظ على هويتنا العربية والدفاع عنها ضد دعوات التغريب والعولمة فكان دائم الانتقاد لكثير من المنابر الاعلامية التى تنتهج الاثارة بحثا عن الشهرة إلى جانب كمية الأخطاء التي تظهر على ألسنة العاملين بأجهزة الإعلام وعلى ألسنة الضيوف في برامجهم حول الإعلامي والأديب والشاعر فاروق شوشة نقدم هذه الاطلالة
طفولته في قرية الشعراء
ولد فاروق شوشة يوم 17 فبراير 1936 في قرية الشعراء بمحافظة دمياط التي تطل على البحر المتوسط ونشأ في بيئة ريفية بسيطة وكان والده يحلم بأن يلتحق ابنه بالأزهر ويصبح معلما أزهريا ودرس فاروق شوشة في الكتّاب وحفظ القرآن وإلى هذا التعليم الذي تلقّاه في الكتاتيب ينسب شوشة في مقابلاته الفضل في لغته العربية المتينة وكان فاروق شوشة فى أيام رمضان يستمع فى المقاهى لشعراء الربابة والسير الشعبية وكان هذا هو التأثر الأول حيث قاده إلى قراءات مبكرة في السير الشعبية والبحث في أصولها وكان اسم قرية شوشة «الشعراء» ويقول عنها:»يرجع اسم القرية إلى الحروب الصليبية حيث كانت دمياط مدخلًا رئيسيا لجيوش الفرنجة وفي موقع قريته كان يعسكر شعراء الربابة لإثارة حماس الجنود» وتابع الشاعر دراسته في « كلية دار العلوم» ثم «كلية التربية» في «جامعة عين شمس» حتى عام 1957ليصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية
لغتنا الجميلة
عرف شوشة ببرامجه التلفزيونية والإذاعية التي كرسها للتعريف بجماليات اللغة العربية وبلاغتها حيث قدم برنامجه الأشهر في الاذاعة المصرية وهو «لغتنا الجميلة»عام 1967والذي ذاعت شهرته في كل أنحاء الوطن العربي وجعل المستمعين بأدائه الرائع وصوته البديع أن يحبوا اللغة العربية ويعشقونها فقد كان عميقا رغم بساطته سهلا لينا يصل الى الجماهير في سهولة ويسر وقد حصل البرنامج على الجائزة الأولي في مهرجان الإذاعة عام 1979
أمسية ثقافية
قدم الاعلامي والأديب فاروق شوشة عددا من البرامج منها برنامجي «دنيا ودين» و»صور شعرية» لكن برنامجه «أمسية ثقافية» الذي قدمه في عام 1977 يعد البرنامج الأشهر في مشواره الأدبي والإعلامي حيث ظل لسنوات طويلة يقدم البرنامج والذي قام فيه بتوثيق السيرة الذاتية لعدد كبير من الشعراء والأدباء في مصر مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وعبد الرحمن الأبنودى ويوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوى وصلاح جاهين وأمل دنقل ومحمد التهامي فلم يترك أديبا أو مفكرا معاصرا إلا واستضافه عبر هذا البرنامج الذى أصبح رمزا للثقافة والأدب
دواوينه الشعرية
اتسمت أشعار فاروق شوشة بالدفء والرومانسية وكلماتها بالبساطة والعذوبة مع الحفاظ على قوة المفردات وفصاحتها إذ كان من أشد المدافعين عن اللغة العربية نشر شوشة مجموعته الأولى «إلى مسافرة» سنة 1966 ثم توالت إصدارته فنشر 13 مجموعة شعرية كان آخرها عام 2002 بعنوان «الجميلة تنزل إلى النهر» إلى جانب سبعة مؤلّفات في اللغة العربية والنقد كما كتب أيضاً سيرة شعرية بعنوان «عذابات العمر» الجميل» ومن أكثر كتبه المتداوَلة عربياً مختاراته «أحلى عشرين قصيدة حب في الشعر العربي ونذكر بعض مؤلفاته :»العيون الزرقاء» عام1972 و»لؤلؤة في القلب» عام 1973 و»في انتظار ما لا يجيء» عام 1979 و»لغة من دم العاشقين» 1986 و»هئت لك» عام 1992 و»سيدة الماء» عام 1994 و»حبيبة والقمر» (شعر للأطفال) عام 1998 و»الجميلة تنزل إلى النهر» ومن مؤلفاته أيضا: «لغتنا الجميلة» و»أحلى عشرين قصيدة في الحب الإلهي»
المناصب الأدبية
شغل الراحل فاروق شوشة كثيرأ من المناصب الأدبية والإعلامية منها: رئيس الاذاعة المصرية عام 1994وعضو مجمع اللغة العربية في مصر ورئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتليفزيون المصري وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين كما شارك في مهرجانات الشعر العربية والدولية وكتب الكثير من المقالات النقدية في بعض الصحف والمجلات العربية ومن أهمها مجلة «العربي الكويتية» التى كان له فيها بابا ثابتا ظل يكتبه لسنوات طويلة حول اللغة العربية وجمالياتها كما درب عددا من الإعلاميين الكويتيين منهم كمال خليل وماجد الشطي ومحمد الراشد
الجوائز
حصل فاروق شوشة على جائزة الدولة في الشعر عام 1986 وجائزة (محمد حسن الفقي) عام 1994 وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1997 وجائزة كفافيس العالمية عام 1991 وكانت آخر هذه الجوائز «جائزة النيل في الآداب» عام 2016
الوفاة
توفي شوشة يوم 14 أكتوبر 2016 عن ثمانين عاما في قرية الشعراء بدمياط وقد نعاه وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في بيان قائلا «كان شاعرا كبيرا ومعلما عظيما تربى على يديه ملايين المصريين والعرب»