تعتبر الإعلامية فاطمة حسين واحدة من أبرز وأهم رائدات العمل الإعلامي في الكويت بل كانت أول مذيعة كويتية تطل على المشاهدين في بداية عمل التلفزيون الكويتي مطلع الستينيات ومن الأصوات الإذاعية الأولى التي قدمت برامج المرأة والأسرة في إذاعة الكويت وعلى مدى سنوات طويلة قدمت حسين العديد من البرامج التي تتمحور حول الدفاع عن حقوق المرأة الكويتية وتهتم بقضايا الأسرة فحققت انتشارا وجماهيرية كبيرة في المجتمع الكويتي قبل أن تنتقل من الإعلام المرئي والمسموع إلى الإعلام المكتوب ومشاركتها في الكثير من الندوات والمؤتمرات الدولية في الداخل والخارج وعلى هذه السطور نحاول أن نتذكر معا مسيرتها وكفاحها من أجل الارتقاء والنهوض بالإعلام الكويتي ومناصرة المرأة لأكثر من نصف قرن تقريبا
نشأتها وتعليمها
ولدت الكاتبة والناقدة والإعلامية الكويتية فاطمة حسين العيسى القناعي في فريج القناعات عام 1937وتلقت تعليمها في المدرسة الشرقية والوسطى ثم أكملت الثانوية في المدرسة القبلية التي بدأت فيها الكتابة الأدبية والخواطر الوجدانية النثرية لتكشف عن موهبة مبكرة لما أظهرته في كتاباتها من صدق وإبداع وعند انتقالها إلى الجامعة بمصر كتبت في عام 1958 (ركن المرأة) في (مجلة الاتحاد)التي تصدر عن كلية الآداب قسم الصحافة بجامعة القاهرة بمصر وهي مجلة خاصة للطلاب
وفي عام 1960نالت درجة الليسانس وفي عام 1961م سافرت إلى أمريكا مع زوجها وهناك انضمت إلى دورتين لدراسة اللغات وبدأت العمل الإعلامي في نيويورك فقدمت أول رسالة إذاعية تحت عنوان (يوميات سيدة كويتية في نيويورك) وعند عودتها من أمريكا التحقت بالإذاعة الكويتية وعينت عام 1962 مسئولة عن برامج المرأة وفي نفس العام انتقلت إلى وزارة الخارجية قسم الثقافة والصحافة لكنها استقالت لاحقا احتجاجا على التفرقة بين المرأة والرجل
اهتمام بقضايا المرأة
واستطاعت فاطمة حسين من خلال عملها بالإذاعة والتلفزيون أن تصل إلى كل أسرة في الكويت عن طريق برامجها التي تخدم المرأة وتعالج قضاياها الحياتية ولذلك حققت شعبية ونجاحا كبيرا خاصة بين نساء الكويت اللواتي التففن حولها ومناصرتها للدفاع عنهن وجلب حقوقهن فأخذت كتاباتها الطابع السياسي منطلقة من إيمانها بأن مسؤولية المرأة السياسية هي الأولى فهي لا يمكن أن تغير واقعها إلا عن طريق التغيير السياسي في البلد وكانت ترى إن معرفة المرأة بالقوانين التي تحكم بلدها أهم من مشكلات طفلها لأن الخطأ هنا ممكن تصحيحه
برنامج دنيا الأسرة
بدأت فاطمة حسين في تقديم برنامج «دنيا الأسرة عام 1963ليشمل الأسرة كلها بدلا من المرأة فقط وكانت ترى أن الفترة التي تولى فيها الشيخ جابر العلي الإعلام هي العصر الذهبي للثقافة في الكويت وأن الفترة الذهبية للتلفزيون الكويتي ونهضته هي الفترة التي تولى فيها محمد السنعوسي إدارة التلفزيون لأنه كان مولعاً بالتجديد وتنشيط الناس بالأفكار الجديدة حتى لو كانت أفكاراً مجنونة وأراد السنعوسي تطوير برنامجها فطلبت فرصة لتدريب جيل جديد بحيث تقوم زميلات أخريات بالاشتراك معها في تقديم البرنامج فأقنعت الدكتورة كافية رمضان لكي تتولى جانب الطفولة في البرنامج وتتولى منى طالب التسجيل من مواقع بها أحداث تخص المرأة والأسرة فكانت فاطمة حسين تقدم البرنامج لتتوالى باقي الفقرات لكن البيروقراطية وعدم التقدير المادي للمذيعات كان وراء استقالتها بعد عقدين من العمل
مشوارها الإعلامي
تفرغت فاطمة حسين للكتابة للإذاعة والتلفزيون فترة طويلة حتى لم تعد الإذاعة تناسب اتجاهاتها الأدبية فكانت تداري عيوب الكلام بالكلام وهذا شأن كل من يمارس الكتابة الإذاعية فهي تعمل على تغيير أسلوبها الأدبي نتيجة فرض الالتزام بالكلمة الرسمية وكتبت في مجلة الهدف الصفحة الأخيرة تحت عنوان (وجهة نظر) لمدة سنة كاملة من 1973 إلى1974 كما مثلت المرأة في برنامج (المرأة في كل مكان) وشاركت في العديد من المؤتمرات التي تخص المرأة داخل الكويت وخارجها منها: المؤتمر النسائي للمنظمة النسوية للسلام والحرية بأمريكا كما مثلت التلفزيون في المؤتمر الخامس لدول عدم الانحياز في (كولومبو) ومثلت المرأة في الندوة المصاحبة للمؤتمر تحت عنوان (نساء الدول النامية) كذلك شاركت في مؤتمر المرأة العالمي في الصين عام 1995 وأيضا في العديد من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات داخل الكويت وخارجها ناقشت خلالها القضايا التي تخص المرأة والقضايا الفكرية والأدبية
دورها خلال
الغزو العراقي
كان لفاطمة حسين دور كبير خلال فترة الغزو العراقي للكويت حيث شاركت في تنظيم أول مظاهرة نسائية كويتية انطلقت بتاريخ 5 أغسطس 1990م من مسجد العديلية إلى الدائري الثالث إلى شارع دمشق ثم العودة إلى مسجد العديلية وساهمت في إصدار نشرية يومية سرية باسم (نساء وأطفال الكويت) صدر العدد الأول منها في 9 أغسطس وظهر منها أربعة وعشرون عددًا وكان مقرها منزل فاطمة حسين وتحملت مسؤوليتها وطباعتها الكتابية (هداية سلطان السالم) كما قامت أثناء الاحتلال ضمن وفد بزيارة الأمم المتحدة والالتقاء بالرئيس بوش من أجل شرح قضية الكويت العادلة وبعد تحرير الكويت ركزت على أهمية المساهمة في عملية البناء ورأت أن يتم التركيز على الصحافة الكويتية لذا عملت: مديرا لتحرير لجريدة الوطن وأسست وتولت رئيس تحرير مجلة سمرة الشهرية النسائية وأصبحت عضوه في المجلس الاستشاري للإعلام والجمعية الثقافية النسائية ورابطة الأدباء ثم تولت رئاسة جمعية الصحافيين الكويتية لتكون أول إمرأة كويتية تتولى هذا المنصب الذي كان حكرا على الرجال سنوات طويلة
مؤلفاتها
على الرغم من ثقافتها العالية وكتابتها للمقالات في العديد من الصحف والمجلات إلا أن إنتاجها الأدبي ورصيدها الثقافي من الكتب يعتبر ضئيلا أمام حجم موهبتها الأدبية والصحافية حيث أصدرت مجموعة صغيرة من الكتب وهى : كتاب (نقطة) صدر عن شركة الربيعان للنشر عام 1985الكويت أوراق هاربة من الأسر- آه يا وطن
الجوائز
كرمتها دولة الكويت بمنحها جائزة الدولة التقديرية تقديرا لنشاطها وعطائها الكبير في الإعلام الكويتي على مدى ما يقرب من نصف قرن وكانت المرأة الأكثر تأثيرا ودفاعا عن حقوق المرأة السياسية
