العدد 5119 Wednesday 05, March 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
ممثل الأمير : «التهجير» جريمة تطهير عرقي بحق شعب أصيل الكويت تدشن عصر «الذكاء الاصطناعي» بشراكة إستراتيجية مع «مايكروسوفت» «المالية» : إخلاء 116 شاليهاً لتنفيذ «كورنيش» الجهراء «الأرصاد» : البلاد تتأثر بحالة مطرية تبلغ ذروتها الخميس والجمعة القمة العربية: نرفض كل أشكال التهجير .. ومعا لإعادة إعمار غزة مجلس الوزراء: تذليل كل المعوقات التي تواجه خطة التنمية السنوية 2025/ 2026 نائب وزير الخارجية بحث العلاقات الثنائية مع سفير الإمارات لدى البلاد المشعان: مواصلة أعمال الصيانة الجذرية لطرق منطقة عبدالله المبارك ضمن العقود الجديدة قصر وندسور البريطاني يقيم إفطاراً جماعياً للمسلمين متحف «موما» في نيويورك.. وجهة رائدة لعشاق الفنون الحديثة والمعاصرة وزير النفط : قرار بدء ثماني دول من "أوبك +" بزيادة إنتاجها تدريجيا يضمن استقرار الأسواق العالمية «المالية» : أرسلنا إشعارات لمستغلي شاليهات الدوحة الغربية بإخلائها وتسليمها «الوطني» ينظم محاضرة توعوية حول حملة «لنكن على دراية» في «صناعة الكيماويات البترولية» العربى يواجه السيب العمانى بكأس التحدى الآسيوى «الميني قول»الكويتية تطلق بطولتها الرمضانية الثالثة بمشاركة مفتوحة من جيل الشباب ليفربول «لا يخشى» سان جرمان .. وبايرن وليفركوزن تكسير عظام في دوري الأبطال شهيد في غزة وإغلاق المعابر ينذر بكارثة إنسانية بيان سعودي - لبناني : التطبيق الكامل لاتفاق الطائف ضرورة معارك ومسيرات انتحارية بالسودان وتقارير عن جرائم اغتصاب المخرج أحمد الشطي : نبارك لكل الفائزين في مهرجان أيام المسرح للشباب فاطمة حسين زارت الأمم المتحدة والتقت بالرئيس بوش لشرح قضية الكويت عماد الطرابيشى : رمضان موسم صناعة الطرابيش بسبب حرص المشايخ على تجديد العمائم والزى الأزهري

منوعات

عماد الطرابيشى : رمضان موسم صناعة الطرابيش بسبب حرص المشايخ على تجديد العمائم والزى الأزهري

في شارع الغورية في قلب مصر الفاطمية وبالقرب من الجامع الأزهر ومسجد وميدان سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه توجد ورشة «صانع طرابيش الملوك» تفوح من جدرانها رائحة عبق الماضي والزمن الجميل تأسست منذ ما يقرب من 150 سنة  وتعاقبت عليها الأجيال  التي سعت للحفاظ على هذا التراث والاستمرار في صناعة الطرابيش التي كانت رمزا للوجاهة الاجتماعية لعقود كثيرة مضت في مصر حتى بعد ثورة يوليو 1952 بسنوات قليلة حين قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلغاء فكرة إلزامية ارتدائه ليصبح المصريون أحرارا فيما يرتدونه هذه الصناعة تزدهر في رمضان لكنها تتراجع باقي شهور السنة وتقاوم الاندثار وهي على وشك أن تختفي التقينا بالحفيد التاسع في عائلة أحمد الطرابيشي هو عماد الطرابيشى ليطلعنا على أسرار الصناعة وهمومها والصعوبات التي تواجهها ولماذا تزدهر في رمضان وتتراجع طوال العام؟
 في البداية من هو عماد الطرابيشي ؟
- أنا الحفيد رقم تسعة في عائلة الحاج أحمد الطرابيشى وأمارس هذه المهنة منذ أكثر من 40 عاما وتوارثتها عن أجدادي  من أيام  محمد على باشا والي مصر وعائلة الطرابيشي مشهورة جدا فنحن صناع طرابيش الملوك واعمل محاسبا كموظف في الصباح وأمارس صناعة الطرابيش بعد الوظيفة حفاظا على تراث أجدادي    
 لماذا تزدهر هذه الصناعة في رمضان وتصاب بالركود بعد ذلك وما هي الحلول لضمان ازدهارها ؟
- لأن رمضان هو موسم صناعة الطرابيش بسبب حرص مشايخ وطلاب الأزهر الشريف على تجديد العمائم والزى الأزهري خاصة أن البعض يذهب في إعارات لدول الخليج خاصة الكويت والسعودية والامارات وأوروبا واسيا وأفريقيا لإحياء ليالي الشهر الفضيل ولولا الأزهر الشريف لاختفت هذه الصناعة منذ زمن بعيد ولذلك بعد انتهاء الموسم تتراجع الصناعة ويقل التسويق اللهم إلا في المناسبات كالأفراح وإقبال بعض السياح على اقتنائها وفي مجال الدراما والتلفزيون والسينما يأتون إلى المحل لشراء الطرابيش اللازمة لهم في أعمالهم الفنية التي تكون في الغالب أعمالا تاريخية تحاكى فترة زمنية محددة مثل مسلسل «واحة الغروب» و»الجماعة» و»حارة اليهود « وباب الحارة «في سوريا وأحيانا يتم تأجيره بالليلة للكومبارس بعشرة جنيهات أو أكثر حسب الأدوار وكانت هناك طقطوقة شهيرة في الاربعينيات تقول (عوج الطربوش على ناحية ) و(يا أبو الطربوش لأحمر) أيام ازدهاره والحلول لعودة هذا الازدهار في دعم الدولة لها كمهنة تراثية جاذبة للسياحة بأن ترفع الضرائب من على تصنيعها إلى جانب أننا نعمل طواقي وأوشحة مكتوب عليها آيات من القران الكريم ولفظ الجلالة الى جانب صناعة الطربوش حتى لا نتوقف     .
جاء مع الفتح العثماني
 كيف دخل الطربوش إلى مصر واستمر فوق رؤوس المصريين لعقود طويلة؟
- دخل إلى مصر مع الفتح العثماني وتحولت العمائم التاريخية القديمة بعمر الفتح الإسلامي إلى هذا الغطاء الجديد ذو الإرث التركي حتى أن والي مصر «محمد علي باشا» حرص على إنشاء مصنعا له في مدينة «فوة» بكفر الشيخ وجلب «صنايعية مغاربة» وكان الإنتاج مخصصا لجنود الجيش المصري وقتها لكن انتشر «الطربوش» بعد ذلك بين طوائف الشعب المصري بداية من التلميذ في مدرسته وحتى «الأفندي» والموظف في ديوانه وكان أيضا لباسا يميز»عِلية القوم»من» البكوات والباشاوات» في عهد الخديوي «عباس حلمي الثاني»وتحولت مصر من استيراد «الطرابيش» إلى الإنتاج المحلي كما انطلق «مشروع القرش» وتبرع فيه كل مصري بمبلغ «قرش واحد» لإنشاء مصنع للطرابيش واستطاع القائمين على المشروع جمع أكثر من 25 ألف جنيه آنذاك
أنواع الطرابيش
 ما هي أنواع الطرابيش والمواد اللازمة لصناعتها ؟
- هناك أنواع من الطرابيش إلا أنها تتشابه في بعض مراحل صناعتها فهناك إضافة إلى الطربوش المصري الطربوش المغربي الذي يقل ارتفاعه عن المصري وهناك التركي ذو الشكل المخروطي ومراحل الصناعة متعددة إلا أن البداية واحدة لكل الأنواع وهناك نوعان من الطرابيش الأول يصنع من الصوف المضغوط والآخر من قماش الجوخ الملبس على قاعدة من الخوص والقش المحاك على شكل مخروط ناقص والقش يمنح الطربوش متانة أكثر بينما الخوص يعمل على وجود فتحات المسام اللازمة لتهوية الرأس و صناعة الطربوش الواحد تستغرق ثلاث ساعات على الأكثر والصانع لا بد أن يتحلى بالصبر والمهارة اليدوية العالية فأي خطأ يظهر بوضوح في هيئة الطربوش مثل الاعوجاج يمينا أو يسارا أو وجود كسرات في القماش والعمر الافتراضي للطربوش‏ قد يصل إلى 5 سنوات في حال الحفاظ عليه والحرص على نظافته باستمرار و كل طربوش يصنع وفقًا لقالب خاص يناسب رأس الزبون أما في حال إنتاج كمية دون قياس فإنه يتم تصنيعها على القالب المتوسط 25 سم وهو مقاس قطر رأس غالبية الناس وتجهيز قوالب القش والخوص تعد الخطوة الأولى في تلك الصناعة حيث يتم ‏وضعها حول قالب نحاسي بدقة بالغة ثم يوضع الصوف ويتم تثبيتها تحت مكبس خاص لنحو ساعتين في درجة حرارة دافئة كي لا يحترق القماش ‏وبعدها يتم تركيب الزر وهو خيوط من حرير صناعي سوداء اللون تثبت في منتصف الطربوش لإضفاء لمسة جمالية وبعدها يصبح جاهزًا للاستعمال .
 ما هي الخامات التي تستخدم في صناعة الطرابيش ؟
- يتكون الطربوش الأزهري (العمة) من زعف النخيل ونأتي بالزعف جاهزا من مدينة رشيد والخطوة الثانية هي الجوخ وهى مادة من الصوف نستوردها من الهند وفرنسا والصين ثم يتم لصقه على زعف النخيل وبعدها البطانة الداخلية والجلدة وتكون الخطوة الأخيرة هي الزرالحرير وهذا الزر له دلالة حيث كان يتكون من ثلاثة ألوان الكحلى والأسود يرمز للأساتذة والأفندية وأئمة المساجد أما الزر اللبنى الفاتح فيدل على المقرئ في الجنازات والصفراء والزرقاء لأصحاب الرتب العسكرية على تدرجها وطربوش الأفندي لا يتم تركيب البطانة الداخلية له ويكون الخوص ظاهرا حتى يتم إصلاحه في أي وقت .
أشهر الشخصيات
 من هم أشهر زبائن المحل من الشخصيات الرسمية والأهلية؟
- جدي الكبير كان صانع طربوش الملوك فهو الذي صنع طربوش السلطان حسين كامل والملك فؤاد والملك فاروق والملك الحسن ملك المغرب كما أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ مصطفى إسماعيل وجميع المقرئين وشيوخ الأزهر الشريف ومنهم  شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي كان لا يشترى العمة التي كان يرتديها إلا من محل الطرابيشى في الغورية .
 ماذا تقول للمسئولين للحفاظ على هذه المهنة التراثية من الاندثار؟
- أناشد المسئولين الحفاظ على هذه الصناعات التراثية الموجودة في خان الخليلي مثل النقش على النحاس والفضة وغيرها هذه الصناعات تندثر وهى جاذبة للسياح وناس صنايعية أيدها تتلف في حرير هجروا المهنة لمواجهة أعباء الحياة وأحسن صنايعي نقش على النحاس في مصر يعمل الآن على عربية نصف نقل حتى يصرف على بيته فليست صناعة الطرابيش وحدها هي المهددة بالاختفاء ونطالب الدولة المصرية بدعم هذه الصناعات لكي نستطيع الاستمرار . 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق