
لقب الفنان محمد عبد المطلب ب»ملك المواويل» و»ملك الأغنية الشعبية» بعد غناء أغنيته الشعبية (أنا وأنت في الهوى) أكثر من ٣٠٠ مرة متوالية في مدة ستة أشهر فقط بناء على طلب الجماهير ولم يكن أحد يتخيل أن هناك أغنية أخرى لعبد المطلب يمكن أن تزحزح هذه الأغنية من عرشها وتكسر هذا الرقم لكن أغنية «رمضان جانا» التي ارتبطت بشهر رمضان فقط في إذاعتها طبقت شهرتها الافاق ونكاد نسمعها يوميا طوال شهر رمضان في كل الاذاعات والفضائيات واحتفظت بنجاحها لعدة عقود حتى يومنا هذا رغم مرور مايقرب من ثمانين عاما على تقديمها للمرة الأولى عام 1943الأغنية من ألحان الموسيقار محمود الشريف وكلمات حسين طنطاوى وغناها عبد المطلب بالصدفة فما هى قصة هذه الأغنية الأنجح فى تاريخ الأغاني الشعبية على المستوى العربي
قصة الأغنية
وُلد الفنان محمد عبد المطلب في شبراخيت بمحافظة البحيرة عام 1910 واشترك في كورس الفنان محمد عبد الوهاب قبل أن يغني في مسرح بديعة مصابني في ثلاثينيات القرن الماضي وقد برع في غناء المواويل والأغاني الشعبية حيث أحب غناء المواويل وأنتج له عبد الوهاب فيلم «تاكسي حنطورة» وقد قام بإنتاج بعض الأفلام وفى منتصف الأربعينيات كان تأثير الحرب العالمية الثانية يلقى بظلاله على حالة الكساد في كل المجالات ومنها الفن حيث أغلقت الكازينوهات وتأثرت السينما ولم يكن للمطربين والفنانين ملجأ ومصدر للرزق سوى الإذاعة يأتى إليها الفنانون ليختاروا كلمات المؤلفين وبقيت أغنية «رمضان جانا» الوحيدة التى لم يختارها أى مغني حتى اختارها المطرب أحمد عبد القادر صاحب أغنية «وحوى ياوحوى» الشهيرة والتى ارتبطت بالشهر الفضيل أيضا لكن الإذاعة المصرية رفضت منحه الأغنية لأنها كانت تضع شروطًا من ضمنها رفض قيام مطرب واحد بغناء أغنية عن نفس الموضوع فتنازل عنها لصالح محمد عبدالمطلب الذي تقاضى مبلغ ستة جنيهات مقابل غنائها ولم تكن الأغنية كما تذاع الآن فبعد غنائها لأول مرة واجهت انتقادات بسبب كلماتها التى كانت تقول :
بالليل نولع قناديلك والشمع يقيد - والليل بطوله نغنيلك ونقول ونعيد
وندور على بيوت أصحابنا ------ نملى جيوبنا من أحبابنا
من العصر نستنى المدفع وودانا معاه -- من ساعة ما يلعلع في الجو صداه
والأكل قدامنا محمر مشمر --- رمضان جانا أهلًا رمضان
فحدث التعديل بسبب دخول الكهرباء إلى الريف المصرى فتعرض مقطع القناديل وبيوت أصحابنا للحذف باعتبار أنه يتعارض مع التقدم الذى وصلت إليه مصر خاصة بعدما دخلت الكهرباء كل البيوت في محافظات مصر المختلفة وانتهى عصر القناديل والكلوبات التى كانت من أهم مصادر الإضاءة في ذلك الوقت أما عن مقطع انتظار المدفع فحذف أيضا لطول المدة من أجل التسجيل التليفزيونى حين غناها محمد عبدالمطلب في التليفزيون
وأصبحت كلمات الأغنية كما تغنى حاليا
رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه وبقاله زمان
غنوا وقولوا شهر بطوله غنوا وقولوا أهلا رمضان
رمضان جانا أهلا رمضان قولوا معانا أهلا رمضان
بتغيب علينا وتهجرنا وقلوبنا معاك
وفي السنة مرة تزورنا وبنستناك
من امتى واحنا بنحسبلك ونوضبلك ونرتبلك
أهلا رمضان جانا قولوا معانا أهلا رمضان.