
أعلنت جمعية الفنانين الكويتيين عن إقامة ليلة وفاء وتقدير للفنان القدير الراحل عبدالعزيز الحداد، وذلك في العاشر من شهر رمضان الجاري.
وفي هذا الجانب قال المخرج القدير عبدالله عبدالرسول أمين سر الجمعية ورئيس لجنة شئون المسرح إن ليلة الوفاء للفنان القدير الراحل عبدالعزيز الحداد، تأتي تكريماً وتقديراً وعرفاناً وتتويجاً لتلك المسيرة الفنية الثرية المشرقة الزاخرة بالعطاء للراحل الذي قدم العديد من الأعمال الفنية لجمهوره، وحمل اسم الكويت عالياً في المحافل الفنية والثقافية عربياً وإقليمياً، وبرحيلة، فقد الفن الكويتي والعربي أحد أبرز رواده الذين قدموا الكثير للساحة الفنية.
وأضاف إن الحداد ترك خلفه إرثًا فنيًا غنيًا من الأعمال المسرحية والدرامية التي أثرت في الأجيال السابقة والحالية، ورحيله رحمه الله يمثل خسارة كبيرة لمجال الفن في الخليج العربي.
وذكر إن الراحل الحداد يمثل واحداً من القامات الفنية الكويتية التي حفرت بالذاكرة، حيث تميز وأعطى وأبدع كثيراً في مجال مسرح «المونودراما»، وبات اسماً مسرحياً كويتياً مهماً في هذا المجال، فضلا عن تاريخه الحافل في المسرح مؤلفاً وممثلاً ومخرجاً.
وأشار عبدالرسول إلى أن إقامة ليلة الوفاء من قبل جمعية الفنانين الكويتيين تأتي انطلاقاً من دورها الرائد في استذكار الشخصيات الفنية الكويتية البارزة التي ارتقت في مجال الفنون، وأبدعت في العطاء الثري، وتوجت المسيرة بالعشرات من الأعمال الفنية والثقافية المتنوعة، والتي حصدت النجاح الجماهيري داخل وخارج دولة الكويت.
وبين إن هذه الليلة سوف تشهد مشاركة نخبة من الأسماء التي عاصرت مسيرته الفنية، وبحضور كوكبة من الشخصيات الفنية والإعلامية.
وأكد عبدالرسول ان ليلة الوفاء لعبدالعزيز الحداد هي بمثابة دعوة مفتوحة لكل فنانين واعلاميين الكويت من مختلف الاجيال للمشاركة والحضور في أمسية الوفاء الذي تعبر عن تقديرنا وحبنا ووفائنا لهذا الفنان الكبير بعطاءة وإنسانيته.
مسيرة حافلة بالإبداع
وُلد عبد العزيز الحداد في خمسينيات القرن الماضي لعائلة تعشق الفن، وبدأ مشواره الفني في سن مبكرة، حيث شارك في أول عمل مسرحي له بعنوان «حظها يكسر الصخر» عام 1963، عندما كان يبلغ من العمر 13 عامًا. على الرغم من شغفه الكبير بالفن، أصر على استكمال دراسته الأكاديمية وتخرج من كلية الهندسة عام 1977، ليجمع بين الحياة الأكاديمية والاحتراف الفني.
تميز الحداد بتعدد مواهبه، حيث خاض تجارب في التمثيل والتأليف والإخراج، وقدم العديد من الأعمال البارزة في المسرح والتلفزيون. من أبرز أعماله الإخراجية: مسرحيات «فدوة لك»، «الأميرة الحسناء»، «دفاشة»، «في خندق الاحتلال»، و»عيد ميلاد سامبا». كما أخرج السهرة التلفزيونية «عيد الأسرة» والمسلسل الإذاعي «أم متيح مضاوي».
أما على مستوى التأليف، فكتب مسرحيات مثل «الضريرة والحب» و»وناسة»، إلى جانب فيلم «عزيزة».
وعلى مدار أكثر من 5 عقود شارك الحداد كممثل في عدد كبير من الأعمال فقدم على خشبة المسرح، «الأسرة الضائعة»، و»إيكارا» ، وشارك في أفلام «عدنان»، «الأمريكاني» و»هامة».
وفي الدراما التلفزيونية قدم أيضا «الحظ والملايين» و»السيف المفقود» و»بقدر ما تحمل النفوس» و»نور عيني»، «بلا هوية»، «الورثة»، «كعب عالي»، «وديمة»، «خمس خوات»، «اللي ماله أول»، «عالقون»، ويعد أبرز أعماله هو تجسيده لشخصية هلال المطيري في مسلسل «أسد الجزيرة» إخراج باسل الخطيب، وهو مسلسل تاريخي تناول فترة حكم الشيخ مبارك الصباح ما بين 1986 و1915، والأحداث التاريخية الهامة في تلك الفترة، وكان آخر ظهور له على الشاشة عام 2023 بمشاركته في مسلسل «الجابرية: الرحلة 2023».
وبرحيل عبد العزيز الحداد فقد الوسط الفني الكويتي أحد أبرز علامات المسرح والدراما في الوطن العربي، الذي احتفظ بمكانته على مدار مسيرة ممتدة بدأت منذ ستينيات القرن الماضي واستمرت مع الألفية الجديدة، تاركا إرثا فنيا متنوعا.