تعتبر فرقة المسرح العربي الكويتية من أعرق الفرق المسرحية في الكويت والخليج وهي التي أسسها العملاق زكي طليمات وخرج منها العمالقة عبد السحين عبد الرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي وغانم الصالح ومريم الصالح وقادها قادة كبار بداية من حسين الصالح وانتهاء بالراحل الكبير فؤاد الشطي لتقدم عشرات الأعمال النوعية الأصيلة والتي ساهمت مع باقي الفرق المسرحية الأهلية العريقة في خلق تيار مسرحي نوعي بما يسمي بحق العصر الذهبي للمسرح الكويتي والخليجي لتبدأ مرحلة شبابية جديدة بقيادة رئيس مجلس إدارتها الحالي وهو المخرج أحمد الشطي الذي دفع بالكثير من المواهب ليقدموا أنفسهم ويعبروا عن ذواتهم من خلال الفرقة لخلق أجيال جديدة تستكمل مسيرة الرواد في فرقة المسرح العربي وتجديد دمائها محاطين بكبارها وروادها وفي أحدث عروضها المسرحية ضمن مهرجان أيام المسرح للشباب في دورتها الخامسة عشرة قدمت الفرقة عرض «اللعبة في العلبة» الذي أثار العديد من التساؤلات في رأسي، بينما كنت أتابع المخرج وبطل العمل عبدالله البلوشي، الذي أثبت مرة أخرى أنه ممثل حقيقي متمكن، اختار نصًا بسيطًا في فكرته، لكنه عميق في رسالته.
من يعرف البلوشي يدرك تمامًا مدى قدراته التمثيلية الجبارة، خصوصًا في تجسيد الشخصيات المركبة التي تتعمق في النفس البشرية وخباياها، لذا استحق التصفيق الحار من جمهور المهرجان. أما الممثلة كفاح الرجيب، التي شاركته البطولة، فقد كانت على قدر التحدي، متحملةً عبء تجسيد أكثر من شخصية على خشبة المسرح.
رغم أن العرض كان تحديًا حقيقيًا لقدرات الممثلين، إلا أن الجانب الإخراجي لم يأتِ بجديد، وهو أمر يمكن تفهمه، نظرًا لطبيعة النص التي اقتصرت على ممثلين فقط ضمن مساحة ضيقة، مما قيّد الرؤية الإخراجية. تدور أحداث المسرحية حول شاب اختار العزلة، تطارده أوهام الفقد، مقتنعًا بأنه قتل عائلته، بينما تسعى شابة لملاحقته بهدف كتابة روايتها وكشف الحقيقة الحبيسة داخل العلبة.
المؤلف موسى بهمن أجبر الجمهور على البقاء في حالة ترقب، متسائلين: هل الشاب قاتل حقيقي أم مجرد أوهام تطارده؟ هل موت والده جعله يتحمل الذنب، أم أن والده لم يكن موجودًا أصلًا؟ وجدنا أنفسنا كمتفرجين وكأننا لعبة داخل العلبة نفسها!
من الجوانب الإيجابية في العمل أنه لم يتجاوز 40 دقيقة، إذ اكتفى بـ 32 دقيقة فقط، مما يعكس وعي المخرج بأهمية عدم الإطالة غير المبررة على الخشبة. كما كانت الإضاءة عنصرًا أساسيًا في إيصال رؤيته، حيث لعبت دورًا منفردًا في تعزيز الحالة الدرامية.
المسرح العربي… شباب يقودون المشهد
المتابع لمشاركات فرقة المسرح العربي، سواء محليًا أو خارجيًا، يدرك أنها دائمًا ما تقدم أعمالًا مستحقة، معتمدة على منهجية واضحة في تصدير جيل شاب قادر على قيادة الدفة مستقبلًا.