
يعمل استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن على تمكين الفنانين والمبدعين من استكشاف مجالات جديدة من الإبداع والتعبير ,المخرج الشاب مالك صباح الذي تصدى لإخراج مسلسل «مرضي ودحام 2» مع شريكه في شركة «فيلاسو» المنفذة للعمل المخرج عبدالله العراك، استخدم هذه التقنية في العمل ليصبح مالك اول مخرج يقدم مقدمة غنائية لعمل فني على مستوى العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي حيث حدثنا عن ذلك، قائلا:
اثناء تصويرنا مسلسل «مرضي ودحام» كان بداية الذكاء الاصطناعي واستخدامه في انشاء صورة متحركة، فقررنا كجهة منفذة للعمل ان ننتهز تلك الفرصة ونقدم فكرة لعمل مقدمة غنائية مختلفة للجزء الثاني من المسلسل تختلف عن كل ما قدمناه في اعمالنا السابقة، حيث جرت العادة اننا في كل عمل نصور الفنانين باستايل خاص وسط ديكور واضاءة ونقوم بتسجيل أصواتهم، غير انه في هذا العام الامر تغير كليا، حيث نقدم شئ جديد واكتفينا باخذ أصوات الفنانين وهم يغنون المقدمة، بالإضافة لاخذ صور لهم «ويعطيهم العافية»، وعالجت الصور عن طريق الذكاء الاصطناعي وحولتها إلى شخصيات كاملة على مستوى الأزياء او حركة الجسد وتعبيرات الوجه، وركبنا عليها الصوت، وقمنا بتحريكها ووضعنا بعدها الفيديو. وأضاف: الطريقة والتكنيك المستخدم في ڤيديو مقدمة المسلسل لم يتاح للناس العامة ان تستخدمه، والذي حمسنا لهذا العمل اننا اخذنا «كريدت» عالمي بان تكون المقدمة هي الاولى لعمل فني على مستوى العالم تتم بالذكاء الاصطناعي. وعن اعتماده في تنفيذ المقدمة على قصة واحداث المسلسل؟ اوضح: الذكاء الاصطناعي يعطيك خيارات لا محدودة في شكل العمل الذي تنوي تقديمه، ولكن اذا فكرنا فيها كمجمل عمل فني فنحن في شركة «فيلاسو» كنا حريصين ان نقدم «ثيمة» وفكرة والوان قريبة من شكل المسلسل، خاصة انه فانتازي، لذلك كنت حريصا اثناء تنفيذ المقدمة ان لا اخرج عن اطار «الشغلات» الأساسية الخاصة بشكل العمل، فاشتغلت على العوامل الطبيعية من صحراء وسماء وفضاء وسطح وقاع البحر بصورة تتناسب مع الاحداث كونها كوميدية، لذلك جعلت الشخصيات والأجواء العامه كلها في اطار فانتازي، فمثلا عبدالناصر درويش يقود طراد في الصحراء، واحمد العونان يطير في السماء ومن خلفة الكواكب، وسلطان الفرج يتزلج على مياة البحر ومن خلفه اسماك القرش، وايمان فيصل تغني بقاع البحر ومعها عدد من القطط، والفنان سعد بخيت جعلته عملاقا، و»ام بخيت» في حجم عقلة الاصبع وتقف على كف يده، وهكذا مع باقي الشخصيات.
وحول سبب اتجاهه لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل، رد: نحن دائما نبحث عن الجديد في كل اعمالنا لتكون مختلفة عما يقدم من الاخرين، بالإضافة الى ان لدينا طموحا دائما لمواكبة كل ماهو جديد لنكون مميزون باعمالنا ونسبق بها الكل، ونكسر التوقعات، ومن خلالكم لابد ان اشيد بدور تلفزيون قطر الجهة المنتجة للعمل، وبالقائمين عليه بقيادة رئيسه علي السادة، فلم يقصروا معنا ووثقوا فينا وعطونا «الخيط والمخيط» والدعم الكامل، وقالوا لنا «اشتغلوا ونحن منتظرين نتيجة هذا الشغل»، والحمد لله نفذنا المقدمة وارسلناها لهم واخذنا موافقتهم وردود الأفعال كانت جدا جميلة. وعن رأي الفنانين وزميله المخرج عبدالله العراك عندما شاهدوا المقدمة، قال: الفنان عبدالناصر درويش مصدوم وقال أنه خلال ثلاثة أيام شاهد المقدمة 570 مرة، وانه «مو متخيل نفسه يمثل شيء لم يفعله من الأساس»، وان هذا الشئ لم يحدث معه خلال مشوارة الفني من قبل بان يغني أغنية وهو ليس موجودا، وأن يمثل مشهدا لم يمثله، وقال لي «انتم اخذتم مني صورتي وصوتي شلون قدرتم تحولوه إلى ڤيديو جميل ولطيف فانتازي بهذا الشكل؟»، أما بالنسبة للمخرج عبدالله العراك فكان مبهورا بالعمل، وبهذه الثورة في عالم الذكاء الاصطناعي، وبالمناسبة العراك هو الذي حمسني وشجعني على خوض تلك التجربة .