
استهلّت فرقة المسرح الكويتي أولى العروض الرسمية للدورة الخامسة عشرة من مهرجان أيام المسرح للشباب، الذي تنظمه الهيئة العامة للشباب على خشبة مسرح الدسمة، خلال الفترة من 15 إلى 23 فبراير الجاري.
وقدمت الفرقة مسرحية «سهرة في حالة حرجة»، من تأليف فرح الحجلي وإخراج محمد الأنصاري، وبطولة نخبة من الفنانين الشباب، من بينهم عبدالله البلوشي، ناصر الدوب، محمد جمال الشطي، سارة العنزي، يوسف أشكناني، حوراء إبراهيم، وأحمد عاشور.
تدور أحداث المسرحية داخل سهرة تلفزيونية يقدمها مذيع متعجرف وأناني (يجسده عبدالله البلوشي)، اعتاد استغلال آلام ضيوفه لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، غير عابئ بالمشاعر الإنسانية، مدفوعًا بهوسه بالشهرة واحتلال صدارة الترند
في البداية، يعتقد الضيوف أن البرنامج يسير بتلقائية، لكنهم سرعان ما يكتشفون الحقيقة، إذ يتبين أن فريق الإعداد يتعمّد الإساءة إليهم بشكل ممنهج، مستغلًا نقاط ضعفهم لطرح قضاياهم أمام الجمهور بأسلوب مستفز وغير إنساني.
المذيع هو من يدير اللعبة في السهرة، حيث لا يتوانى عن جرح مشاعر ضيوفه لتحقيق مجده الإعلامي وزيادة متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي.
أضاء العرض على ثلاث شخصيات محورية، لكل منها مشكلاتها وهمومها، إلى جانب نواقص نفسية تعاني منها، ما جعلها لقمة سائغة للمذيع الجريء
أما النص، الذي كتبته فرح الحجلي، فقد جاء معاصرًا وجريئًا، حيث يطرح قضايا حديثة تمسّ واقع اليوم، وكأنه كُتب قبل العرض مباشرةً. كما اعتمد على التجريب، ما جعله خارجًا عن المألوف فيما جاء الحوار بالعربية الفصحى، مع إدخال بعض القفشات الكوميدية بالعامية لإضفاء طابع أكثر حيوية على المشاهد.
يحسب للمخرج محمد الأنصاري قدرته على ضبط إيقاع العرض وتقديم رؤية إخراجية متماسكة، إذ نجح في تحويل النص من الورق إلى خشبة المسرح بأسلوب سلس ومتقن، دون أي هفوات تُذكر.
كما ساهمت الإضاءة، التي صمّمها فاضل النصار، في تعزيز أجواء العرض، حيث استخدمت الألوان الزرقاء والحمراء والصفراء لتتماشى مع طبيعة السهرة التلفزيونية، ما جعل الجمهور جزءًا من المشهد الدرامي.
أما الديكور، الذي نفّذه خالد السالم، فقد كان أحد أبطال العمل بامتياز، خصوصًا مع وجود السلم في منتصف المسرح، في إشارة رمزية إلى هوس المذيع بالصعود إلى النجومية بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين.
وفيما يتعلق بالأزياء، فقد صممتها فاطمة العازمي لتعكس طبيعة البرنامج التلفزيوني، حيث اختارت ملابس برّاقة تواكب أجواء السهرة. كما جاء الماكياج، الذي أشرفت عليه استقلال مال الله، متوافقًا مع رؤية العرض.
أما الموسيقى التصويرية، فقد تم توظيفها بشكل مدروس ومتوازن، إذ أضفت لمسة درامية حينًا، وتوقفت حينًا آخر عند نهاية كل مشهد، دون مبالغة أو إفراط.
فريق العمل
مساعدا المخرج محمد المنصوري، فهد العامر
تنفيذ الديكور: علي الحسيني، مبارك العنزي.
تأليف موسيقي: محمد البصيري.
مخرج منفذ: محمد الشطي.
العازفون: آلاء مقصيد، مبارك العنزي، عمران عبدالجليل.