وسط أجواء احتفالية انطلقت فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ24 مساء أمس الأول الاربعاء على خشبة مسرح الدسمة برعاية وزير الاعلام والثقافة عبد الرحمن بداح المطيري وحضور كوكبة ونخبة من المسرحيين الخليجيين والعرب واحتفت ليلة الافتتاح بالفنانة القديرة مريم الصالح التي تم اختيارها شخصية المهرجان لهذا العام تقديرا لمسيرتها الحافلة وإسهاماتها الكبيرة في تطوير الحركة المسرحية في الكويت.
رائدة من رواد الفن المسرحي
وقال ممثل راعي الحفل وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار في كلمته على خشبة مسرح الدسمة أن الكويت ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تفخر بالفنانة القديرة مريم الصالح التي تعتبر أول فتاة كويتية تعتلي خشبة المسرح في دولة الكويت في عام 1962.
وقال أن الصالح ومنذ أن إعتلت الخشبة استمرت في إثراء الساحة الفنية الكويتية والعربية إلى أن أصبحت أحد أعمدة الفن الكويتي ورائدة من رواد الفن المسرحي مبينا أن مسيرتها الفنية الحافلة بالإنجازات والإبداع تعد مصدر إلهام لنا جميعا.
ضيوف الكويت
ورحب بضيف مهرجان الكويت المسرحي 24 الفنان والكاتب القدير إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ورئيس جمعية المسرحيين في دولة الإمارات العربية المتحدة مبينا أنه من أهم وأبرز الشخصيات في المجال الفني والمسرحي ويتمتع بخبرة عالية في صناعة الحالة المسرحية على مستوى دول الخليج والوطن العربي والغربي.
وقال « تتشرف دولة الكويت أيضا باستضافة اللجنة الدائمة للفرق الأهلية لمهرجان المسرح الخليجي لدول مجلس التعاون الخليجي بمناسبة الاحتفال بمرور 40 عاما إبداعيا على تأسيس اللجنة الدائمة التي تحتضنها دولة الكويت هذه السنة بالتزامن مع انطلاق مهرجان الكويت المسرحي في دورته ال24 « مرحبا برئيس اللجنة الدائمة خالد الرويعي وجميع الضيوف المكرمين في اللجنة.
وقال إن افتتاح المهرجان اليوم تظاهرة فنية تبين أهمية ودور الفن في المجتمعات والثقافات والحضارات على مر الأزمنة حيث كان أول ظهور للمسرح في التاريخ في القرن السادس قبل الميلاد في الحضارة الإغريقية واستمر المسرح في ربط الحضارات والثقافات والشعوب عبر القرون إلى يومنا هذا.
تشكيل وخلق الوعي ونضوج الفكر
وبين ان الفن المسرحي هو اللغة التي يستخدمها الفنانون لمحاكاة الأحاسيس والتعبير عن المشاعر وظروف الحياة التي تمر بها المجتمعات وبهذه اللغة يتم تشكيل وخلق الوعي ونضوج الفكر لدى المجتمع.
وأضاف «ومن هذا المبدأ انطلق مهرجان الكويت المسرحي في أول دورة له عام 1989 حرصا من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على المسؤولية المجتمعية الناتجة من دور المسرح لأهميته ثقافيا وسياسيا ودينيا وأخلاقيا وبالتأكيد إنسانيا».
وقال إن مهرجان الكويت المسرحي يعتبر منصة هامة لتقديم أفضل العروض المسرحية المحلية وتعزيز روح المنافسة بين الفرق المسرحية وإتاحة الفرصة للجمهور للاستمتاع بتجارب مسرحية متنوعة.
وأضاف «نؤمن بأن المسرح هو مرآة المجتمع ومن خلاله يمكننا أن نعبر عن قضايا وهموم الناس وأن نساهم في نشر الوعي الثقافي والفني من خلال الفنانين المشاركين المبدعين الذي رفعوا اسم الكويت في المهرجانات والمسابقات الدولية بحصولهم على العديد من الجوائز الفنية التي تضيف للأرصدة الفنية الكويتية ثقلا وثراء».
وقبيل الحفل افتتح الدكتور محمد الجسار وأمين المجلس المساعد لقطاع الفنون رئيس المهرجان مساعد الزامل والفنانة مريم الصالح المعرض الفني الذي يحكي مسيرة الفنانة القديرة مريم الصالح الفنية.
وعبر رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية خالد الرويعي في كلمته عن تقديره للكويت التي كانت منبعا لانطلاق مهرجان المسرح الخليجي عام 1988 الذي جاء تتويجا لأهم مشاريع اللجنة التي تأسست عام 1984 مؤكدا أنها شكلت نواة لعمل جماعي مشترك لدعم المسرح الخليجي.
استمرارية المشروع المسرحي الخليجي
كما استعرض تطور اللجنة التي عملت على إشراك مختلف الأطراف لضمان استمرارية المشروع المسرحي الخليجي مشيدا بجهود الوزير عبدالرحمن المطيري وبجهود الرواد الذين وضعوا اللبنة الأولى لهذا الحلم .
كما أعلن أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المساعد لقطاع الفنون ورئيس المهرجان مساعد الزامل خلال الحفل عن أسماء أعضاء لجنة تحكيم المهرجان وهم الدكتور عبدالله العابر رئيسا وعضوية الدكتور موسى آرتي والكاتبة تغريد الداوود والفنانان جمال الردهان وعبدالله التركماني.
وتضمن الحفل فيلما من اخراج مريم العماني وعرضا مسرحيا من اخراج ميثم بدر بعنوان (سيرة ومسيرة) والقصة مستوحاة من وحي الخيال الا أن هناك بعض الاسقاطات على مسيرة الفنانة مريم الصالح وكان العرض من تأليف سلمان الحبيل وعبدالرزاق بهبهاني.
ويدير المهرجان وائل الجابر الذي بين ان المهرجان يشمل حصيلة متميزة من الأنشطة وستة عروض مسرحية وحلقات نقاشية وورشتي عمل فنيتين.
الجدير بالذكر أن عروض المهرجان تتواصل حتى الثاني عشر من ديسمبر وهي على التوالي : الخميس 5 ديسمبر العرض المسرحي (تحت الظلال) لفرقة مسرح الخليج العربي من تأليف مريم نصير وإخراج محمد الأنصاري ويشهد تاريخ 6 ديسمبر عرض مسرحية (من زاوية أخرى) لفرقة المسرح الكويتي من تأليف مصعب السالم وإخراج محمد الشطي.
أما ثالث العروض المسرحية سيكون بتاريخ 7 ديسمبر لفرقة المسرح العربي بمسرحية (لا تهدي وردة) من تأليف بدر حياتي وإخراج أحمد البناي.
ويعرض بتاريخ 8 ديسمبر للهيئة العامة للشباب مسرحية (اغتصاب) تأليف سعد الله ونوس ومن إخراج خالد أمين وفي تاريخ 9 ديسمبر ستعرض مسرحية (أنتم مدعون إلى حفلة) لشركة ترند برودكشن من تأليف فاطمة العامر وإخراج هاني الهزاع.
وستكون مسرحية (نداء) للمعهد العالي للفنون المسرحية من تأليف عثمان الشطي وإخراج فيصل العبيد آخر العروض المسرحية بتاريخ 10 ديسمبر.
وجميع العروض تقام على مسرح الدسمة ويعقبها ندوات تطبيقية بمشاركة فنانين ونقاد وأكاديميين ومهتمين بالشأن المسرحي وسيكون حفل الختام وتوزيع الجوائز يوم الخميس 12 ديسمبر .