شهد مهرجان الموسيقى الدولي الـ24 أمس الأول الثلاثاء ندوة فكرية بعنوان (الغناء العربي من المحلية إلى العالمية) نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في فندق فور بوينتس شيراتون.
قدمت الندوة الدكتورة عصمت الجبالي رئيس ومؤسس مناهج قسم الأصوات في المعهد العالي للفنون الموسيقة بالكويت سابقا وأدارها الدكتور محمد الديهان الذي أثنى في كلمته الافتتاحية على إسهامات الجبالي في تطوير المناهج الموسيقية وتدريب الأصوات منوها إلى مشاركاتها في العديد من المهرجانات الفنية العربية والدولية.
من جهتها قالت الجبالي إن الغناء يعكس قيم وأخلاق المجتمعات ويرتبط بحضارة الأمم فـ»إذا أردت أن تعرف حضارة أمة وما تنطوي عليه من طبائع فابحث عن الغناء فيها فإنه مسرح يظهر مزاياها وآمالها وآلامها على نحو يشرحه بأفصح البيان والوصف».
وأضافت أن الحضارة العربية كان لها دور ريادي في تصدير العلوم والفنون للغرب مؤكدة أهمية إبراز هذا التراث الغني على الساحة العالمية.
وذكرت أن الموسيقى العربية «تمتاز بثرائها» من خلال مقاماتها المتعددة والتي تستخدم باختلاف المناسبة وضربت مثالا بمقام (الصبا) الذي يبرز المشاعر و(الراست) الأكثر انتشارا وكذلك مقام (السيكا) مشيرة إلى تميزها عن الموسيقى الغربية بآلاتها التي تستطيع عزف «ثلاثة أرباع التون».
وركزت على أهمية إدارة الصوت كعنصر أساسي في الغناء العربي فـ»العرب كانوا سباقين في تأسيس مدارس تدريب الصوت وطوروا أساليبها والتي تبناها الغرب لاحقا».
وشددت الجبالي على ضرورة مواجهة التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الموسيقى داعية إلى تعزيز التمازج بين الثقافات الموسيقية العربية والغربية.
تخللت الندوة نقاشات ثرية بين الحضور حول تاريخ الموسيقى العربية ومدى تأثيرها على الأنواع الموسيقية الأخرى.
وأشاد المشاركون بالدور الكبير للموسيقى العربية في تعزيز الهوية الثقافية ودورها كوسيلة لتوسيع جسور التواصل بين الشعوب.