(آخر كلام) كتاب للدكتور نجم عبدالكريم، صدر أخيراً عن دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع، وضم الكثير من المقالات التي كتبها عبدالكريم، ونشرتها جريدة (الجريدة) في زاوية أسبوعية خاصة بالدكتور نجم تحت الاسم ذاته (آخر كلام). وقد توزعت المقالات تحت أكثر من مظلة، منها (أدباء)، و(أسئلة)، و(أساطير)، و(الكويت)، و(العالم العربي)، و(العالم) وغيرها.
تحدث الدكتور سليمان الشطي في كلمته التقديمية للكتاب عن مستويات ثلاثة، أولها شخصي ويقول فيه عن د. نجم عبدالكريم: "متفرد في إشاعة الحيوية في المجالس يشبعها بالغنى الفكري والسمر البهيج، فريد في نوعية شخصيته وفي حضوره الإيجابي ، يقبل على الكلِّ والكلُّ يُقبل عليه، يغيب الشهور بل السنوات ولكنه عندما يطل عليك تشعر أن الزمن قد طوي وكأنه معك صباح يومك هذا".
ثم تحدث عن نجم عبدالكريم الكاتب، فيقول: " هو كاتب مثقف، وضع نصب عينيه الهدف الثقافي وليس كاتبا صحفيا يتناول معلومة الحدث يعرضها ومن ثم يعلق عليها". وعن رحلته في مجال الدراسة، وأثرها على كتاباته يقول بإنها: "جعلته يشعر بأهمية تيسير الثقافة للكثيرين مستعينا بمداخل وأساليب خطابٍ انبثقت من حسه وخبرته الإعلامية ليمد خطابه الثقافي إلى مجموع القارئين لينفذا معا إلى فناء الحديقة الرائع: المعرفة الثقافية، فكانت مشاركاته الصحافية تتجه إلى هذا الجانب الذي لا يلتفت إليه كتاب الاعمدة الصحافية الاخرين لانشغالهم بمتابعة الاحداث والتعليق عليها، وكان يشاركهم في هذه المتابعة اليومية ولكن في إطار مشروعه الثقافي".
وعن المقالات الواردة في الكتاب يقول: "أقول مطمئنا إن هذه المقالات تقدم لنا مسارا تثقيفيا يقوم على أساسين واضحين أولهما: مسار متجه إلى المساهمة والمساعدة لإنشاء وتأسيس بنية معرفية عند متلقٍ لم تتح له فرصة سابقة كي يدخل في دروب الثقافة ومجالاتها المتسعة الإيهاب فهو بحاجة إلى تشكيل ثقافته ابتداء أو السير في طريق استكمال هذه الثقافة من خلال تطواف واع بشتى جوانب المعرفة التي يحتاج الانسان كي تتشكل عنده بنية ثقافية واعية. وثانيهما: إنعاش مخزون الذاكرة المعرفية عند من تأسست عنده ، من قبل، بنيةٌ ثقافية سابقة ، فحاجته قائمة من جهة أن هذه المقالات تضيف جديدا أو تقدم تذكيرا وتحفيزا ببعث ما كان ساكنا او منسيا فيعيد المتلقي إلى ما هو مختزن في ذاكرته ويجدد الشعور بالمتعة الثقافية حين يطوف بك المؤلف يعرض أفكارا وشخصيات وأعمالا فكرية وابداعية يذِّكر بها ويضيف كلَّ جديد استجد عليها تفسيرا وتحليلاً".
ويضيف: " لقد صيغت هذه المقالات بفنية احترافية في مخاطبة القارئ آتية من أن كاتبها دخل إلى الكتابة الثقافية من بوابة الفن؛ فهو مخرج دارس ومتخصص في فني المسرح والسينما فاستعان بأدواتهما الفنية المشوقة والممتعة ليقدم هذه الجرعات الثقافية في كبسولات مغلفة بجمالية تمتع القراء".
عوالم قصية
من جهته، كتب الإعلامي والناقد الفني عبدالستار ناجي تقديمًا آخر للكتاب كشف فيه أنه هو من تولى جمع هذه المقالات، وأثبت رأيه في ما جمع فقال: " على مدى أشهر كنت مع مقالاته التي شرفت بتجميعها لتكون بين أيديكم الكريمة، فإذا بي أمام رحلة تأخذني إلى تلك العوالم القصية، حيث الدهشة والثراء والمقولات التي يحيكها ذلك النجم الشامخ في العلياء ليسقط كل شيء على الواقع مذكراً إيانا بالحاجة الماسّة لإعادة قراءة التاريخ والتجارب..
اشتغال وحياكة ذكية لماحة في اختيار الموضوعات والقضايا والأسماء ليملأ بروحه المثابرة فراغات الأسئلة التي تختمر في رؤوسنا بعد كل مقالة من مقالاته كما لو أنه يكتشف أننا لم نزل بعد في أول الأسئلة وأول القلق الخلاق".
جذب وتنوع
تضمن الكتاب العديد من المقالات الشيقة والمتنوعة، حيث تناول الدكتور نجم في باب (الأدباء) عدداً من الأدباء الكويتيين مثل سعاد الصباح وسليمان الشطي وفهد العسكر وصقر الشبيب وعلي المسعودي وسعود السنعوسي وغيرهم، إضافة إلى أدباء عالميين. وفي باب (أساطير) بحث في حقيقة الأساطير من عدمها، وكتب عن محرمات النشر. وتحت باب (أسئلة)، تقافزت إشارات الاستفهام ليكتب عن لغز الفراعنة، ولغز جان دارك وموليير وسيد قطب وغيرهم. وتناول عبدالكريم في باب (إسلام) عدداً من الموضوعات المميزة مثل قضية تدوين الأحاديث، وقضية الإخوان المسلمين، وليلة وفاة نبي الرحمة، الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. وفي باب الكويت كتب عن العديد من القضايا الجوهرية، في حين توسّع فكتب عن قضايا أعم في أبواب (العرب) و(العالم) و(عبقريات) وغيرها.
جاء الكتاب في نحو ثلاثمئة صفحة من القطع الكبير، واحتوى على منتخبات من المقالات التي سبق ونشرها الدكتور نجم عبدالكريم، وليس كلها، علماً أنها لا يزال يواصل كتابة مقالاته في الزاوية ذاتها من جريدة الجريدة. وسيكون الكتاب في متناول الجميع في جناح دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع خلال معرض الكويت الدولي للكتاب الذي سيفتتح أبوابه في العشرين من نوفمبر الجاري، وسيتم تخصيص موعد لإقامة حفل لتوقيع الكتاب في جناح الدار على هامش المعرض.
