تنطلق الدورة الثامنة والثلاثون لمهرجان جرش الأردني للثقافات والفنون الأربعاء بمشاركة فرق فنية محلية وعربية وأجنبية، رغم دعوات المقاطعة بسبب إستمرار الحرب في غزة التي دخلت شهرها العاشر.
ويقام المهرجان بشكل رئيسي على مسارح مدينة جرش الأثرية (51 كلم شمال عمان) من 24 (يوليو) الجاري إلى الثالث من (اغسطس) المقبل، وفق ما أعلن المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي.
وقال سماوي إن «مهرجان هذا العام سيركز على إتجاهين، الأول الإحتفالات بمناسبة مئوية الدولة الأردنية ومضي 25 عاماً على تولي الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، والثاني للتعبير عن التضامن الكامل مع الأهل في قطاع غزة».
وأضاف لقناة «المملكة» الرسمية أن كل برامج المهرجان الفنية والثقافية ستغني «للوطن وفلسطين ولغزة وللعروبة».
واوضح سماوي إن الدورة الحالية لن تتضمن للمرة الأولى منذ 40 عاماً إقامة حفلات غنائية على المسرح الجنوبي، تضامناً مع قطاع غزة.
ويشارك في المهرجان فنانون أردنيون كعمر العبدالات ومكادي نحاس وديانا كرزون والمصرية عفاف راضي واللبناني مارسيل خليفة والسورية فايا يونان.
واشار المسؤول الى ان ريع تذاكر الدخول سيُخصص للهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية التي تتولى إرسال شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة وبشكل دوري.
وتابع إن صناديق ستُتاح لجمع التبرعات للهيئة فضلا عن «تبرع 40 فناناً تشكيلياً اردنياً وعربياً وأجنبياً بإيرادات لوحاتهم لأطفال غزة سواء الذين يرقدون في المستشفيات الأردنية أو على أرض غزة».
ويتضمن برنامج المهرجان أيضاً حفلات لفرق شعبية وفلكلورية أردنية وعربية وأجنبية من بينها دار الأوبرا المصرية.
كذلك يًشارك فيه 130 شاعرا اردنياً وعربياً وعشرة فرق مسرحية و12 نحاتاً، وفرق تراثية وفنية وموسيقية وحرفية.
وعن الدعوات إلى مقاطعة المهرجان في ظل إستمرار الحرب على غزة، قال سماوي «نحن نحترم وجهات نظر الآخرين، ولكن ثمة أناس لهم أجنداتهم الخاصة وبدأوا بالهجوم على المهرجان حتى قبل الإعلان عن برامجه ومحتواه»، مشيرا إلى أن أي «حفلات صاخبة تستقطب اعداد كبيرة من الجمهور» لن تقام في دورة هذه السنة.
وذكّر بأن «المهرجان من أهم المنابر للفرق الفنية الفلسطينية لتقديم عروضها» مشيراً الى دعوة فرقة فنية فلسطينية كفرقة «صول» من غزة وفرقة «سراج» من حيفا».
وشدد سماوي على أن «الموسيقى جزء من أدوات المقاومة». وأضاف «نحن مع غزة وفلسطين وعروبتنا وستبقى بوصلتنا ودعمنا لكل أهلنا في غزة».
وإذ لاحظ ان «الهجوم على غزة كان لمحو التراث الفلسطيني»، قال «نحن من خلال هذه المنابر نعطي المجال للمساهمة في ترسيخ الهوية والتراث الوطني الفلسطيني».
واندلعت الحرب في غزة 7 (أكتوبر) بعد هجوم غير مسبوق نفذته حماس في جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1195 شخصًا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وردًا على هجوم حماس توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة وشنت هجومًا مدمرًا واسع النطاق أسفر حتى الآن عن 38983 قتيلا معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة في القطاع.
منذ بدء الحرب اضطر مئات آلاف الفلسطينيين إلى النزوح مرارا بسبب المعارك في القطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة ويخضع لحصار إسرائيلي محكم. ويلجأ كثيرون إلى مدارس وباحات مستوصفات ومستشفيات.
وكان مهرجان جرش انطلق عام 1981، واستمر حتى العام 2007 ليحل محله مهرجان الأردن في عمان، إلا أنه استؤنف مجددا عام 2011.
وألغي المهرجان عام 2021 بسبب جائحة كوفيد-19 لكنّه أقيم مجدداً عام 2022.
وتعتبر جرش من أهم المدن الأثرية في الأردن، إذ يعود تاريخها إلى عهد الاسكندر الكبير في القرن الرّابع قبل الميلاد وهي تشتهر بأعمدتها ومدرجاتها وساحاتها ومعابدها وكنائسها، وهي إحدى أبرز الوجهات السياحية في المملكة.