بعد غياب لفترة طويلة، أطلت ملكة الغناء العربي و»جارة القمر» فيروز، على جمهورها من خلال صورة جديدة نشرتها ابنتها ريما الرحباني عبر السوشال ميديا، وسط تفاعل كبير من جمهور المطربة اللبنانية القديرة.
ونشرت نجلة السيدة فيروز صورة عبر حسابها على فيس بوك، أثناء انشغال والدتها بهاتفها الذكي، معلقة: «وترَاجِع حسَابْ العَتيق بْبَالْهَا.. طبعاً بـِ آيفون ريما».
يشار إلى أن فيروز تفضل البقاء بعيدة عن الأضواء.. وكانت ريما قد نشرت في عام 2022 فيديو نادراً احتفاء بـ عيد ميلاد والدتها الـ87، كما شاركت مقطع فيديو من كواليس التحضير لحفل فيروز في مصر عام 1989 وإحدى بروفات أغنية «مصر عادت شمك الذهب»، التي غنتها في حب مصر في ذلك العام.
يشار إلى أن مؤسسة الفكر العربي أصدرت مؤخراً، كتاباً بعنوان «وطن اسمه فيروز» بمناسبة عيد ميلادها الـ88، احتفاء بصوتها، ويوجه الكتاب تحية تقدير إلى جميع الذين أسهموا في اكتشاف موهبتها الفريدة ورعايتها وصقلها، وفي إطلاق مسيرتها الفنية الاستثنائية وتوفير دواعي تألقها، من واضعي نصوص أغانيها ومؤلفي موسيقاها وألحانها، وفي طليعتهم ثلاثي الرحبانية الفذّ: منصور وعاصي وزياد.
يذكر أن آخر ظهور رسمي لها كان في سبتمبر 2020، عندما التقت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمنزلها في الرابية شمال بيروت.
كما وصف ماكرون زيارته لفيروز بأنها «جميلة وقوية للغاية»، قائلاً: «تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا».
إلى ذلك منحها وسام «جوقة الشرف» الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، وأهدته هي بدورها لوحة فنية.
وبجانب أرفع وسام فرنسي، نالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين، فمنحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988، ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998، وفي عام 2015 تحول منزل فيروز الذي نشأت وترعرعت فيه إلى متحف.
كما حصلت فيروز على وسام الشرف عام 1963 والميدالية الذهبية عام 1975 من ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال.
ولدت فيروز 21 نوفمبر عام 1935 في قضاء الشوف بجبل لبنان، لكن سرعان ما انتقلت عائلتها إلى زقاق البلاط في بيروت، وعندها لفتت فيروز في فترة الصبا أنظار جميع من حولها بموهبتها الغنائية.
وبدأت فيروز مغنية في اﻹذاعة اللبنانية تحت قيادة الموسيقار محمد فليفل، وهناك انتبه لموهبتها حليم الرومي مدير اﻹذاعة اللبنانية ووالد الفنانة ماجدة الرومي، فأعطاها دفعة أكبر وقام بتلحين مجموعة من الأغاني لها، كما منحها الاسم الفني «فيروز» بديلاً عن اسمها الحقيقي «نهاد حداد» الذي كانت تستخدمه وقت عملها في اﻹذاعة.
تعرفت فيروز في بداية الخمسينيات على الأخوين رحباني اللذين بدآ معها مشواراً طويلاً ومثمراً من التعاون الفني تمثل في مئات الأغاني والعديد من المسرحيات الغنائية مثل بياع الخواتم، صح النوم، لولو، ميس الريم، وتم تحويل ثلاث مسرحيات، من بينها بياع الخواتم الذي أخرجه يوسف شاهين، إلى أفلام سينمائية.
ومنذ فترة السبعينيات تعاونت فيروز بشكل مكثف مع ابنها زياد الرحباني، وأصدرا معاً 6 ألبومات كان آخرها (إيه في أمل) في عام 2010..
وكان آخر ألبومات فيروز بعنوان «ببالي» الذي صدر عام 2017 بعد غياب 7 سنوات، وهو الألبوم الـ99 في مسيرتها الغنائية، وتضمن 10 أغنيات، والذي تعاونت فيه مع ابنتها ريما الرحباني، لكنه حظي بانتقاد موسيقيين ونقاد لبنانيين.
وحظيت فيروز بألقاب عديدة على مدار مسيرتها الفنية، فهي واحدة من أقدم فناني العالم ومن الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان، وأشهر الأصوات العربية، ومن بين الألقاب «جارة القمر»، و»صوت الحب»، و»العمود السابع لبعلبك»، و»سفيرتنا إلى النجوم»، و»عصفور الشرق»، كما وصفها الموسيقار المصري الراحل محمد عبدالوهاب بكلمات رقيقة: «فيروز من الملائكة.. صوت قادم من السماء».
وقدمت فيروز ما يزيد على 800 أغنية، فضلاً عن مشاركتها في نحو 15 مسرحية غنائية، ومشاركتها في 3 أفلام سينمائية «بياع الخواتم»، و»سفر برلك»، و»بنت الحارس»
