تابع العالم مساء أمس الأول موكب نقل 22 مومياء (18 مومياء لملوك و4 لملكات) من (المتحف المصري) بوسط القاهرة التي مكثت به أكثر من قرن لعرضها بمقر دائم داخل (المتحف القومي للحضارة المصرية) بمنطقة (الفسطاط) جنوبي القاهرة.
وجاء هذا الحدث التاريخي الفريد والاستثنائي وسط تغطية ومتابعة اعلامية عالمية واجراءات أمنية ومرورية مكثفة لتأمين خط سير موكب المومياوات الملكية بكافة الطرق والمحاور المحيطة بمنطقة هذا الحدث.
ودعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) المصريين والعالم أجمع لمتابعة هذا الحدث «الفريد» معتبرا أن هذا المشهد «المهيب» دليل جديد على عظمة هذا الشعب الحارس على هذه الحضارة الفريدة الممتدة في أعماق التاريخ.
وبدأ الموكب تحركه من (المتحف المصري) بميدان التحرير الذي تزين بوضع مسلة و4 كباش أثرية حيث من المقرر ان يتجه نحو (كورنيش النيل) مرورا بعدة مناطق في طريقه الى متحف الحضارة بمنطقة الفسطاط.
وتقدم موكب نقل المومياوات الملكية الملك سقنن رع الذي شرع في الكفاح ضد الهكسوس ووافته المنية اثر سقوطه صريعا في احدى معاركه ثم مومياء الملك رمسيس الثاني الذي يعد أشهر ملوك مصر القديمة ويعزى له العديد من الآثار في البلاد ومن اشهر معاركه (قادش) ضد الحيثيين.
كما جرى نقل مومياء ملكة مصر (نفرتاري) زوجة الملك احمس الاول وأم الملك آمنتحتب الاول وتعد من أعظم ملكات مصر القديمة التي تركت أثارا خالدة وكذلك مومياء الملكة (حتشبسوت) زوجة الملك تحتمس الثاني ووصية على العرش بعد وفاة زوجها ثم ملكة مصر بشكل منفرد ومن أشهر آثارها (معبد الدير البحري) بالأقصر جنوبي البلاد.
أما المومياء الثالثة التي جرى نقلها فهي للملكة ميريت أمون التي حملت ألقابا ملكية مثل زوجة الملك والزوجة الالهية وتزوجت من الملك امنحتب الأول بينما المومياء الرابعة فتعود للملكة تي أو تيا الزوجة الملكية الكبرى للملك أمنحتب الثالث وتم العثور على موميائهما بوادي الملوك بالاقصر.
كما تضم قائمة مومياوات الملوك المنقولة من بينها مومياء الملك أمنحتب الاول وله سجل حربي حافل جنوبي البلاد ومومياء الملك تحتمس الأول الذي تميز بانجازاته الحربية ويعزى له توسيع حدود مصر جنوبا وشمالا حتى نهر الفرات في ذلك الوقت.
وتضم القائمة كذلك مومياء الملك تحتمس الثاني وهو ابن الملك تحتمس الأول الذي حاول استكمال انجازات والده العسكرية لكنه توفي ولم يستمر حكمه طويلا ومومياء الملك تحتمس الثالث الذي يعد من اعظم ملوك مصر القديمة المحاربين وخاض العديد من الحملات الحربية وسجل له انتصاره في معركة (مجدو) الشهيرة.
ومن بين المومياوات المنقولة مومياء الملك امنحتب الثاني الذي يعرف ب «الملك الرياضي» وكان له نشاط حربي ومومياء الملك أمنحتب الثالث الذي يعد من أعظم ملوك مصر القديمة ويعتبر عهده ذروة ازدهار الدولة الحديثة في مصر القديمة.
ودشن الرئيس السيسي (المتحف القومي للحضارة المصرية) بمنطقة الفسطاط قبيل وصول المومياوات الملكية الى مقرها الدائم وذلك في احتفالية ثقافية فنية بمشاركة عدد من الشخصيات من بينها مدير عام منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ال(يونسكو) أودري أزولاي.
وتحظى احتفالية موكب نقل المومياوات الملكية بحضور عدد من الشخصيات العالمية واهتمام واستعداد كبيرين من جانب مختلف الاوساط المصرية الرسمية والشعبية كمناسبة وطنية تعكس أمام العالم وجه مصر الحضاري العريق.
وشارك عدد كبير من نجوم مصر والوطن العربي في موكب نقل المومياوات الملكية بمصر، وهو الحدث الذي جرى من خلاله نقل 22 مومياء من المتحف المصري في التحرير إلى متحف الحضارة المصرية في مدينة الفسطاط، وسط موكب مهيب.
وشاركت في نقل المومياوات الفنانة الكبيرة يسرا التي افتتحت مراسم الحفل، والفنان محمد منير الذي فاجأ الجمهور بأغنية “أنا مصر”، بالإضافة إلى الفنانين: أحمد السقا، كريم عبد العزيز، أحمد عز، منى زكي، ليلى علوي، هند صبري، أمين خليل، حسين فهمي، أحمد حلمي، آسر ياسين، ريهام عبد الحكيم، نسمة محجوب، وأميرة سالم.وظهرت الفنانات بإطلالات فرعونية، فقد جسَّدت نيللي كريم الملكة حتشبسوت وجسدت يسرا الملكة كليوباترا، في حين ظهر الباقي كرموز تعبيرية عن باقي الملوك الذين جرى تكريمهم في مشهد تابعه العالم أجمع.
وألقى الفنانون كلمات عن حضارة مصر ونبذة عن كل ملك، حيث تحدثت نيللي كريم عن معبد الدير البحري، مؤكدةً أن الملكة حتشبسوت أشهر ملكات مصر والعالم القديم هي التي بنته قبل حوالي 3500 عام في حضن الجبل غرب الأقصر.
أما الفنان أحمد حلمي فتحدث عن مقبرة الفرعون توت عنخ آمون، مؤكداً أنها ضمت 5000 قطعة أثرية، وجرى إنشاء جناح ضخم مخصص لها في المتحف المصري الكبير حيث ستعرض كاملةً لأول مرة في هذا المتحف الذي يُعدُّ أكبر مشروع حضاري وثقافي في القرن الـ21 على أرض مصر.
كما تحدث الفنان كريم عبد العزيز عن عقيدة المصري القديم وإيمانه القوي بقيم الحب والعدل والخير والسلام وإيمانه بالثواب والعقاب والحياة بعد الموت والحساب، وتحدثت أيضاً الفنانة هند صبري عن عقيدة المصريين القدماء وتأثيرها في حضارتهم.
