
عمان – "كونا" : يختزل العمل المسرحي الكويتي (الصبخة) الذي عرض أمس الأول ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي الذي تستضيفه العاصمة الاردنية عمان الدور الاجتماعي لسلطة الابوة التي تنتج شخوصا مشوهة وبالتالي علاقات اجتماعية مشوهة.
ويجسد عرض (الصبخة) لفرقة مسرح الخليج العربي الكويتية المجتمع الذكوري بتعقيداته والمعاناة التي يخلفها على شكل علاقات اجتماعية مشوهة لا أحد يريد الاعتراف بها وتتناقلها الأجيال من خلال مأساة رب اسرة (فهد) يحمل وزر قتل شقيقته ودفنها بالتآمر مع والده دفاعا عن الشرف.
وعندما يصبح (فهد) رب اسرة يعيش مأساة بنيته الفكرية المشوهة باحكام الضغط على ابنه وابنته وعزلهما وتقييد حريتهما ليدفع الثمن غاليا بأن ينال ابنه المضطرب نفسيا من شقيقته.
وتميز العرض بحدة اللون (الأسود) والاضاءة وجودة اخراج النص فنال استحسان الجمهور الذي صفق طويلا لفريق العمل.
واختار مؤلف ومخرج العمل عبدالله العابر اسم المسرحية (الصبخة) من اللهجة العامية الكويتية وهي الارض التي تبخر عنها ماء البحر وبقي عليها الملح ولا نبت فيها للدلالة على الواقع المر الخالي من الحياة الذي يعيشه شخوص المسرحية.
وعقب فريق (الصبخة) على عملهم بالتأكيد على انهم يسعون "لتحفيز القضايا الاجتماعية بجرأة مغلفة بشكل راق" من خلال عمل تراثي بلهجة محلية يسلط الضوء على المنجز المسرحي الكويتي في حين ارتدى الممثلون زيا لا ينتمي لزمان او مكان وانما يجسد حالة اجتماعية سوداوية.
وعن المسرح الكويتي يقول العابر انه يسهم في نقل وإبراز التراث الخليجي الذي يشكل جزءا من التراث العربي فيما يؤكد دراماتورغ (الصبخة) فيصل القحطاني "خصوبة الفن المسرحي الكويتي".
وشارك في العرض الفنانون سماح ويوسف البغلي وعلي الحسيني وعبدالعزيز البهبهاني وآلاء الهندي وكفاح الرجيب ومنال الجار الله.
وتتواصل فعاليات المهرجان الذي انطلق أمس ويستمر حتى 16 يناير الحالي بعرض 15 عملا مسرحيا من ثماني دول عربية تشارك في هذه الدورة التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح بمشاركة الكويت والأردن والامارات والمغرب وسوريا وتونس ومصر والجزائر.
وتشارك الكويت ايضا في هذا المهرجان بالعمل المسرحي (على قيد الحياة) لمؤلفه تغريد الداوود واخراج يوسف البغلي.