
قدمت فرقة جالبوت المسرحية ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الثانية عشر عرضها المسرحي " قرد كثيف الشعر " عن رائعة الكاتب الأمريكي أوجين اونيل وذلك على خشبة مسرح الدسمة.
تصدى لإعداد النص سعيد محمد وأخرجه اسلام سعيد وجسد شخصيات المسرحية مجموعة من الهواة وهم حسين علي دقيق بدور" يانك" وعلي حسن محمد بدور " لونج" ومحمد علاء الدين بدور " بادي" وحسام الدين إبراهيم بدور " مارك" وهيثم العريان بدور" السكران"ومحمد علي دقيق بدور" الفتى" وسالم عبد الله العازمي بدور" النحيف" وحسن علي اللامي بدور"البدين" وامير يسري بدور " الجان" وأمنية شعبان فهيم بدور " ميلدرد" والشيماء حمدي بدور" العمة" وعبد الله احمد بدور " قبطان السفينة".
وعلى الرغم من النية الصادقة والجهد المبذول من فريق العمل وخصوصا الممثلين في تقديم عمل متماسك من البداية إلى النهاية إلا أن هذا الجهد كان في مجمله ذهب أدراج الرياح لعدم التدريب الصحيح في التلوين بالأداء أو في الصوت الأمر الذي خلق نوعا من الفراغ بينهم وبين جمهور الصالة لان النوايا الصادقة لا تصنع مسرحا مالم تكن واع بما تقدمه على الخشبة
في رائعة اوجين اونيل "قرد كثيف الشعر " نلتمس رصد المؤلف من خلال بطله (يانك) مدى توحش المجتمع الرأسمالي في مواجهة طبقه المعدمين ، ولكن للأسف في هذا العرض لم نشعر به لعدم وجود رؤية إخراجية واضحة المعالم للمتلقي خصوصا في مشهد نزول " ميلدرد" للوقادين إلى قاع السفينة التي تسير بالفحم لتتعرف عن معاناة الفقراء ليفاجأ "يانك" وزملاؤه بوجودها مع القبطان ، فيحتك البطل يانك بالقبطان فتصرخ في وجهه "ابعدوا هذا الحيوان القذر.. من هذا القرد الكثيف الشعر؟ وذكرت ان الجميع مصابين بمرض الطاعون!
هذا الخلط بين مرض الطاعون والنعت التي نعته " ميلدرد" للبطل يانك بأنه " قرد" جعل المتلقي في حيرة من أمره خصوصا وان مخرج العرض ارتكز على مرض الطاعون كثيرا مما خلق تشويشا كبيرا في أحداث النص الذي يتحدث عن صراع الطبقات!
المخرج لم يستطع استغلال ممثلينه بالشكل الصحيح حتى نهاية العرض على الرغم من وجود حالات جميلة يستطيع استغلالها خصوصا في الأداء الجماعي ولكن مرت مرور الكرام في ظل ديكور المسرحية الذي جاء على مستوين ولم يستفد منه ،إضافة إلى انه لم يوظف الإضاءة والموسيقى بالشكل الصحيح لتتماشى مع أجواء العرض الذي حمل أخطاء كثيرة في التشكيل اللغوي التي لا تغتفرأخيرا ، مثل هذه العروض التي يقدمها مجموعة من الهواة لابد من وجود متخصص معهم في المسرح حتى يعوا ما يقدمونه على الخشبة ويتعرفون على عناصر العرض المسرحي بالشكل الصحيح وليس بالنوايا الحسنة ونتمنى من القائمين على هذا العمل إذا رغبوا في إعادة عرضه أن يستفيدوا من أخطائهم في العرض الأول..!يذكر أن الفريق الفني للعرض يتكون من محمد شعبان فهيم " تصميم وتنفيذ الإضاءة" و ودعاء محمد الأتربي " تصميم وتنفيذ الديكور" ومروة فاروق جاسر " تصميم الاستعراضات" وهيثم محمد" إعداد موسيقى وألحان" وآية الله فوزي"إكسسوارات وملابس" وغناء" رحيم" وسعيد محمد " مساعد مخرج وإعداد" ود.احمد عزت" تصحيح لغوي" .