
في إطار حرص الكويت على إحياء الليالي الفنية الطربية المميزة عاش جمهور “مركز اليرموك” ليلة طربية من طراز فريد أحياها الفنان ماجد الكويتي حيث حملت هذه الأمسية عبق الفلكلور البدوي وكان فيها الكثير من التنوع في الإيقاعات التي رافقت التخت الشرقي في كل الأغنيات.
حضر الحفل جمهور كبير كان في مقدمته المشرف على النشاط الفني المهندس صباح الريس حيث قدم ماجد سبع أغنيات حملت في مجملها تراث موسيقى أطرب الحضور وأعاد إلى الوجدان جمال اللحن والكلمة ولعل الجميل في الأمسية أن الفنان ماجد استخدم كل الآلات الموسيقية الشرقية وفي مطلع كل أغنية كانت هناك آلة تعزف منفردة ثم تلحق بها الفرقة كما غنى الكويتي بمصاحبة العود طوال الأمسية ما انعكس على أجواء الحفل، فقد صال وجال وداعب الجمهور بالعديد من الأعمال ماجد الكويتي اختار مجموعة مميزة من الأغنيات فاشتمل برنامجه على مجموعة أغنيات منوعة، كانت البداية مع "من عقب صدك" التي تفاعل معها الجمهور لاسيما أن ماجد أداها بتمكّن، وردد معه الحضور بعض مقاطعها، ثم انتقل الفنان الشاب، الذي كسب ثقة الجمهور من الوهلة الأولى إلى أغنية "عذبتني بالهوا" ولعل ما ميز الفنان الشاب وفرقته الموسيقية إيقاعهم السريع والانتقال بسلاسة من أغنية إلى أخرى مما حافظ على التفاعل الجماهيري
بينما كان الاختيار الثالث لماجد أغنية " تودعنا" التي استقبلها الجمهور بتفاعل كبير ورغم أن العود كان القاسم المشترك بين أغلب الأغنيات وله الكلمة العليا في الحفل، فإن ماجد فعّل دوره بصورة أكبر في هذه الأغنية، وما إن فرغ منها حتى انتقل إلى اختياره الرابع في هذا المساء البارد فانتقى أغنية "طعني ما دام الجروح صغار" ومنها انطلق ماجد ليشدو بـ"الصبر وياك" وعلى عكس أغلب الحفلات، التي يهبط خلالها الإيقاع أو يتراجع تفاعل الجمهور، كلما مر الوقت كان الجمهور يرغب في المزيد من الأعمال، قبل أن يختتم ماجد الأمسية الفلكلورية البدّاوية بـ"طال الصبر" ليترك المسرح بعد فاصل من الدعم الجماهيري خصوصاً أنه ترك في أنفسهم أثراً طيباً، وليست تلك المرة الأولى التي يشارك فيها ماجد بحفلات مركز اليرموك إذ سبق أن تقاسم إحدى الحفلات التي جاءت بعنوان أمسية "فنون من البادية" بمعية مهلي الحشاش ودريع الهاجري.
حاول ماجد أن يمزج بين اللون الحجازي والبداوي النقازي واستطاع أن يؤثر في الجمهور من خلال أدائه واختياراته في هذه الليلة التي كانت أشبه باحتفالية تضمنت كل فنون الغناء كما أن الذي ساعد في ظهوره بشكل رائع وسط هذا الجمهور هو نوعية الحضور الذي يأتي لهذا المسرح خصيصا كل يوم أربعاء من أجل الاستمتاع بالغناء والموسيقى في صمت واستطاع الفنان الشاب أن يعلن عن نفسه بقوة في هذا الحفل ويجد لنفسه مقعدا بين المطربين الشباب من خلال لون غنائي متميز وغير تقليدي كما يفعل الغالبية من المطربين حاليا.
الفنان ماجد الكويتي أعرب عن سعادته بتواجد الجمهور الكبير الذي فاجئني بحبه للطرب وحسن استماعه وتشجيعه مشيرا إلى انه حاول أن يقدم في هذا الحفل كل شيء جديد ومختلف ومتنوع في عدد من الأغنيات من أجل أن تلقى الأمسية استحسان كل الحضور.
وفيما يتعلق بمشاركته في الحفلات أكد ماجد أنه يتمنى التواجد خلال “حفلات “الأعياد الوطنية»، مشيرا إلى أن كل المطربين في الكويت يتمنون المشاركة في فرحة الأعياد، ملمحا إلى انه يفكر جديا في طرح أغنية وطنية خلال الفترة المقبلة.
واعتبر الفنان ماجد الكويتي أن المرحلة المقبلة ستشهد أعمالا جديدة لكن سيكون فيها تنوع كبير.