
عاش جمهور مركز الشيخ جابر الثقافي لحظات رومانسية حالمة مع ذكريات الزمن الجميل فحلقت أرواحهم في سماء الابداع مع عرض استعراضي مبهر رسم لوحة فنية تداخلت فيها الفنون السبعة لتعيد تشكيل أغنيات طبعت في الذاكرة بقالب مسرحي سينمائي موسيقي لخص حقبة من أزهى عصور السينما المصرية.
وشارك في هذا العمل الفني الابداعي الذي عرض أمس الأول على خشبة المسرح الوطني كلا من الفنان المصري طارق بشير احد الأصوات الطربية المتخصصة في الغناء الشرقي والكلاسيكي والفنانة اللبنانية عبير نعمة التي عرفت باهتمامها بموسيقى الشعوب وبتجربتها الثرية والفريدة في أداء ألوان مختلفة من الغناء.
كما شاركت في العرض فرقة الرقص الاستعراضية (Moveo Dance Company) وممثلين من الكويت والعالم العربي بمصاحبة فرقة (مركز جابر) الموسيقية التي اثبتت قدرتها على تقديم أنواع مختلفة من الموسيقى بأسلوب احترافي بقيادة الدكتور محمد باقر والمخرج اللبناني هشام جابر مع ظهور خاص للناقد السينمائي المتميز الفاروق عبدالعزيز.
ويعد هذا العمل الاستعراضي توليفة جمعت بين الغناء والاستعراض وأحدث تقنيات الإنتاج والديكورات المسرحية بمستوى عالمي حيث عايش الجمهور التجربة السينمائية الحية بما شاهده من مؤثرات لم تقدم مسبقا في عمل عربي في المنطقة.
وتضمن العرض 14 أغنية من أغاني الأفلام تعود كل منها إلى فنانٍ مختلف من رواد تلك الحقبة تم توظيفها في قالب قائم على قصة حب جمعت بين الفنان الشاب حسن والنجمة الكبيرة شاليمار بمصاحبة فرقة المركز الموسيقية ومشاركة ممثلين وراقصين من الكويت وشتى أرجاء العالم مثل إيطاليا واليونان وبريطانيا.
و(ابيض وأسود) هو إنتاج مسرحي استعراضي غنائي يجمع مصممة الرقصات والاستعراضات البريطانية فرانشيسكا جينز ومصمم الأزياء من اليونان فوتيني ديمو والمخرج اللبناني هشام جابر.
واشتمل العرض على مجموعة متنوعة من الرقصات بما في ذلك (التانغو والفالس والكويك ستب) فضلا عن رقصات كوميدية لمهرجين لتكون النسيج الذي ارتسمت عليه أحداث هذا العمل الاستعراضي الأول من نوعه في الكويت.
وتضمن العرض عددا من أغاني فترة الثلاثينات إلى الخمسينات أيام حقبة الأبيض والأسود حيث تم اختيار نخبة من الأعمال التي تخدم القصة الدرامية للعرض الذي امتد على ستة مشاهد.
وتوالت أحداث العرض لتحكي قصة الحب بين حسن وشاليمار ليمزج العرض بين الخيال والواقع بين القصة التي تشاهد تفاصيلها أمام عينيك وأحداث الأفلام القديمة لننتقل إلى زمن الرومانسية وسحر السينما الغنائية واستعراضاتها الباهرة بتقنيات العصر الحالي.
واستعان مخرج العمل بالخبرات العالمية في مجال الاستعراضات وتصميم الرقصات والأداء الحركي وبأفضل المتخصصين في إنتاج العروض المسرحية ليقدم إلى المشاهد عرضا ضخم الإنتاج غنيا بالإبهار يحمل روح السينما وحيوية المسرح مع روعة الموسيقى والألحان.
وفي هذا الصدد قال مدير العلاقات العامة في مركز جابر الثقافي عثمان الجيران لـ (كونا) إن الإنتاج السينمائي المصري تفرد في عصوره الذهبية بإعطاء مساحة كبيرة للغناء ضمن سياق القصة وغالبا ما كانت رومانسية فشكلت الأفلام الغنائية حجر أساس لصناعة نجحت بأسماء كبار المطربين والمطربات.
ولفت الجيران إلى الى انه من تلك الزاوية تقرر اعادة احياء هذا الفن الجميل في قالب استعراضي يضمم العديد من الأعمال لفنانين عمالقة سكنوا قلوب الجماهير التي طربت لغنائهم وألفت وجوههم.
وأشار الى ان المسرح الوطني الذي يعرض على خشبته (أبيض وأسود) صمم لاستيعاب الإنتاجات الكبيرة كالأوبرا والأعمال الموسيقية والراقصة والباليه بالإضافة إلى فعاليات أخرى تتماشى مع روحه لافتا الى ان العروض مستمر حتى 30 نوفمبر الجاري.