شاعرة تكتب الغزل والشعر المنظوم شاركت في العديد من الندوات والأمسيات الشعرية في اغلب بلداننا العربية وتشارك في نشاطات قصر الأونيسكو ببيروت. لها العديد من المنشورات في الكثير من الصحف وكان للصباح للقاءها على هامش احدى الأمسيات الشعرية بالأونيسكو انها الشاعره شادية نعمة.
- كيف كانت بداياتكِ ؟
• بدأت أحس انني موهوبة بالكتابة منذ كنت في المرحلة المتوسطة المدرسية حيث كانت المدرسة تأخذني كي أقرأ كل موضوع انشاء عربي نلت فيه علامة متفوقة وفي المرحلة الثانوية ابتدأتُ بنظم الشعر بتقليد اشعار كنت احفظها للمتنبي وامرؤ القيس وأبو النواس ولكنني كنت اتجه للغزل ثم اتجهت الى الشعر المنظوم .
- هل أحد من الشعراء تبنى بدايتكِ؟
• لا لم ألجأ إلى أحد بل كنت أسألهم كثيراً وأطالع والسبب أن كل واحد كنت أسأله كان يعطيني ردوداً من اسلوبه وانا بالرغم من شهرتهم كنت أحس في نفحتهم البعد عن احاسيسي فلا أرى شادية الشاعرة في كتاباتهم لأن من كنتُ قد تأثرت بهم كانوا إما راحلين وإما بعيدين عن وطني واجتهدت كثيراً وقرأت تقريباً كل القصص وكل كتب جبران خليل جبران ومي زيادة وأشعار ابي القاسم الشابي وسعيد عقل و يوسف الخال وغيرهم كثر فكان عندي مخزوناً منوعاً ذاب في أوردتي ومشى في دمي وكان من يأسرني شعره وربما حفظته عن ظهر قلب هو نزار قباني في الغزل ثم عشقتُ اشعاره في الشعر السياسي.
- ما هو أهم شيء في تكوين إتجاهاتكِ الأدبية ؟
• أول انجاه أن تكون نابعة من القلب وللنفس والروح لا يشوبها شائبة تنساب مع احاسيسي كالساقية الرقراقة الصافية وحب إنتماء للوطن ولعالمنا العربي كي تخرج نقية وجميلة وذلك أني كنت قد اتخذتُ قراراً أن تكون اشعاري غير منتمية لأي حزب سياسي كان ام دينياً فلا تكون أشعاري مبتذلة أو مرتهنة لأي جهة كانت أردت أن أدلل حروفنا الثمانية والعشرين وأتلاعب بها بإحساسي وأصوغها بكلمات من شجن. وروح وانباهى وأزهو بلغتي.
- هل تكتبين النثر ؟
• أحب القصيدة النثرية وكتبت عدة منها فهي تشعرني بالحرية والتحرر من الوزن والقواعد المتعارف عليها واجمل ما فيها انها تأتيني على غفلة مني وفي لمح البصر يسيل قلمي ويبدع نتيجة لحدث معيّن أو شيء ما مرّ بالذاكرة وحرّكَ عواطفي الجيّاشة أو موقف عاطفي مفاجىء وعندها تبدأ حروفي بالتخبط في صدري وتتوالد بكلمات تخرج مع النفس والزفير وأقدر أن أحلق بها عالياً كما أريد .
فالقصيدة النثرية في تاريخ ادبنا العربي مصانة ولجأ اليها معظم الشعراء .
وسأورد مقطعاً نثرياً من قصيدة لي أبوح فيها :
لِمَ اعتلي متن العشق كي أصلَ اليكْ …؟؟
وأنت هناكَ متسمرٌ … في ذاك المكان …
؟؟
ولمَ اصبحتَ انت أخرساً ، أصماً وغيرُ قادرٍ على الطيران …؟؟
أين بوحكَ كيف اختنقْ ..؟
ودفءِ حضنك كيف اندثرْ …؟؟
وشهقُ شغفِكَ كيف انطفأْ .؟؟
هاتَ رأسكَ لا تخف ..؟؟
إدفنه في قلبي وتنفس أكسير الحياة … … !!
- القصيدة النسائية هل حققت طموحها وأبداعها ؟ أم هي تكرارُ ما قيل سابقاً
• نعم اكيد القصيدة النسائية تألقت ولمعت منذ عصر الخنساء التي سُمح لها ان ترثي ابناءها فقط الى يومنا هذا الذي تطورت فية القصيدة ووصلت الى حد منافسة القصيدة الذكورية وبعد المطالبة القرية بإعطاء المرأة حقوقها مثل الرجل وعليى سبيل المثل المصرية نوال السعدني التي قالت كلمة اسطورية ضد استعباد المرأة والشاعرة الرقيقة غادة السمان التي احدثت ثورة شعبية ورفضها المجتمع الدمشقي بعد اصدار ديوانها عيناك قدري واعتُبرت في حينها مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي وق وضعت بصمة جريئة في الشعر النسائي والجزائرية احلام مستغانمي وانتقادها اللاذع لعصر الرئيس مبارك.
واهمهم الشاعرة الكويتية الشيخة سعاد الصباح التي قامت بإحياء الأدب المعاصر عندما اعادت طباعة مجلة الرسالة المصرية .
- لمن تفضلين القراءة وماذا تقرئين ؟
• القراءة هي الغذاء الدائم الذي لا ينضب ولدينا من الشعراء ما يكفي لتغذية ينابيعها الفوارة بالمياه النظيفة انا أقرأ في شعر الغزل والحب لغادة السمان بالإضافة الى الحب عند الشاعر الفلسطيني محمود درويش بالإضافة الى الشعر السياسي والداعي الى القاومة غي فلسطين واحب كثيراً شعر أحمد مطر وتلشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين والشاعر علي عباس شاعر المقاومة واحلام مستغاني وأفتش دائماً عن كل ما هو جديد وافخر بالادب الأنثوي الذي قدر أن يخرج المرأه من تقوقعها ودعوتها الى الرجل لقدرتها الهائلة على العطاء وهنا طبعاً أفضل أن أقرأ للشاعرةً الكويتية الشيخة سعاد الصباح والتي اتعلم دائما من مواقفها ونشاطاتها اتخاذ القرارات وهنا اغتنم الفرصة لأحني لها القبّعة وأقول لها أنني أحلم بمقابلتها … !!
- هل لكِ اتجاه معيّن أو طقوسٌ في الكتابة ؟
• لا أعتقد أن للكتابة طقوس معينة تخرج اليها فأنا حين تزورني جنية الكتابة اتغيّر واصبح استثنائية وحتى إنني أكون أحياناً في فترة الإستراحة في عملي وأغيب عمن حولي ولا أعود اسمع ثرثرة من حولي وتخرج بي من جسدي كلماتي وخيالاتي واحس بالسعادة الغامرة وانا أكتب حتى ولو كانت الكتابة والموقف مؤلم وحزين وأنا بصفة عامة استمتع بكتابة الوجدانيات حتى انني أتقمص شخصيتي الخيالية واكتبها على نفسي .
- ماذا تمثلُ لك الكتابة ؟
• الكتابة بالنسبة لي هي الخلاص من حالة التوتر والغضب والإنفعال والفرح والسعادة فأفرغها بطريقة أحاول أن تكون إبداعية ومعظم حياتي بعد عملي هي للقراءة وبعدها فوراً لست أدري لم تأتيني ملكوت الكتابة في مواضيع بعيدة جداً عم كنت اقرأه وأعود بعد ما اكتب ممكن قصيدة ممكن قصة صغيرة إلى واقعي وحياتي أكثر نشاطاً وحيويةً .
- من هم الشعراء الذين تعلمتي على ايديهم وتفتخرين بهم ؟
• انه أولاً جبران خليل جبران استفدت من كل كتابته في التعامل مع الحياة ومفهوم الحياة بنظرياته الفلسفية الراقية ثم نزار قباني لأجله ابتدأت أولاً بكتابة النثر والغزل الذي لم تكن أي امرأة ان تكتبه او أي رجل ان بتطرق الى اتفاصيل الدقيقة في العشق بطريقة ساحرة وحالمة ومن ثم احببت محمود درويش وغرقت في كتاباته حد الثمالة إن كان غزلاً أم شعره عن احتلال فلسطين ومن ثم بدر شاكر السياب والتونسي ابي القاسم الشابي وكل هذه الاسماء ا التي أحدثت تغيرات في الشعر العربي كأحمد شوقي مثلاً وحافط ابراهيم واشكر الله انهم جاؤوا قبل زمني لا بعده.
- ما هي احلامك الأدبية ؟
• لي أحلام كبيرة وامنيات لم أقدر على تحقيقها في السابق بسبب الحياة الصعبة والأليمة التي فنامت أحلامي والآن أنا في طور تحقيقها أن يصل شعري الى الأجيال التي لم تعد تحب القراءة بطباعة اعمالي في ديوان أرفقه بي CD من إلقائي ترافقه موسيقى كلاسيكيه خلفية ممكن أن يصل أسرع الى الشباب وبعدها اتفرغ الى كتابة القصة الطويلة .
- ما هي أحلامك الشخصية ؟
• احلامي الشخصية بسيطة كأي إمرأة أن يبقى بلدي بخير وتبعد عنه المشاكل واتمنى لو انه كان مثل دولة الكويت وأميرها أطال الله في عمره سمو الأمير صباح الأحمد الصباح الذي يسعى الى أبعد الحدود في تكريم شعبه فنحن على درجة عالية من الثقافة والعلم .
- ما هي القصيدة التي كتبتيها وتعتزين بها ؟
• لي قصيدة احبها كثيراً وانا كل قصائدي كأطفالي وانما هي بالذات كتبتها ووضعت بها لوعتي وشوقي لفراق المرحوم زوجي منذ واحد وعشرين سنة وما زلت على العهد وأحبه ثم أعدتُ نشرها مع موسيقى خلفية راقية ويرافقها ڤيديو يليق بالمناسبة احببته كثيراً وتأثرت وعنونها ( راقصني) أقول له فيها :
(وأخبرك بأنكَ بعثرت جسدي …
وأصبح اشلاءاً يسبح في سمائك …فلملمني …
وراقصني … )
- ما عدد الندوات والأمسيات الشعرية التي شاركتِ بها وما هي ؟
• أشارك في الندوات التي تقام في قصر الأونيسكو ببيروت وشاركت في عديد من الامسيات والمهرجانات الشعرية في اغلب البلاد العربية ولي منشورات في عدد من الصحف.
- في حياة كل منا مواقف لا تنسى فما هي اهم تلك المواقف التي ما تزال عالقة في ذهن الشاعرة ؟
• يوم علمتُ بمرض زوجي وحبيب عمري كانت فاجعتي وكان أصعب موقف أن أفهم أولادي بأي اسلوب علقت الكلمات في حنجرتي وأصبحت حشرجات وهسيس لا يفهم والدمع مدرار لا يتوقف عن الإنهمار واخيراً خرجت صرخة من روحي دوّت في المكان : <يا ويلي … ويا سواد ليلي > ولن انسى ما حييت نظرات اولادي يرفضون التصديق وعيون ابنتي الصغرى وشقرائي الفاتنة تشخص إلي تتساءل ماذا حصل وهي رضيعة في الشهر الخامس …لم ولن أقدر أن انسى ذلك المشهد الى الممات …!!
• كبف تعودين إلى أعماق نفسك ؟
- في الواقع أنا أتوقى كثيراً من الغوص في أعماق ذاتي لأني عندما التقيها أراها تلتحف ذكرياتي وآهاتي تشتعل من ظلم الحياة والقدر وانا لا أحب الشكوى ولا إثارة الوجع الكامن في ذاتي …فأتلّ بعملي أو ببسمة أو امازح الاولاد فهم نتيجةً لحب زرع بذرة في داخلي ورويناه انا وحبيبي حتى منّ الله علينا بأربعة رياحين! ! !! .
• في رأيكِ هل فقدت القصيدة رونقها في زمن الفضائيات ؟
-لا أبداً انا أرى انها ساعدت على انتشار القصيدة وإصالها إلى أكبر عدد من المشاهدة وإن كانت مقرؤة أو مغنّاة وقد كان الأوف حظاً وله النصيب الأكبر من القصائد المغناة الشعراء نزار قباني ويايه محمود درويش ثم الشاعر العراقي كريم العراقي … وغناء القصائد له اربابه وصودفت اصوات عملاقة في زمانهم كلأيقونة فيروز وقبلها أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد بد الوهاب وغيرهم لن أطيل اكثر هؤلاء خلدوا الفصائد بانتشارها على الفضائيات.
- كيف ترى الشاعرة العلاقة بين عملها وبين أعمالها الأدبية ؟
أن يكون له اتصال بجملة جميلة تنفذ الى روحي .
• وجهي كلمة للشعراء الكبار ؟
نزار قباني
كبير الشعراء واشهرهم صيتاً لا تقدر أي كلمة أن تفيك حقك في شكرنا لك فلقد اعطيتنا مدرسة جديدة للشعر وفتحت لنا باباً على الغزل الذي كان مرفوضاً قبلك ولوقع نقدك السياسي واللاذع لا تضاهيه اقلام زرعت التمرد على التقاليد البالية وقد حققت كل رغباتك
محمود درويش
ليتك ايها الشاعر الذي ولدت من رحم المقاومة ضد المغتصب ترجع وترى ما اروع شعبك في ثورة القدس
عبد الرحمن الأبنودي
ايها الصعيدي المثقف والمناضل الذي سُجنت في عهد عبد الناصر تعال وانظر غناويك ومواويلك على كل شفة ولسان ومصر الآن بالأمان
الأديبة سعاد الصباح
- ايتها الشيخة الخليجية الرائعة والناشطة المحبة للتحدي والرقي بالمجتمعات العربية … الشباب يشكرونك على جوائزهم …
ومجلة الرسالة عادت مرفوعة الرأس … و دار النشر خاصتك يخدم المئات من الشعب العربي وًمؤلفاتك الإقتصادية على كل شفة ولسان نحبك ونحبك ونتباهى بك انثى مكافحة في سبيل انماء النساء ف ي عالمنا العربي والوطن المسالم والإمن والمضياف الكريم بسمًو الشيخ صباح الأحمد ورعايته حفظه الله اصبح من ارقى الأوطان العربية.
قصيدة من اعمال الشاعرة شاديه نعمة
وأضرمْتَ النارَ في حواسي لما رأيتُكَ …
وأُصِبْتُ بدائكَ وشاكستُكَ فهويتُكَ …
هامتُكَ شجاعتُكَ عنفوانكَ وبأسُكَ …
نموا إليَّ بأن الحُسْنَ قد أحتلَّ سدةُ عرشِكَ …
وتنهدت ْ النسَماتُ عِطرِكَ فعانقَتْهُ أضلعي …
واسْتَنْشَقتُكَ بأنفاسي بين جسورِ الشوقِ …
ووَجْدُ مقلتي …
ولمّا تنظُرُ في عينيَّ تخترق جوارحي …
وأعماقَ ذاتي ومهجتي.....
فأَقرؤكَ بكلِّ اللغاتِ وخلف وبينَ كلماتي …
وأجوبُ في بحورِ الشعرِ أبحثُ عن مفرداتي …
علني أجد مفردة خارجَ الأرضِ تسعدك…
وتنيرُ حياتي … …
ولا تسألُني كمْ أحبُكَ فأنا امرأةٌ استثنائيّة …
لا تؤمن بالأسئلةِ المملَّةِ التقليدِية …
ولا بالأشعار التي تقالُ في الإحتفالات السنوية…
فتعالَ.. إقترب .. أِدْنِ من شَعْري …
وحِلَّ ضفائري الذهبيّة …
ولتتوالى الآهاتُ من أعماقك البربرية …
فارتديني .. إرتديني … ارتديني …
لأشعر بلهفتُكَ الرجوليَّة …
ودع طيفَكَ يمارِسُ جنون َ أشواقِهِ عليَّ …
وسأُغنِّي للشمس كي تَغْرُبَ في صدرِكَ …
لِأَغيبَ في مجاهِلِكَ وانت تجتاحُ خصري …
إلى حياةٍ في غياهِبَ الأبديّة … … … !!!