كانت كل الدروب في أبها، المدينة الحالمة، تؤدي إلى مسرح «المفتاحة»، حيث المناسبة الأهم بعودة المسرح الكبير إلى الحياة بعد غياب قارب الـ10 أعوام.
لم تستطع هذا المساء أبها أن تغفو مبكراً بل كانت قناديلها مضاءة إلى ساعات الفجر الأولى، وهي تحتضن الحدث الفني المرتقب منذ زمن، وإطلالة الفنان محمدعبده الذي غنى لها وتغنى بها أمام جمهور تعود أن يتنفس الموسيقى مع الفل والبعيثران والكادي، تجلى فنان العرب في الجنوب كعادته وهبّت نسائم أغنياته منذ الوهلة التي فرد فيها المايسترو وليد فايد النوتة الموسيقية أمامه، حتى خيّل لنا أن فنان العرب يغني وهو مغمض عينيه من أعالي «السودة» وعسير كلها صارت مسرحاً.
أمام أكثر من 3 آلاف من العشاق الذين اصطفوا مبكراً شدا بـ16 أغنية، حيث كانت أولى الأغنيات «ما قلت له» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن وألحان فنان العرب ثم «دعاني الشوق» من كلمات الشاعرة نجدية وألحانه، وتفاعل الجمهور طرباً على أنغام «أنورت سودة عسير» من كلمات الأمير خالد الفيصل الذي غنى من كلماته أيضاً «سايق الخير» و «لا يطول غيابك»، وحضرت روائع إبراهيم خفاجي الذي خلد الجنوب إنساناً ومكاناً في قصائده فغنى من كلماته «مثل صبيا» و» ظبي الجنوب» و»هيا معي» ومن التراث غنى «رسولي قم» من كلمات عبدالرحمن الآنسي و»يا من عليه التوكل» للشاعر محسن فايع، وتسلطن في أغنية «رماد المصابيح» للبدر وألحان طلال وكان الجمهور في حالة انسجام كامل مع «كوبليهات» الأغنية التي انتشرت بشكل فوري في مواقع #لتواصل الاجتماعي «لقطة الدهشة» التي ارتسمت على وجه المايسترو وليد فايد، الذي تلبسته الحالة الفنية وكان لثوان في المساحة الفاصلة بين إحساس فنان العرب وردة فعل المدرج.
ومن الأغاني التي حظيت بشرف الحضور في «المفتاحة» أغنيات «مذهلة» للأمير عبدالرحمن بن مساعد و»بنت النور» من كلمات الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله والحان ناصر الصالح و»أخطيت في حقي» للشاعر تركي آل الشيخ والملحن نواف عبدالله، و»آخر زيارة» للشاعر فايق عبدالجليل.
وتحول المسرح إلى قطعة جمالية تفاعلية مع أغنية الختام الجياشة بالمشاعر الوطنية «فوق هام السحب» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، وردد الجمهور كلماتها منتشياً في منظر تغني فيه الصورة عن ألف مقال.
وبالمجمل، قدم فنان العرب 9 أغنيات خالدة في الحفلة كانت من ألحانه. وكان الجمهور كان يقف بين الأغنيات لتحية فنان العرب بدوره شكرهم وأثنى على حسن تفاعلهم واستماعهم.
وبدأ محمد عبده الحفلة واختتمها بالغناء من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن. وتفاعلت مواقع التواصل مع صور للجمهور وأعضاء الفرقة الموسيقية وهم يؤدون الصلاة في جنبات المسرح.
وبلغ عدد الحضور 3127 شخصاً بحسب إحصائية صادرة عن مركز المعلومات السياحية «ماس».