يعد «يوم القريش» موروثا شعبيا وجزءا من العادات والتقاليد في الكويت ويقام في آخر أيام شهر شعبان احتفاء واستعدادا لبدء صيام شهر رمضان المبارك حيث يتناول خلاله أفراد العائلة بطريقة رمزية آخر وجبة قبل بداية شهر الصوم.
فيجتمع فيه الأقارب والأصحاب على الإفطار أو الغداء لوداع الأكل في النهار، في أحد البيوت، ويكون هذا التجمع عادة عند كبير الأسرة أو بيت الأم العودة، أو إحدى سيدات الحي من كبار السن.
وكانت تجتمع النساء، وتحضر كل سيدة معها الأكل، وتبدأ فترات التجمع من بعد الساعة العاشرة صباحاً، ويطلق على هذه الفترة الضحى الكبير، وبعد ذلك تنصرف النسوة كل واحدة إلى بيتها.
واختلفت آراء المؤرخين حول سبب تسمية هذا اليوم باسم يوم «قريش» أو «يوم القريش»، بين نسبته إلى «قرقشة» النقود المعدنية أثناء التسوق، أو إلى أهازيج كانت تطلقها بعض النساء عندما كن يتحركن بشكل جماعي طلباً من ميسوري الحال والتجار لبعض المواد الغذائية كالأرز والحبوب «الهريس»، أو إلى تصغير لكلمة «قرش» أي القطعة النقدية المعدنية.
ويوم دق الهريس هو عبارة عن طحن حبوب القمح ودقها بالمناحيز «مفردها منحاز»، عند بعض العائلات الكويتية الكبيرة، حيث تقوم الأسرة بشراء كميات كبيرة من الحبوب، ثم تدعو فريقاً من المتخصصات للقيام بهذه المهمة ويؤدينها بحركات تعبيرية على أنغام أغنيات تؤديها إحدى الفرق النسائية، وعن العبارات التي كان يرددها أهل الكويت في تلك المناسبة ذكر منها (اليوم قريش.. وباكر نطوي الكريش) ، ويدق القمح لكي تنكسر الحبة الواحدة إلى أجزاء لكي يتسنى طبخها، ويوزع الهريس أيام شهر رمضان على بيوت الأقرباء والأصدقاء والجيران.
والقريش هي آخر وجبة يتناولها أهل البيت قبل بداية شهر رمضان المبارك وهي مكونة من بقايا الأكل الموجود في المنزل والذي لا يصلح للتناول في رمضان مثل السمك المجفف والتمر القديم والأرز.